أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-06
427
التاريخ: 2024-09-11
480
التاريخ: 1-11-2016
8494
التاريخ: 2024-09-15
908
|
يشير المبدأ الجغرافي إلى أن العنصر الإقليمي(1) للمـدينة يصنف مكانياً إلى وظيفتين: محلية وإقليمية(2) وان التمييز بينهما له أهمية في عملية التخطيط الإقليمي. ويبدو أن العنصر الإقليمي هو أصل وظيفة المدينة وبهذا فان جوهر فكرة المدينة هي أن تخدم منطقة تابعة لها. حيث يبرز التأثير المكاني المتبادل بين المدينة والريف بعلاقة وثيقة جدا ناجمة عن حركة الناس والطريقة التي يكسبون بها عيشهم ونوع الحياة التي يحيونه(3)، وهذا يتولد منه علاقة تتمثل بردود أفعال تخلف مركبا إقليميا متفردا(4)، يمزج بين خصائص البيئة الحضرية والبيئة الريفية بمعطياتهما الطبيعية والبشرية، مما يولد تخصصا لكل قرية تخدم المدينة بحيث تصبح أحد إشكال التنظيم السياسي التي تستمد بريقها من خيرات الريف الذي يقوم بتمويلها غذائيا مقابل تقديم المدينة خدماتها الحضرية ومصنوعاتها إلى ريفها المجاور.
إن العلاقة تحت ظروف الاقتصاد ذي الاكتفاء الذاتي الذي يظهر فيه نمط معين من الحياة، قد يضمن المحافظة على الخصوصيات المحلية لزمن غير قصير(5)، كانت تمثل الهيمنة الحضرية المكانية ويمكن أن تكون حسب التعبير السياسي الحديث حالة استعمارية تسلطية على الريف الذي يتسع أو يتقلص تبعا لحجم وهيمنة المدينة وطبيعة توجهاتها. ألا أن هذه العلاقة قد تعدلت جزئيا بين المدينة والريف في ظل نظام اقتصادي هدفه زيادة التبادل التجاري من جراء تطوير القطاع الزراعي والقطاع الصناعي فالدور التجاري للمدينة مهم في العلاقة بين المدينة والإقليم وان أداء المدينة لهذا الدور تكافليا يجعلها أداة تكامل مفضية إلى بروز إقليم وظيفي(6).
هذا الأمر أدى إلى اعتماد آليات اقتصادية جديدة بلورت بروز المدينة الأوربية في العصر الوسيط بحيث بدأت تشكل ظاهرة سكانية وسياسية واقتصادية، لم نجدها تبرز بذات الوقت في المدينة العربية إلا بشكل نسبي في بداية الستينيات. إذٓ لا تزال المدينة عندنا عاجزة عن توفير مستلزمات ديمومتها ذاتيا.
فهي مدن تقتصر على تقديم الخدمات فحسب، بينما جوهر العلاقة بين المدينة الأوربية وريفها المجاور قد تغير مع الابتكارات والاختراعات وتطور النقل والاتصالات حتى كادت تختفي الفرو قات الحضارية بينهما إلى حد ما، أي إن المدينة سحبت ريفها إليها، بينما مدننا تريّفت (Ruralization ) وهذا يؤشر الميل النفسي للثقافات المتباينة ضمن المدن المختلفة في تكوين عالمها المستقبلي.
___________________
(1) يشمل العنصر الإقليمي على قطاعين : ـ أولي (أساسي) وثانوي (غير أساسي)، فالأولي مبرر لقيام المدينة ويتوقف عليه نمو القطاع الثانوي.
(2) R. Dickinson , city and Region , London. 1964. p.24.
(3) شاكر خصباك، علي محمد المياح. الفكر الجغرافي في تطوره وطرق بحثه، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مطبعة جامعة بغداد، بغداد، 1983، ص 187.
(4) جمال حمدان، جغرافية المدن، بلا تاريخ، ص 472.
(5) فيدال دي لابلاش، أصول الجغرافية البشرية، ترجمة شاكر خصباك، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, جامعة بغداد، بغداد, 1984، ص 148.
(6) D.K. Forbes , the geography of under development , A critical survey , Croom. HELM, London and Sydney , 1984. p. 121.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم العلاقات العامّة ينظّم برنامجاً ثقافياً لوفد من أكاديمية العميد لرعاية المواهب
|
|
|