أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-03-2015
1785
التاريخ: 16-10-2014
7985
التاريخ: 16-10-2014
7692
التاريخ: 16-10-2014
4678
|
لـقـد بـدأ الـتفسير الباطني اعتماداً على تأويل الآيات منذ القرن الثالث على يد أبي محمد سهل بن عـبد اللّه التستري من مواليد سنة (200هـ ) والمتوفى سنة (283هـ ). فان له تفسيراً على طريقة الـصوفية جمعه أبو بكر محمد بن أحمد البلدي ، وقد طبع بمطبعة السعادة بمصر سنة (1908م) فيما لا يزيد على مائتي صفحة .
كـان التستري من كبار العارفين ، وقد ذكرت له كرامات ، ولقى الشيخ ذا النون المصري بمكة ، وكان صاحب رياضة واجتهاد وافر. أقام بالبصرة زمناً طويلاً ، وتوفي بها.
وتـفـسيره هذا مطبوع في حجم صغير ، لم يتعرض فيه المؤلف لتفسير جميع القرآن ، بل تكلم عن آيـات مـحـدودة ومـتفرقة من كل سورة ويبدو ان التفسير مجموعة من أقوال سهل في التفسير ، جـمـعها البلدي المذكور في اول الكتاب ، والذي يقول كثيراً : قال أبو بكر : سئل سهل عن معنى آية كذا ، فقال : كذا وللكتاب مقدمة جاء فيها توضيح معنى الظاهر والباطن ومعنى الحد والمطلع ، فيقول : ما من آية في القرآن الا ولها ظاهر وباطن وحد ومطلع فالظاهر : التلاوة ، والباطن : الفهم والحد :حلالها وحرامها ، والمطلع : اشراق القلب على المراد بها ، فقهاً من اللّه ، فالعلم الظاهر علم عـام ، والفهم لباطنه ، والمراد به خاص ويقول في موضع آخر : قال سهل : إن اللّه تعالى ما استولى ولياً من أمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) إلا علمه القرآن ، اما ظاهراً وأما باطناً قيل له : ان الظاهر نعرفه ، فالباطن ما هو؟ قال : فهمه ، وان فهمه هو المراد (1) .
ونـجـده احـيـاناً لا يقتصر على التفسير الإشاري وحده ، بل ربما ذكر المعاني الظاهرة ثم يعقبها بـالـمعاني الاشارية وحينما يعرض للمعاني الاشارية لا يكون واضحاً في كل ما يقوله ، بل تارة يأتي بالمعاني الغريبة التي يستبعد أن تكون مرادة للّه تعالى ، كالمعاني التي يذكرها في تفسير البسملة :
الـباء : بهاء اللّه والسين : سناء اللّه والميم : مجد اللّه واللّه : هو الاسم الاعظم الذي حوى الاسماء كلها ، وبين الالف واللام منه حرف مكنى ، غيب من غيب الى غيب ، وسر من سر الى سر ، وحقيقة من حقيقة الى حقيقة ، لا ينال فهمه الا الطاهر من الأدناس ، الآخذ من الحلال قواماً ضرورة الايمان والـرحمان : اسم فيه خاصية من الحرف المكنى بين الالف واللام والرحيم : هو العاطف على عباده بالرزق في الفرع ، والابتداء في الاصل ، رحمة لسابق علمه القديم (2) .
وبـهـذا النسق فسر (الم) ، وتبعه على ذلك أبو عبد الرحمان السلمي ، ومن بعدهما من مفسري الصوفية واهل العرفان (3) .
وربما فسر الآية بما لا يحتمله اللفظ ، وليس سوى الذوق الصوفي حمله على الآية حملاً ، من ذلك مـا ذكـره فـي تـفـسـير الآية {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} [البقرة: 35] : لم يرد اللّه معنى الاكل في الـحـقـيقة ، وانما اراد معنى مساكنة الهمة لشيء هو غيره ، اي لا تهتم بشيء هو غيري قال : فآدم (عليه السلام) لم يعصم من الهمة والفعل في الجنة ، فلحقه ما لحقه من أجل ذلك قال : وكذلك كل من ادعى ما ليس له وسـاكـنـه قلبه ناظراً الى هوى نفسه ، لحقه الترك من اللّه عزوجل مع ما جبلت عليه نفسه ، الا ان يرحمه اللّه ، فـيـعـصـمه من تدبيره وينصره على عدوه وعليها قال : وآدم لم يعصم عن مساكنة قلبه الى تدبير نفسه للخلود لما ادخل الجنة ، ألا ترى ان البلاء دخل عليه من اجل سكون القلب الى ما وسوست بـه نـفسه ، فغلب الهوى والشهوة العلم والعقل والبيان ونور القلب ، لسابق القدر من اللّه تعالى ، كما قال (صلى الله عليه واله وسلم ) : الهوى والشهوة يغلبان العلم والعقل (4) .
وفي اغلب الأحيان يجري في تفسيره مع ظاهر الآية أولاً ، ثم يعقبه بما سنح له من خواطر صوفية يـجـعلها تأويلاً وتفسير الباطن الآية من ذلك تفسيره للآية {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [النساء: 36] حيث يقول بعد ذكره للتفسير الظاهر : واما باطنها ، فـالـجـار ذي الـقـربى هو القلب ، والجار الجنب هو الطبيعة ، والصاحب بالجنب هو العقل المقتدى بالشريعة ، وابن السبيل هو الجوارح المطيعة للّه (5) .
وعند تفسيره للآية {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: 41] يقول : مثل اللّه الجوارح بالبر ، ومثل القلب بالبحر ، وهم اعم نفعا واكثر خطرا هذا هو باطن الآية ، ألا ترى ان القلب انما سمي قلبا لتقلبه ، وبعد غوره (6) .
__________________
1- تفسير التستري ، ص3 . استولى أي اختار ولياً .
2- المصدر نفسه ، ص9-12 .
3- تفسير السلمي ، ص9 .
4- تفسير التستري ، ص16-17 .
5- تفسير التستري ، ص45.
6- تفسير التستري ، ص179 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|