أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-09-2015
17046
التاريخ: 10-04-2015
2267
التاريخ: 30-12-2015
17652
التاريخ: 10-04-2015
1916
|
هو (1) الأمير مصطفى الدولة أبو الفتيان محمد بن سلطان بن حيّوس من قبيلة غنيّ بن أعصر التي كانت في الجاهلية تسكن نجدا ثم نزحت طوائف منها الى العراق و الجزيرة و الشام. ثم رأينا حيّوسا من أهل دمشق و على شيء من الوجاهة و العلم.
ولد الشاعر ابن حيّوس في دمشق آخر صفر من سنة 394 ه (28/12/ 1003 م) . و تلقّى طرفا صالحا من العلم على والده و على خاله القاضي أبي نصر محمد بن أحمد بن هارون المعروف بابن الجنديّ الغسّاني ثم على نفر من العلماء و الأدباء لا نستطيع اليوم أن نقطع بأسمائهم.
و في 406 ه (1015 م) جاء أنوشتكين الدزبري أحد قوّاد الحاكم بأمر اللّه الفاطمي إلى دمشق فلقيه ابن حيّوس؛ و كان لهذا اللقاء أثره في نفس الشاعر. و لما احتجب الحاكم (411 ه-1020 م) انتقض نفر من أمراء البدو على الحكم الفاطميّ: استبدّ حسّان بن المفرّج الطائيّ بجنوب فلسطين، و سنان بن عليّان الكلبيّ بدمشق، و صالح بن مرداس الكلابيّ بحلب؛ ثم استتبّ الأمر لهم بضع سنوات. و لكنّ الدزبريّ استطاع الاستيلاء على دمشق سنة 420 ه (1029 م) ثم على حلب (429 ه) ، فانقطع إليه ابن حيّوس و أصبح شاعره.
و لما توفّي الدزبريّ (433 ه -1041 م) مدح ابن حيوس نفرا من ولاة الفاطميين على دمشق، و لكنّ انقطاعه كان إلى الوزير أبي محمد الحسن بن عليّ اليازوري (2)(442-450 ه) . ثم زاد اضطراب الدولة الفاطمية فثار أهل دمشق (460 ه -1068 م) بأمير الجيوش بدر الجماليّ والي الشام و اضطروه إلى الخروج من قصر الإمارة، فكان ذلك إيذانا بزوال حكم الفاطميين. و غادر ابن حيّوس دمشق الى طرابلس (464 ه) ليمدح صاحبها أمين الدولة ابن عمّار. غير أنّ أمين الدولة توفّي في رجب من سنة 464هـ. و في طرابلس لقي ابن حيّوس أسامة بن منقذ فنصحه أسامة بأن يفد على محمود ابن نصر المرداسيّ صاحب حلب؛ فأكرمه محمود و جعل له ألف دينار في كلّ عام. ثم توفّي محمود وشيكا (467 ه -1074 م) فخلفه ابنه نصر فاستمرّ ابن حيّوس في مدح نصر. و قتل نصر يوم عيد الفطر من سنة 468(1076 م) فخلفه أخوه سابق. و كانت حظوة ابن حيّوس عند سابق كحظوته عند أخيه و أبيه من قبل.
ثم انقضت دولة آل مرداس سنة 473 ه (1080 م) و خلفتها دولة بني عقيل التي كانت تملك الموصل و ما وراءها؛ و حكم حلب منهم شرف الدولة أبو المكارم مسلم بن عقيل. و مدح ابن حيّوس شرف الدولة فأجزل شرف الدولة عطيّته. و كانت وفاة ابن حيّوس بعد ذلك بمدة يسيرة في شعبان من سنة 473 (3)، في حلب.
ابن حيّوس شاعر محسن كان يعارض (4) أبا تمّام و يذهب مذهبه في الصنعة و في الولع بالجناس؛ كما كان يحاول تقليد البحتريّ في ديباجته.
و ابن حيوس أفضل شعراء الشام بعد المعريّ؛ ثم هو فصيح الألفاظ متين التركيب طويل النفس غير متفاوت الشعر، و في شعره أثر لثقافته الواسعة. على أنّ أحسن شعره ما قاله في أواخر حياته.
تناول ابن حيوس في قصائده فنونا كثيرة؛ و لكنّ أوسع فنونه و أحسنها المديح. و له شيء يسير من الوصف و الغزل و الرثاء و التذكّر للوطن بعد أن هجر دمشق.
مختارات من شعره:
- قال ابن حيّوس يمدح ناصر الدولة بن حمدان (و بنو حمدان من تغلب) :
سأصبر صبر الضبّ، و الماء ذو قذى... و أمشي على السّعدان، و الذّلّ مركب (5)
و أقفو بعزمي أسرة تغلبيّة... الى الموت مما يكسب العار تهرب
و لست كمن أنحى عليه زمانه... فظلّ على أحداثه يتعتّب (6)
تلذّ له الشكوى و ان لم يفد بها... صلاحا كما يلتذّ بالحكّ أجرب
رغبت بنفسي أن أكون مصاحبا... أناسا اذا قيدوا الى الذلّ أصحبوا (7)
فجاورت ملكا تستهلّ يمينه... ندى حين يرضى أو ردى حين يغضب
تدور كؤوس الحمد حينا فينتشي... و طورا تصلّ المرهفات فيطرب (8)
خلائق كالماء الزلال، و تحتها... من العزم و الإقدام نار تلهّب
ثبت ثباتا لم يكن لابن مسلم... و أوتيت صبرا لم ينله المهلّب (9)
و كم زرت أحياء فلم يغن عنهم... طعان، و لا نجّاهم منك مهرب (10)
يودّون مذ صار الصباح طليعة... لجيشك أن الدهر أجمع غيهب (11)
فهل لك في من لا يشينك قربه... و يعرب إن أثنى عليك و يغرب (12)
اذا صاغ مدحا خلته من مزينة... و تحسبه من عذرة حين ينسب (13)
قواف هي الخمر الحلال و كأسها... لساني، و لكن بالمسامع تشرب
___________________
1) راجع مقدمة ديوان ابن حيوس لخليل مردم.
2) يازور قرية على بعد ميل من يافا (فلسطين) شمالا.
3) يبدأ عام 1081 م في منتصف شعبان من سنة 473 ه.
4) عارضه: سار معه (قلده و نظم مثل شعره) .
5) الضب حيوان كالحرذون (عظاءة) يصبر على العطش. السعدان نبات ذو شوك. -اذا كان الماء ذا قذر و كدر فضلت أن أبقى بلا شرب، و اذا عرضوا علي مركبا لينا يذل نفسي فضلت أن أمشي على الشوك. -أفضل كرامة نفسي على لين العيش.
6) أنحى عليه زمانه: أقبل عليه بالمصائب. يتعتب: يصف ما نزل به من المصائب، يشكو، يعجز عن التجلد.
7) اذا قيدوا الى الذل أصبحوا (تبعوا، قبلوا) : اذا سيموا الذل رضوا به.
8) كؤوس الحمد: المديح، ذكر الاعمال المجيدة. ينتشي: يشمل، يسكر من الاغترار. تصل المرهفات: تحدث المرهفات (السيوف) صوتا.
9) ابن مسلم-قتيبة بن مسلم. المهلب-المهلب بن أبي صفرة، و هما من القادة العظام في أيام بني أمية.
10) أحياء: أحياء من الاعراب، قبائل. -فكم من مرة جهزت حملات على القبائل الثائرة فلا هم استطاعوا أن يقابلوك بالحرب و لا أن يهربوا منك فهلكوا.
11) تعودت أن تغزوهم في الصباح (حتى لا تباغتهم ليلا و هم على غير استعداد، شهامة منك) فكانوا يودون أن لو كان الدهر كله غيهبا (ليلا) حتى يأمنوا غزواتك.
12) يشينك: يعيبك. أثنى عليك: مدحك. أعرب: أبان (فضلك) . أغرب: ذكر فضائلك الغريبة (التي يعرفها قليل من الناس) .
13) مديحه كمديح زهير بن أبي سلمى المزني، و نسيبه (غزله) كنسيب جميل بن معمر العذري.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|