المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

ما التشيّع؟
2023-09-05
TRANSCONDUCTANCE
23-10-2020
موارد الصحيفة ومصادر تمويلها- رابعا- استثمار بعض أقسام المؤسسة الصحفية لأغراض استثمارية
28-5-2022
الاسكندر المقدوني ونشأته
16-10-2016
واقع ومستقبل السياحة
13-1-2016
صفات مخارج الحروف العربية
2023-05-27


لطائف الإشارات للقشيري : تفسير عرفاني  
  
4810   05:46 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص967-971.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير العرفاني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014 7974
التاريخ: 6-03-2015 3342
التاريخ: 16-10-2014 1670
التاريخ: 16-10-2014 9448

هـو أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري ولد في قرية من ضواحي نيسابور سنة (376هـ) ومـات أبوه وهو صغير ، فاتجهت به أسرته نحو طلب العلم ، فبرع فيه حسبما دارت رحـى الـعـلـم فـي ذلـك العهد ، في الفقه والحديث والأدب والأصول والتفسير وسار في درب الصوفية على يد أبي الحسن ابن الدقاق المتوفى سنة (405هـ) (1) من كبار مشايخ ‌الصوفية ذلك العهد ، وقـد أشـار عليه أن يحضر حلقات درس أبي بكر الطوسي ، وابن فورك ، والإسفراييني وفي اثناء ذلك كان يحضر مجلس أبي عليّ الدقاق وكان قد زوجه ابنته على كثرة أقاربها ، ولما توفي تردد الى دروس عبدالرحمان السُلمي المتوفى سنة (412هـ) وعاشره (2) حتى اصبح شيخ ‌خراسان في الفقه والكلام ، مع تصدير في الحديث والوعظ والارشاد وتوفي سنة (465هـ) بمدينة نيسابور(3).

وتفسيره هذا امتداد للتفسير الصوفي الباطني ، معتمداً في اكثر الاحيان على تأويلات قد ينبو عنها ظاهر لفظ الآية الكريمة لكنه مع ذلك حاول ان يوفق بين علوم الحقيقة ـ حسب مصطلحهم ـ وعلوم الـشـريـعـة ، قاصداً أن لا تعارض بينهما ، وان أي كلام يناقض ذلك فهو خروج على كليهما ، اذ كل شـريعة غير مؤيدة بالحقيقة فغير مقبول ، وكل حقيقة غير مقيدة بالشريعة فغير محصول ، فالشريعة أن تعبده ، والحقيقة أن تشهده كما جاء في (الرسالة القشيرية) (4) .
حـاول فـي هذا التفسير ان يبرهن على ان كل صغيرة وكبيرة في علوم الصوفية ، فإن لها اصلاً من القرآن. ويتجلى ذلك بصفة خاصة حيثما ورد المصطلح الصوفي صريحاً في النص القرآني ، كالذكر والـتـوكل والرضا ، والولي والولاية والحق ، والظاهر والباطن ، والقبض والبسط فإنك عند خلال قراءة التفسير لا تكاد تملك إلا ان تحكم ان الصوفية قد استمدوا اصولهم وفروعهم من كتاب اللّه الـكـريـم ، وان علومهم ليست غريبة ولا مستوردة ، كما يحلو لكثير من الباحثين ، حين يرون التصوف الإسلامي متأثراً بالتيارات الاجنبية ، اليونان والفرس والهند.

كـذلـك تـلـحـظ عبقرية القشيري ازاء اللفظة او الآية ، حينما لا يكون فيها اصطلاح صوفي ، فإنه يـسـتـخرج لك من آيات الطلاق إشارات في الصحبة والصاحب ، ومن علاقة النبى (صلى الله عليه واله وسلم ) بأصحابه إشـارات عـن الشيخ ومريديه ، ومن مظاهر الطبيعة كالشمس والقمر والمطر والجبال اشارات تتصل اتصالاً وثيقاً بالرياضات والمجاهدات ، او بالمواصلات والكشوفات .

ومن ثم فإنه من أوفق التفاسير الصوفية في الجمع بين الشريعة والطريقة ، وأسلمها عن الخوض في التأويلات البعيدة التي يأباها اللفظ وينفرها ، كما في سائر تفاسيرهم .
ولـذلك فان فيه بعض الشطحات او التأويلات البعيدة ، مما يعد تفسيراً بالرأي الممنوع منه شرعاً ، مثلا عند قوله تعالى : {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } [البقرة: 125] يقول : الأمر في الظاهر بتطهير البيت ، والإشارة من الآية الى تطهير القلوب وتـطـهـير البيت بصونه عن الأدناس والأوضار ، وتطهير القلب بحفظه عن ملاحظة الأجناس والأغيار.

وطـواف الـحـجـاج حـول البيت معلوم بلسان الشرع ، وطواف المعاني معلوم لأهل الحق ، فقلوب العارفين المعاني فيها طائفة ، وقلوب الموحدين الحقائق فيها عاكفة ، فهؤلاء اصحاب التلوين ، وهؤلاء ارباب التمكين (5) .

وقلوب القاصدين بملازمة الخضوع على باب الجود أبداً واقفة .

وقلوب الموحدين على بساط الوصل أبداً راكعة .

وقلوب الواجدين على بساط القرب أبداً ساجدة .

ويـقـال : صواعد نوازع الطالبين بباب الكرم أبداً واقفة ، وسوامي قصود المريدين بمشهد الجود أبداً طائفة ، ووفود همم العارفين بحضرة العز أبداً عاكفة (6)  .

وقال في قوله تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ـ الى قوله ـ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} [المائدة: 94، 95] : والإشارة فيه أن من قصد بيتنا فينبغي ان يكون الصيد منه في الامان ، لا يتأذى منه حيوان بحال ، لذا قالوا : البر من لا يؤذي الذر ولا يضمر الشر.

ويـقال : الاشارة في هذا ان من قصدنا فعليه نبذ الاطماع جملة ، ولا ينبغي ان تكون له مطالبة بحال مـن الأحـوال وكـما ان الصيد على المحرم حرام الى ان يتحلل ، فكذلك الطلب والطمع والاختيار على الواجد حرام مادام محرماً بقلبه .

ويقال : العارف صيد الحق ، ولا يكون للصيد صيد.

وإذا قـتـل المحرم الصيد فعليه الكفارة ، واذا لاحظ العارف الأغيار ، او طمع أو رغب في شي او اخـتـار لزمته الكفارة ، و لكن لا يكتفي منه بجزاء المثل ولا بأضعاف امثال ما تصرف فيه او طمع ، ولكن كفارته تجرده على الحقيقة عن كل غير ، قليل او كثير ، صغير او كبير.
قـولـه عـز وجـل : {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ } [المائدة: 96] قـال : حـكم البحر خلاف حكم البر ، واذا غرق العبد في بحار الحقائق سق ط حكمه ، فصيد البحر مباح له ، لانه اذا غرق صار محواً ، فما اليه ليس به ولا منه اذ هو محو ، واللّه غالب على أمره  (7) .

وقد تقدم تفسيره للبسملة في كل سورة بمعنى يغاير معناها في سورة أخرى ، وهل هذا مستند الى دليل ، أو مجرد ذوق عرفاني خاص ؟!
______________________

1- نفحات الأنس للجامي ، ص291 .

2- سير أعلام النبلاء ، ج18 ، ص229 .
3- وفيات الأعيان ، ج3 ، ص206 .
4- الرسالة القشيرية ، ص46 ؛ راجع : تفسير القشيري (المقدمة) ،ج1 ، ص18 .
5- التلوين والتمكين لفظان اصطلاحيان : التلوين صفة أرباب الأحوال ، والتمكين صفة أهل الحقائق . فما دام العبد في الطريق فهو صاحب تلوين ؛ لأنه يرتقي من حال الى حال ، وينتقل من وصف الى وصف ، وهو أبداً في الزيادة . أما صاحب التمكين فوصل ثم اتصل ، وأمارة أنه اتصل أنه بالكلية عن كليته بطل ، والتغيير بما يرد على العبد إما لقوة الواردة أو لضعف صاحبه ، ، والسكون إما لقوته أو لضعف الوارد عليه (الرسالة القشيرية ، ص44) .
6- لطائف الإشارات ، ج1 ، ص 136 .
7- لطائف الإشارات ،ج2 ، ص143-144 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .