المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



المرأة تختلف عن الرجل  
  
2177   09:59 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص253-255
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2018 2428
التاريخ: 25-12-2020 2710
التاريخ: 5-4-2018 2064
التاريخ: 25-7-2022 1817

إن المرأة , في الواقع تختلف عن الرجل من جهات كثيرة ... إن البيضتين لدى الرجل تسهمان دائما ومدى العمر في بناء النواة الاولى التي تكون سببا في توليد الخلايا الجديدة نتيجة الانشطارات المتأخرة فيها , ولكن الام – المرأة , واضافة الى مشاركتها في تكوين نصف مواد نواة الخلية الاولى , تنفرد في تجميع البروتوبلاما اللازمة لهذه النواة التي تستقطب الخلية المذكورة , ومن ثم كانت مهمة الام في تكوين الجنين اهم من مهمة الاب ... ان امد الانجاب عند الرجل قصير , ولكنه عند المرأة طويل يمتد تسعة اشهر او نحوها , حيث ان الجنين , وطوال هذه المدة , يتغذى وينمو بسبب ما يصله من غذاء مصفى وبسبب ما يصله من دم الام , والطفل في الوقت الذي يأخذ فيه ما يحتاجه لنموه من الام ليصنع به انسجة وخلايا جديدة يخلف بعض ترشحات انسجته في بدن الام ... فهو يؤثر طوال مدة الحمل على امه , حتى انها قد تصاب بالتسمم بسببه , واخيرا , فان تواجد الجنين في رحم امه يؤثر عليها بشكل كبير , وذلك لعدم انسجام او تجانس انسجته معها , ومن هنا نشاهد التغيرات الفيزيولوجية والنفسية تظهر على الام طوال مرحلة الحمل وبشكل واضح .

من الواضح ان بين المرأة والرجل فوارق كثيرة في البعد العاطفي , فان للنساء عاطفة جياشة اشد مما هي عند الرجل , اذ ان المرأة تتأثر , بسرعة , بالمواقف العاطفية المثيرة , وترتبط المثل والقيم العاطفية في هذين الجنسين بنوع جنس كل منهما , فالمرأة تنظر للأمور بعين الانوثة ويرى الرجل ذلك جميعه بين الذكورة ,  ولو صح هذا الكلام نسبيا , يكون للإنسان في آرائه وحكمه على الامور في كل شيء دور المشاهد والممثل في آن واحد , وعلى اي حال , فان لكل ظاهرة لونا وحالة تستلهمها من الخصوصيات الشخصية الفردية , فان الخصائص الجنسية تلعب دورا اكثر خطورة في كيفية النظرة والرؤية لدى المرأة والرجل , وان تمتع المرأة بالعواطف الجياشة يعد في حد ذاته حكمة بالغة في نظام الخلقة من اجل استمرار الانجاب والتناسل , ومن اجل صرح البناء العائلي بشكل مستمر .

يعد الاختلاف في وزن الدماغ , لدى كل من الرجل والمرأة , احدى اهم المميزات الاخرى بين الجنسين , فان استيعاب المرأة ومدى تحملها وحجم جمجمتها ومقدار النخاع لديها اقل مما هو لدى الرجل ولا يتجاوز طولها , من اي قومية او شعب كانت , , مقدار طول الرجل , وكذلك لا تتجاوز نسبة وزن دماغها المئتي غرام اي بما يقل عن وزنه عند الرجل وحينئذ فلا بد من الاقرار بهذه الحقيقة : وهي ان بين الجنسين فوارق في الوقت الذي يكونان فيه متساوين , وهذا عين الحكمة والصواب , فان لهذين الجنسين مهمات ووظائف خاصة قد وضعها على عاتقيهما النظام الكوني , ومن لوازم تلك المهمات والمسؤوليات الخاصة وجود فوارق وتمايزات في الهيئة العامة والفسلجة الجسدية ووضعية اعضاء كل منهما , وهذه حقيقة لا يمكن انكارها يقول احد كبار المفكرين السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره):(ان الانسان يفكر ويدرك ويتعلم ويتعقل الامور بكل وجوده , فان تكن الاداة المباشرة والاساسية لذلك , هي الدماغ , الا ان الانسان ليس متحررا عن مجموعة المؤثرات الجسدية الكثيرة ابدا ... كالهيئة العامة للبدن ووزن الدماغ , والطول , ومراحل الحمل بالنسبة للمرأة وآلاف النشاطات الفسلجية والنفسية المتعلقة بالوضع البدني , وغير ذلك من المواصفات المعروفة او التي سوف تعرف تلك الامور جميعها تؤثر على تفكير الانسان وادراكه)(1) , وفي جملة واحدة نقول : ان الانسان , وفي الوقت الذي يفكر فيه بدماغه ويستعمل جميع قواه الجسدية , فانه مع ذلك يحب ويتألم ويشكر ويدعو ..

______________

1ـ محاضرة بعنوان : تكوين الانسان وعظمة الخالق – السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره . راجع مجلة الف باء العراقية عدد 1032 ص21 عام 1976 التي تصدر في بغداد .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.