أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2014
2958
التاريخ: 10-12-2015
14361
التاريخ: 10-1-2016
6602
التاريخ: 18-11-2015
2701
|
مصبا- نطق نطقا من باب ضرب ومنطقا ، والنطق بالضمّ اسم منه ، وأنطقه إنطاقا : جعله ينطق. ويقال : نطق لسانه كما يقال نطق الرجل. ونطق الكتاب : بيّن وأوضح. وانتطق فلان : تكلّم. والنطاق جمعه نطق مثل كتاب وكتب ، وهو مثل إزار فيه تكّة تلبسه المرأة ، وقيل هو حبل تشدّ به وسطها للمهنة .
والمنطق : ما شددت به وسطك فعلى هذا النطاق والمنطق واحد .
مقا- نطق : أصلان صحيحان : أحدهما- كلام أو ما أشبهه ، والآخر- جنس من اللباس. الأوّل - المنطق. ونطق ينطق نطقا. ويكون هذا لما لا نفهمه نحن- وعلّمناه منطق الطير. والآخر- النطاق : إزار فيه تكّة ، وتسمّى الخاصرة :
الناطقة ، لأنّها بموضع النطاق : أكمة لهم. وجاء فلان منتطقا فرسه ، إذا جانبه ولم يركبه ، كأنّه عند النطاق منه ، إذا كان بجنبه.
لسا- نطق الناطق : تكلّم. والمنطق : الكلام. والمنطيق : البليغ. وقد أنطقه اللّه واستنطقه ، أي كلّمه وناطقه. وكتاب ناطق : بيّن ، كأنّه ينطق. وكلام كلّ شيء : منطقه. وتناطق الرجلان : تقاولا. وقولهم- ما له صامت ولا ناطق : فالناطق الحيوان ، والصامت ما سواه. والمنطق والمنطقة والنطاق : كلّ ما شدّ به وسطه.
يقال : منطق ونطاق بمعنى واحد ، كما يقال مئزر وإزار وملحف ولحاف ومسرد وسراد.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو إظهار لما في الباطن بما في الظاهر من قال أو صوت أو حال ، في انسان أو حيوان أو غيرهما ، وفي عالم المادّة أو فيما ورائها.
وفي قبال النطق والناطق : الصمت والصامت ، فالصامت ما لا يظهر عمّا في باطنه بأي نحو ، كما في الجمادات.
فالنطق بالقول والكلام ، كما في :
{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم : 3، 4] الهوى : تمايل الى سفل ، وفي قباله التمايل الى علو ، لينطق مستندا الى الوحى والإلقاء من جانب الربّ المتعال :
{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم : 4، 5].
والنطق عن الهوى : عبارة عن التكلّم باقتضاء التمايل النفسانيّ ، وعلى وفق تمايلات الأنفس وباقتضاء المجاري المادّيّة.
والنطق في الحيوان على وفق خلقتهم ، كما في :
{وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ} [النمل : 16] الطير جمع الطائر. والمنطق مصدر ميميّ ويدلّ على استمرار وجريان.
ومنطق الطيور في كلّ نوع منها على كيفيّة خاصّة به يتفاهم بها فيما بين أفراد ذلك النوع ، وهذا هو المشاهد لنا من جريان حياتها ، وقد اعطى سليمان النبيّ (عليه السلام) علم جميع أنواع ذلك المنطق.
فالمنطق في الآية الكريمة قد اطلق على جميع أقسامه المختلفة من صوت مخصوص وحالة معيّنة وإشارة أو كيفيّة اخرى ، وفي كلّ منها إظهار لما في الباطن وإبراز لما في الضمير متوجّه اليه أفراد نوعه.
{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [فصلت : 21] انتخاب الجلود باعتبار تماسّها بتمام الأعمال الصادرة من الإنسان ، ولمّا كان هذا النطق خارجا عن ضوابط حواسّنا : فلا نستطيع أن نبحث عنه بالتحقيق ، فانّ النطق فيها يمكن أن يكون بطريق الاظهار والدلالة الحاليّة ، أو بدلالة الخطوط فيها كما في خطوط الكفّ ، أو بتشكّلات وظهورات اخر توجب التفاهم.
وعلى أي حال : فلا يذهب عليك أنّ النطق في تلك العالم اللطيفة منقاس بالنطق المادّيّ الظاهريّ بوسائل الهواء والفمّ واللسان والمخارج ، فلا بدّ من ظهوره في تلك العالم أيضا أن يكون بهذه الوسائل المادّيّة.
فانّ عالم المادّة وأسبابها ووسائلها ولذائذها المادّيّة وسائر خصوصيّاتها قد انتهت بالموت والانتقال الى عالم الآخرة ، وهي فيما وراء عالم المادّة ، وهي عالم لطيفة ودار حياة وإدراك ليس فيها من الجمادات غير الشاعرة شيء ، وليس فيها شيء صامت ، بل الأشياء كلّها ناطقة شاعرة.
ونطق تلك العالم ولغاتها ومكالماتها واظهارات المعاني فيها والتفاهم فيما بين أهلها بلغات مخصوصة عامّة يتفاهم بها فيما بين جميع الطبقات والملل ، فكأنّها كالأمور الطبيعيّة بمناسبة مقتضيات تلك العالم. وقد ورد أنّ لسان أهل الآخرة ولغاتهم عربيّة ، ومادّة العرب تدلّ على التبيّن والاتّضاح ، فلا خصوصيّة للغة العرب في هذا المورد ، بل المراد التكلّم بطور يوجب التبيّن.
{وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت : 64]. {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [يس : 65] في الآيتين الكريمتين دلالة صريحة على أنّ يوم القيامة قد يختم التكلّم بالأفواه ، ويبتدء بتكلّم الأيدى والأرجل. وكذلك فيه خاتمة جريان عالم المادّة الّتي لا حياة فيها.
{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ } [الجاثية : 29]
النطق إظهار ما في الباطن من الغرض والنظر والمقصود والحاجة وبرنامج العمل. وإذا فقد النطق وانتفى إبراز ما في الضمير بأي طريق كان : يكون وجود الشيء بلا أثر ولا يشاهد منه فائدة وخير ، فانّ منزلة كلّ شيء بظهور الآثار والخيرات المترتّبة عليه ، ولا خير في شيء لا فائدة له.
وعلى هذا استدلّ إبراهيم عليه السلام بنفي الخير عن وجود الآلهة بقوله :
{أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ } [الصافات : 91، 92]. {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} [الأنبياء : 63]. {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } [الأنبياء : 65 - 67] فخاطب الآلهة أوّلا بقوله :
{مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ} [الصافات : 92] حتّى تدفعوا المضارّ وما لا يلائم عن أنفسكم ، وتجلبوا المنافع وما يلائم مقصدكم إليكم ، وتثبّتوا مقامكم وتظهروا شأنكم.
ثمّ قال في جواب اعتراضهم بقوله :
. {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} [الأنبياء : 63] فانّ الكبير إذا لم يستطع دفع الضّرّ عن نفسه فكيف يجوز له أن يقوم مقام الكبرياء ، وكيف يقدر أن يدفع الضّر عن أتباعه! فهو المقصّر العاجز المجرم في هذا المقام ، حيث لم يستطع الحفاظة والصيانة عن نفسه وعن أتباعه.
وبهذا يظهر معنى قوله تعالى :
{هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } [المرسلات : 35، 36]. {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ} [النمل : 85] فانّهم من نهاية العجز والتحيّر والمحكوميّة التامّة ومشاهدة كمال المجرميّة ، لا يستطيعون أن ينطقوا ، أو يدفعوا بمنطقهم عن ضرّ أو يجلبوا خيرا الى جانبهم.
{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات : 22، 23] الضمير في كلمة إنّه ، يعود الى يوم الدين :
{يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ } [الذاريات : 12] فانّه مورد الكلام والبحث.
ولمّا كان يوم الدين يوم خضوع وانقياد قبال مقرّرات وأحكام ، وظهور مالكيّة مطلقة وحكومة تامّة وعزّة قاهرة : فيناسب تشبيهه بالنطق وهو ظهور ما في الضمير وإبراز ما في الباطن من اختيار وإعمال قدرة وتنظيم امور وجلب مصالح وخيرات.
وأمّا مفهوم المنطقة وما يشدّ به الوسط : فهو معنى مجازىّ بمناسبة كون النطاق فيه إظهار ما في الباطن من التهيّؤ للخدمة والمعاونة وهو يدلّ على العمل بالوظيفة والتصميم الخالص فيه.
________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|