المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المشكلات المتعلقة بالنوم
2023-03-16
المدارس الفكرية
2-6-2016
طاقة الشمس
16-4-2016
بعض المفاهيم البيئية
17-8-2021
الارشادات الخاصة بكتابة نص الاعلان بالبطاقة
4/9/2022
الجريمة الالكترونية بين التشريع والقضاء في الدول الغربية
2024-02-24


الانفصال عن الام  
  
2560   11:14 مساءاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص334-335
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016 3265
التاريخ: 9-6-2022 2101
التاريخ: 18-7-2017 1807
التاريخ: 15-1-2016 1916

ـ الام واستمرار رعايتها :

رعاية الطفل وحضانته من قبل الاب والأم حق للطفل، وحقٌّ ايضاً للوالدين، وعندما يموت احدهما اي الاب او الام فإن هذا الحق المقرر والمعترف به والواجب على الآخر سوف يزداد ثقلاً ومسؤولية. والأصل والأساس هو ان يطوي الطفل مراحل حياته في ظل ركنين ووجودين وعمودين وقوتين، الى ان يصل الى مرحلة الاستقلال والاعتماد على نفسه، وعندما يفتقد احد الركنين، لأجل حفظ توازن تربية الطفل من الاختلال، فإن ضغط الثقل على الركن الآخر يصبح اكثر واكبر وعليه ان يتحمل ذلك.

واحتضان الطفل ورعايته ما دامت الام بعد موت او استشهاد الزوج لم تتزوج، فهو بعهدة الام: "المرأة احق بالولد ما لم تتزوج" (الامام الصادق عليه السلام) وبعد الزواج ايضاً لا يسقط حق الطفل عن عاتق امه، فهو لا يزال له عليها حقوق، وهي لا تزال مدينة له، وعليها ان تبذل جهدها في هذا المجال، فيتوجب على الام خصوصاً بعد موت الزوج، أن تحافظ على ابنائها من الاخطار والامراض، ويجب عليها ان تكون للطفل اباً وأماً في آنٍ معاً.

ـ حاجة الطفل للأم :

في الحقيقة الطفل محتاج لأمه، والدنيا بدون الام بالنسبة للطفل لا قيمة لها وفارغة ومظلمة ومخيفة. ليس اليتم دائماً هو الشخص الذي مات ابواه، بل احياناً اليتيم هو الذي تكون امه بعيدة، ومنفصلة عنه، او له ام ولكن لا يتمكن من الوصول إليها.

حاجة الطفل لأمه ومحبته لها لدرجة – على اساس ابحاث الدكتور بالبي – أن الحرمان منها احياناً يمكن ان يؤدي الى الخلل النفسي للطفل، ومن الصعب جداً على الاطفال ان يتحملوا الحرمان من الام وملاطفتها المستمرة. تشاهدين كثيراً من الاطفال الذين يطلبون من الام بخضوع وإلحاح عدم تركهم لوحدهم وحتى لو ارادت الذهاب الى بيت الجيران يريدون الذهاب معها، ويريدون مرافقتها فهم بحاجة إليها، وكلما كان الطفل اقل سناً كلما ازداد احتياجه لها. وكذلك يزداد ويشتد هذا الاحتياج عندما يفقد الطفل اباه وهو الملجأ وثاني مركز لأمله وثقته. في هذه الحالة يصبح إصراره على التعلق بها شديداً ومفرطاً.

وكونهم صغاراً يريدون امهم باستمرار، ومنتهى الجفاء ان لا تكترث الام لحاجة الطفل ورغبته بالبقاء قريباً منها.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.