أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014
2008
التاريخ: 16-10-2014
3184
التاريخ: 16-10-2014
3185
التاريخ: 6-03-2015
3178
|
مع قطع النظر عن بعض الاتجاهات غير المتوازنة في التفسير الإشاري ، فإن هذا النوع من التفسير له جذور واصول في القرآن والسنة – كما أشرنا إليه سابقاً – وفي ما يلي نذكر من طريق السنة والشيعة ما يدل على مقبوليته في الجملة .
يقول الذهبي : لم يكن التفسير الإشاري بالأمر الجديد في إبراز معاني القرآن الكريم ، بل هو أمر معروف من لدن نزوله على رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم .... أشار إليه القرآن ونبه عليه الرسول صلى الله عليه واله وسلم وعرفه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وقالوا به .
اما إشارة القرآن ، ففي قوله تعالى في الآية 78 من سورة النساء : {فَمَا لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} ، وقوله في الآية 82 منها ايضا : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] وقوله في الآية 24 من سورة محمد صلى الله عليه واله وسلم : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } ، فهذه الآيات كلها تشير الى أن القرآن له ظهر وبطن ... وأما تنبيه الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، فذلك في الحديث الذي أخرجه الفريابي من رواية الحسن مرسلاً عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فذلك في الحديث الذي أخرجه الفريابي من رواية الحسن مرسلاً عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : " لكل آية ظهر وبطن ، ولكل حرف حد ، ولكل حد مطلع " ، وفي الحديث الذي أخرجه الفريابي من رواية الحسن مرسلاً عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، قال " القرآن تحت العرش له ظهر وبطن يحاج العباد " . ففي الحديثين تصريح بأن القرآن له ظهر وبطن ....
وحكي عن ابن النقيب .. أن ظهرها : ما ظهر من معانيها لأهل العلم ، وبطنها : ما تضمنته من الأسرار التي أطلع الله عليها أهل الحقائق .
وأما الصحابة ، فقد نقل عنهم من الأخبار ما يدل على أنهم عرفوا التفسير الإشاري وقالوا به . أما الروايات الدالة على أنهم يعرفون ذلك ، فمنها : ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس ، انه قال : إن القرآن ذو شجون وفنون وظهور وبطون ، لا تنتقضي عجائبه ، ولا تبلغ غايته ، فمن أوغل فيه برفق نجا ، ومن أخبر فيه بعف هوى ، أخبار وأمثال ، وحلال وحرام ، وناسخ ومنسوخ ، محكم ومتشابه ، وظهر وبطن ، فظهره التلاوة وبطنه التأويل ، فجالسوا به العلماء ، وجانبوا به السفهاء ...
هذه الأدلة مجتمعة تعطيناً ان القرآن الكريم له ظهر وبطن ، ظهر يفهمه كل من يعرف اللسان العربي ، وبطن يفهمه أصحاب الموهبة وأرباب البصائر (1).
ويقول الفيض الكاشاني : وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : " ما من آية إلا ولها أربعة معانٍ : ظاهر وباطن وحد ومطلع ، فالظاهر التلاوة ، والباطن الفهم ، والحد هو أحكام الحلال والحرام ، والمطلع هو مراد الله من العبد بها " .
ورووا أنه عليه السلام سئل : هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم شيء من الوحي سوى القرآن ؟ قال : " لا ، والذي فلق الحبة وبرا النسمة إلا أن يعطي عبداً فهما في كتابة " .
ورووا عن الصادق عليه السلام أنه قال : " كتاب الله على أربعة أشياء : العبارة والإشارة ، واللطائف والحقائق ، فالعبارة للعوام ، والإشارة للخواص ، واللطائف للأولياء ، والحقائق للأنبياء " (2).
وقال ايضا : إن من زعم أن لا معنى للقرآن إلا ما يترجمه ظاهر التفسير ، فهو مخبر عن حد نفسه ، ومصيب في الإخبار عن نفسه ، ولكنه مخطئ في الحكم برد الخلق كافة الى درجته ، التي هي حده ومقامه ، بل القرآن والأخبار تدل على أن في معاني القرآن لأرباب الفهم متسعاً بالغاً ومجالاً رحباً . قال الله عز وجل : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } ، وقال سبحانه : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ } ، وقال : { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } ، وقال : { لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } .
وقال صلى الله عليه واله وسلم : " القرآن ذلول ذو وجوه ، فاحملوه على أحسن الوجوه " . وقال أمير المؤمنين عليه السلام : " إلا أن يؤتي الله عبداً فهماً في القرآن " . وقال عليه السلام : " من فهم القرآن فسر جمل العلم " ، أشار الى أن القرآن مشير الى مجامع العلوم كلها ، الى غير ذلك من الآيات والأخبار .
فالصواب أن يقال : من أخلص الانقياد لله ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم ولأهل البيت ، وأخذ علمه منهم ، وتتبع آثارهم ، واطلع على جملة من أسرارهم ، بحيث حصل له الرسوخ في العلم ، والطمأنينة في المعرفة ، وانفتح عينا قلبه ، وهجم به العلم على حقائق الأمور ، وباشر روح اليقين ، واستلان ما استوعره المترفون ، وآنس بما استوحش منه الجاهلون ، وصحب الدنيا ببدن روحه معلقة بالمحل الأعلى ، فله أن يستفيد من القرآن بعض غرائبه ، ويستنبط منه نبذاً من عجائبه ، ليس ذلك من كرم الله تعالى بغريب ، ولا من وجوه بعجيب ، وليست السعادة وقفاً على قوم دون آخرين (3).
________________________
1- التفسير والمفسرون 2 : 353 – 356 .
2- تفسير الصافي 1 : 67 ، المقدمة الرابعة .
3- تفسير الصافي 1 : 72 ، بالمقدمة الخامسة .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|