المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أدب التواصل  
  
3191   10:08 صباحاً   التاريخ: 9/10/2022
المؤلف : الشيخ. د. أكرم بركات
الكتاب أو المصدر : كيف تتواصل مع الناس؟
الجزء والصفحة : ص59 ــ 63
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-12-2017 2207
التاريخ: 25-12-2021 1369
التاريخ: 19-4-2016 2152
التاريخ: 14-12-2016 2340

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].

انها دعوة لتواصل الناس بعضهم مع بعض؛ ليتعاونوا من أجل بناء صرح المجتمع الإنساني.

اهتماماً بذلك طرح الإسلام جملة من الآداب المتعلقة بالتواصل مع الاخرين، نعرض منها ما يتعلق بالأمور الاتية:

ـ المظهر

ـ نبرة الصوت

ـ الكلام

ـ المصافحة

ـ الأدب في المظهر

دعت الأحاديث الشريفة عند التواصل مع الاصدقاء والأخوة الى اظهار السعادة والاهتمام باللقاء، وذلك من خلال أمور منها:

التبسّم واظهار الفرح

لا شك ان اللقاء الأول وما يتخلله يعطي انطباعا اوليا له اثره المهم في النظرة الى الاخر، لذا دعت الاحاديث الشريفة الى التعبير عن السعادة بلغة الجسد، فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (يا بني عبد المطلب، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهـم بطلاقة الوجه، وحسن البشر)(1).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (ثلاث من أتى بواحدة منهن اوجب الله له الجنة: الإنفاق من اقتار، والبشر لجميع العالم، والإنصاف من نفسه)(2).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ رجل، فقال: يا رسول الله، اوصني، فكان فيما أوصاه ان قال: القَ اخاك بوجه منبسط)(3).

وبين النبي (صلى الله عليه وآله)، أثر اللقاء بالبشر والتبسم في إيجاد المحبة بين الناس، فعنه (صلى الله عليه وآله): (ثلاث يصفين ود المرء لأخيه المسلم: يلقاه بالبشر إذا لقيه)(4).

كما بين أجر ذلك عند الله تعالى، فعنه (صلى الله عليه وآله): ((تبسمك في وجه اخيك صدقة)(5).

وهذه الأحاديث تتلاقى مع المثل اللبناني القائل: (لاقيني وما تطعميني).

وفي مقابل هذا حذرت الأحاديث من العبوس في وجه من تلقاه من الأصدقاء والأخوة، فعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (ان الله يبغض المعبس في وجه اخوانه)(6).

وفي حديث آخر عن...: (البخل وعبوس الوجه يبعدان من الله)(7).

التزين

إن استقبال الأخ بلباس حسن  يعبر عن الاهتمام به، لذا ورد عن الإمام علي (عليه السلام): (ليتزين أحدكم لأخيه المسلم، كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة)(8).

نبرة الصوت

أرشد القران الكريم إلى ادب خفض الصوت اثناء محادثة الآخرين، قال تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19].

وفي الحديث عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (أن الله لا يحب الفاحش المتفحش، ولا الصياح في الأسواق)(9).

طيب الكلام

دعت الأحاديث الى انتقاء الكلمات الطيبة في التواصل مع الآخرين على قاعدة القول الجميل: (البر شيء هين، وجه طليق، وكلام ين)، فعن ابن محبوب عن بعض أصحابه عن الإمام الصادق (عليه السلام): قلت له: ما حد حسن الخلق؟ قال: (تلين جناحك، وتطيب كلامك، وتلقى اخاك ببشر حسن)(10).

والبدء في الكلام الطيب بالتحية، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (من قال لأخيه المؤمن: مرحبا، كتب الله تعالى له مرحبا الى يوم القيامة)(11).

وقد بين الإمام الصادق (عليه السلام) مكانة السلام بقوله: (إن المؤمن ليمر بالمؤمنين، فيسلم عليهم، فترد الملائكة: سلام عليك، ورحمة الله وبركاته أبدا)(12).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص103.

2ـ المصدر السابق، ص103.

3ـ المصدر السابق.

4ـ المصدر السابق، ص643.

5ـ الريشهري، محمد، ميزان الحكمة، ج2، ص1597.

6ـ البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج15، ص526.

7ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص103.

8ـ المصدر السابق، ج6، ص440.

9ـ البخاري، محمد، الأدب المفرد، ط1، بيروت، مؤسسة الكتب الثقافية، 1986، ص74.

10ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص103.

11ـ المصدر السابق، ص206.

12ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار، ج73، ص6. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.