المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الحاجة الى حماية الطفل  
  
792   09:16 صباحاً   التاريخ: 5-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة ومتطلبات الطفل
الجزء والصفحة : ص267 ــ 278
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ان جميع الناس ومع كل ما يمتلكونه من قدرة وقوة في الحياة وبالرغم من كل مالديهم من الثقة بالنفس معتمدون بشكل أو بآخر على الغير، ومحتاجون الى مساعدتهم وحمايتهم. انهم في الحقيقة متأثرون تلقائياً وبشكل لاشعوري بأولئك الذين يأملون منهم تأمين احتياجاتهم. فالمؤمنون يطلبون الحماية من الله تبارك وتعالى، وغيرهم يطلبها من الاشخاص والافراد أو يتمنون ذلك بشكل ما من ثروتهم أو مكانتهم لعلهم يستندون إليها في تحقيق طلبتهم.

وفيما يتعلق بالطفل لابد أن نقول أنه بحاجة الى فرد يراه الى جانبه في خضم استمراره في اعماله ويعتمد عليه، وذلك الفرد يتمثل أولاً بوالدته. انه يريد الحماية من والدته، الحماية من الخوف والفزع والصيانة من كل عامل يهدد حريته أو يعرض أمنه للخطر. انه يعتمد في الظروف الصعبة والحوادث المؤلمة الى الآخرين ويندفع بهذا الأمل إلى الامام في حياته.

اساس هذه الحاجة :

ان جذور هذه الحاجة واساسها تكمن في ان الطفل يلد الى الدنيا ضعيفاً وغير قادر على الدفاع عن نفسه، ولا يتمكن من المحافظة على نفسه أمام الشرور والمصاعب ولا يمكنه ان يتخذ موقفا بشأن أمنه وحريته شخصيا. ولهذا السبب فانه يحظى ومنذ اللحظات الاولى لولادته بحماية والديه، وبعبارة اخرى فانه يتخذ منهم درعاً يقيه مخاطر البلوى.

ان هذا الامر الذي يبدأ منذ اليوم الاول للولادة يستمر بنفس هذه الوتيرة الى اليوم الذي يطبق عينيه ويرحل عن هذه الدنيا. ونحن نعيش في ظروف واوضاع معينة نحتاج معها في جميع ابعاد حياتنا الى الحماية الاجتماعية، والصحية، والاقتصادية، والثقافية والسياسية، مع فارق وحيد، وهو أننا بحاجة الى هذه الحماية بصورة علنية في سنوات الطفولة وبشكل اكثر خفاء في السنين التالية. ونلاحظ ان الثقل الرئيسي لهذه الحاجة يتمثل في السنوات الثلاثة الأولى من العمر، وبعد ذلك في مرحلة ٤-٧ سنوات، وبعد هذه المرحلة عندما يكبر الطفل بعض الشيء ويقلل من مقدار اعتماده على والديه والمربين تدريجياً، إذ يبدأ عندها بالاعتماد على نفسه لحدود معينة، وكذلك على اصدقائه ومعارفه.

ضرورة ذلك للطفل.

وفيما يتعلق بضرورة ذلك للطفل لابد أن نشير الى بعض الموارد واهمها ما يلي:

١- فيما يتعلق بحق الطفل :

من حيث ان الطفل يمثل في الاسلام امانة من الله تعالى بين يدي والديه فهو يطالب والديه بتأمين بعض الجوانب، ومن جملة مطالباته مسالة الحماية التي نحن بصددها. وقد ورد في المادة الرابعة من لائحة حقوق الاطفال أيضاً ان الطفل يجب ان تتوفر له الحماية الكاملة من قبل شخص معين ويأتي الأب والأم في الدرجة الأولى بهذا الخصوص.

٢- تعرض الطفل للخطر:

ان حياة الطفل هي بالشكل الذي يكون معه الطفل معرضاً دائماً للخطر وتهدده الكثير من الامور الغير ملائمة مما يجعل حياة الاطفال تعاني من صعوبات كثيرة، انه بحاجة الى فرد أو أفراد يسارعون الى مساعدته في الملمات ويحافظون عليه عند التعرض للأخطار المختلفة. وإن لم يتحسس الطفل بوجود الحماية لن يكبر وتقضي عليه الاخطار والمصائب.

٣- بعث الأمل والاطمئنان:

ان عالم الاطفال عالم مدهش وهناك الكثير من الابعاد الغير مكتشفة في حياته، كما انه يجهل هذا العالم وما يرتبط به من مسائل. فهو لا يدرك كيف يتخذ موقفاً ازاء الأمور والمسائل الجارية وكيف يتعامل مع الاحداث، ان مجرد احساسه بان هناك من يحميه في هذه الحياة يصبح سبباً لبعث الامل والرضا والثقة التي تمكنه من الاندفاع نحو الامام ويواصل حياته.

4- الشعور بالأمن:

ان عالمنا بالنسبة للطفل عالم مخيف ومرعب من بعض جوانبه وابعاده. انه بحاجة لأن يشعر بالأمن لغرض مواجهة المسائل المتعلقة بهذا العالم. ويمثل الآباء والمربون في هذا المجال مرساة بالنسبة له، وفي حالة قيامهم بواجبهم كما ينبغي تجاه الطفل يصبح بإمكانه ان يواصل حياته بالاعتماد عليهم. وحسب اصطلاح علماء النفس فان الطفل يخرج من عشّه بمساعدة والدته.

٥- القدرة على الدفاع:

تمتل الحياة في احدى جوانبها ساحة للمجابهة والدفاع. إذ ان القضية لا تتمثل بان يسلك جميع الافراد اسلوب التعاون فلابد من التهيؤ لهذه المجابهة منذ مرحلة الطفولة. ولا شك ان دليله في مرحلة الكبر في المجابهة والدفاع هو الايمان والعقيدة، ويندفع في مسيرته من خلال التوكل على الله تعالى. اما في مرحلة الطفولة يحتاج الى حماية والديه ويجب عليهم ان يمهدوا أرضية الدفاع لديه.

٦- نمو الجسم والروح :

ان الطفل الذي لا يحظى بحماية والديه لن ينمو ويكبر مطلقاً. إذ ان النمو البدني والروحي للطفل مرهون بهذه الحماية. فقد اظهرت الابحاث والتحقيقات ان الاطفال الذين ينعمون بحماية الوالدين في تطور ملحوظ من الناحية البدنية والروحية. ذلك انهم يتمتعون بالحماية البدنية وكذلك ينعمون بالاطمئنان من الناحية النفسية بأن احداً لن يتمكن من التجاوز على حقوقهم.

اضرار ضعف الحماية أو فقدانها:

ان عدم حماية الاطفال أو التقصير وحصول النقص في ذلك يؤدي الى ظهور بعض المخاطر لا يتيسر لنا ذكرها بالتفصيل في هذا البحث ، وما يمكننا ذكره هنا بشكل مختصر ما يلي :

١- فقدان الجرأة والإقدام :

الاطفال الذين لا يحظون بالحماية الكافية يفقدون تدريجياً الجرأة على التقدم وانجاز الاعمال، ولا يمتلكون القدرة على الاندفاع بحرية. فالحماية من عوامل التطور والطفل الذي يعاني من النقص في هذا المجال يفقد القدرة على الحركة.

٢- الشعور بالخيبة والخسران :

ان ضعف الحماية يولد لدى الطفل شعوراً ينم عن الفشل والخسران وبأنه لا يقوى على الصمود أمام طوفان الحوادث والمشاكل. انه يرى نفسه دائماً بانه مهزوم ومغلوب وضعيف ويشعر بأنه ذليل منكسر ولهذا الاحساس خطر عظيم على حياته.

٣- الشعور بفقدان الملاذ : ان ضعف حماية الوالدين للطفل يتسبب في ان يشعر بفقدان الملاذ والملجأ. إذ يستحوذ عليه التصور القائل بأنه يفتقر الى من يرافقه ويلازمه تحت هذه السماء الزرقاء أو ان يسارع الى نجدته حين تعرضه للملمات والمعاناة، وهذا الاحساس يمثل خسارة كبرى لحياته في الوقت الحاضر أو في المستقبل.

٤- الهبوط النفسي والعاطفي:

ان اطفالاً كهؤلاء يستحوذ عليهم الخجل والتقوقع والانزواء. ويتسمون بسلوك غير منسجم، ولا يمكنهم ان يحسنوا اتخاذ موقف بشأن المحافظة على انفسهم وصيانتهم، وان سلامتهم الفكرية معرضة للخطر. حتى انه في الحالات الحادة من الممكن ان يتوقف نموهم الفكري والنفسي، وان لا يحسبوا لحياتهم ومستقبلهم كما ينبغي حساباً.

مسؤولية الوالدين :

يتحمل الآباء وفي المرحلة التي تليهم المربون وأولياء المدرسة المسؤولية بشأن الاهتمام بحماية الطفل. وعليهم ان يتعاملوا معه في الحياة معاملة تمكنه ان يعتمد عليها ويشعر خلال نموه وحركته بالأمن. ومن حق الطفل أن يتنعم بالأمن، ويجب ان لا تصبح المسائل من قبيل كونه ولداً وبنتاً، قبيح أو جميل، النواقص وغيرها سبباً لسقوطه وفشله.

وهناك الكثير من الأصول والضوابط التي ينبغي مراعاتها في إداء هذه المسؤولية وتوفير الحماية للطفل، واهمها ما يلي :

١- يجب ان يستند الى قوة مهمة حتى إذا شعر بالحاجة لها وجدها بالقرب منه، وفي الحقيقة يمثل الوالدين هذه القوة للطفل حتى ان الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم أشار الى ذلك بقوله: «ان الطفل يتصور بأنهم يعطوه رزقه اليومي».

٢- يجب القضاء على مسألة الخوف من النتائج المجهولة لدى الطفل، بحيث لا يستحوذ عليه القلق لعمل غير منجز، وعاقبة لم تحل بعد، ويتولد لديه الشعور انه بإمكانه ان يتقدم نحو الامام كلما لزم الامر.

٣- لابد من بعث امل جديد في نفسه. كي يصبح بإمكانه أن يبدي القدرة على التقدم من الاعتماد على ذلك الامل . ويجب ان يرى الحياة بكل صورها الجميلة ويتقبلها، وأن يزول عنه اليأس والتشاؤم تماماً.

العمل بهذه الحماية :

اما السؤال عن كيفية القيام بهذه الحماية يمكن الاجابة عليه بأنه يجب على الوالدين ان يقوموا بتنفيذ خطوات متعددة في هذا المجال يمكن ان تتجلى بالشكل التالي:

١- اداء حقوق الطفل بشكل لائق وكامل. وقد قلنا آنفاً ان الطفل دائن والوالدين مدينون. وانهم مكلفون بدفع ديونهم بشكل لائق ويؤدوا حقوق الطفل مثل حق القبول، والمحبة والامن...

٢ - الاخذ بيده وتوجيهه بحيث يدرك الطفل كيف يخطو خطواته في هذه الحياة وكيف يواجه المسائل والمعضلات ويحلها. وكيف يقف امام الوقائع والاحداث وكيف يتصرف امام مواجهة المصاعب.

٣- التمهيد لاكتسابه القوة لكي يصبح بوسعه الاندفاع بالاستفادة من الظروف والامكانيات المتاحة والتوجيه والهداية والارشاد. يجب ان يتعلم كيف يمكن ان يصبح قادراً وبأي صورة يجب ان تحل المسائل والمعضلات وما هو المقدار اللازم لاستثمار القدرة والقوة والاعتماد عليهما.

٤- مواساته في الحالات التي يتعرض فيها الطفل الى مرض أو مصيبة. كأن يكون مريضاً ويتألم من شدة المرض، يعاني من حرمان معين فيقلق ويضطرب لذلك، سقوطه اثناء ممارسته اللعب وتعرضه الى صدمة، إذ انه في هذه الحالة يريد ان يرى شخصاً الى جانبه ليسارع الى نجدته أو يأخذ بيده. ولابد من مواساته ومساعدته. طبعاً يجب ان نسعى الى ان لا تؤدي الحماية الى دلاله المفرط لأنه يحمل اضراراً ومخاطر كثيرة.

٥- استشارة الطفل وخاصة عندما يعاني من مشكلة معينة. إذ لابد من التحدث معه، وبث شكواه، السؤال عن احواله والاهتمام بها ومتابعتها، سير اعماقه وفهمه، ولابد من حمل الطفل على الكلام لكي يقول كلمته. ويتكلم من أعماقه ويضع بين ايدينا أسراره لكي يتسنى لنا في هذه الحالة اتخاذ موقف اكثر وضوحاً تجاهه.

افاق الحماية وكيفيتها:

آفاق الحماية لدى الافراد متفاوتة وواسعة جداً. وكل فرد يبحث عنها بنحو أو آخر ويحاول ان يحصل عليها بحدود معينة. ولابد ان يحظى الطفل بالحماية في جميع الامور، بما في ذلك الملبس، والغذاء، والدفاع، الاياب والذهاب، حالات الشجار، عندما يُغصب عليه، الهجمات ، الاخطار الجوبة والارضية، الامراض وغيرها...

اما بالنسبة للوالدين فيجب ان يظهروا حمايتهم للطفل من باب الاخلاص، والصفاء والمودة، والحرص وحب الخير ويسارعوا الى مساعدته بكل قوة لكي يطمئن الى انه بإمكانه ان يقدم على شيء ما في الحياة ويتقدم ويلوذ بظلها أيضاً، وان حصل تقصير ما أحياناً أو تملكته حالة من الجبن تزول عنه بفضل هذه الحماية.

ويجري التأكيد في هذه الحماية على ان تصبح طريقة التعامل ذات طابع انساني بحيث ينظر لها الطفل على انها من ذاته ووجوده ويعتمد بالتالي عليها. ولا يشعر أيضاً بوجود الفاصلة بينه وبين والديه، وان يثق بهم ويعتمد عليهم ويعمق تعلقه وتابعيته لهم.

الأخطاء في الحماية:

أحياناً يقع الوالدين في الخطأ اثناء تأمين الحماية للطفل، وللحد الذي يتسبب فيه هذا الخطأ بخلق المتاعب والحاق الضرر بالطفل. والموارد التي يمكن ذكرها هنا كثيرة ومنها قيام الأمهات بالعمل نيابة عن الاطفال. فالطفل الذي يدخل الصف الاول من المدرسة ويعجز عن اداء واجباته ودروسه يطلب من و الدته ان تكتب له واجبه البيتي فتبادر الأم الى كتابة واجبه لغرض المحافظة على سمعته وماء وجهه لدى المعلم والمدرسة، وهذا الأمر هو السبب في تخلف المستوى الدراسي للطالب في المدرسة.

أحياناً يرتكب الطفل خطأ معيناً وبالرغم من النصائح الازمة التي سبق وان نصحته بها والده إلا انه يتجاهل تلك النصائح واصبح في وضع يستحق معه العقاب. وفي مثل هذه الموارد من الخطأ ان تقوم والدته بحمايته. بل حتى انه من الضروري ان تغادر المكان بشكل أو آخر لئلا يتحول هذا العمل الى درس خاطئ بالنسبة للطفل وان لا يتصور ان بإمكانه ان يرتكب الخطأ متى ما أراد ويهرب منه.

ان الافراط في الحماية خطأ آخر بحد ذاته ذلك لأنه يمهد المجال امام تعلق الطفل المفرط ويعرضه للضرر في مواقفه اللاحقة ولا يدعه يعتمد على نفسه ويندفع للأمام وهذه خسارة كبرى بحد ذاتها في تربية الطفل وللمربي أيضاً إذ لا يدعه ان يصل الى مرحلة النضج في المستقبل.

ضرورة الاستغناء عن الحماية :

خلال مسيرة التربية من الضروري ان يستغني الطفل عن حماية الوالدين في نهاية المطاف، ويصبح بإمكانه الاعتماد على نفسه، ويجب العمل على ايجاد هذا الامر في الطفل تدريجياً وتجذيره .

ان حرص الوالدين على بقاء مسك يد الطفل بأيديهم أو مراقبة الطفل لئلا يعثر أو يسقط أو لا يصيبه اي مكروه أو أذى أمر لا يمكن ان يحمل معه اية منافع من الناحية التربوية. ان الطفل سيكبر تدريجياً ويتطبع بهذا الوضع ويفقد بالتالي امكانية السلامة والنمو. وبالتالي يصل به الأمر الى مرحلة يصبح معها بالغاً ورشيداً الا انه يبدو كطفل متعلق بوالدته أو والده.

يجب ان يصل الطفل الى مرحلة من الرشد تمكنه ان يتحمل أموره شخصياً، وان يؤدي اعماله بنفسه، وان كانت هناك ضرورة للدفاع عليه ان يُقدم نفسه على ذلك. يجب ان لا يكون وضعه بالشكل الذي يواجه معه مسألة معينة ويبقى متحيراً أمامها أو ان يطالب والديه بالحماية المفرطة.

مخاطر الافراط في الحماية:

الطفل الذي يحظى بالحماية المفرطة سيتعرض تلقائياً الى مخاطر كثيرة لا يتيسر لنا شرح جميع ابعادها وجوانبها في هذا البحث. وما يسعنا ان نشير له هنا بشكل مختصر ما يلي :

١- عدم حصول نمو الطفل نفسياً وبالشكل الذي مر ذكره آنفاً، وقلنا ان هذا الامر يتسبب أحياناً بتوقف النمو النفسي ولا يحصل الطفل على فرصة تعلم نمط الحياة.

٢- عدم استقلاله، والسبب في ذلك يعود الى انه غير قادر على الاعتماد على نفسه لكي يصبح بإمكانه التمرن على الاستقلال وينال السعادة، وكلما تطاول عليه الزمن توسعت مساحة احتياجاته اكثر وتضاعفت تبعيته اكثر.

٣- اتكالية الطفل المفرطة لأنه اعتاد على مطالبة الآخرين بمساعدته وقيامهم بتأمين احتياجاته. ان الطفل وبسبب المواقف الخاطئة لوالديه تجاهه يرى نفسه عزيزاً ثمينا جداً ويتوقع ان يسارع الجميع الى خدمته .

٤- التمهيد للوقوع في الادمان في السنين التالية إذ ان هذا الأمر تم اثباته من خلال الدراسة والتحقيق. لان الافراط في الحماية يساعد على اصابة الطفل بالاتكالية وكثرة التوقع والدلال والملق، حتى انه لا يفلح في العثور على صديق يرافقه في المستقبل ، وبالنتيجة يلجأ الى الادمان والكحول.

٥- وجود الاشكال في معاشرتهم وعواطفهم لانهم غير قادرون على بناء العلاقات مع الآخرين وحتى انهم لا يستطيعون الاقدام على تشكيل الاسرة . كما اظهرت الدراسات أيضاً ان هؤلاء الاطفال سيتسمون فيما بعد بالجبن والخجل والانزواء.

٦- فقدان القدرة في الدفاع عن النفس، لأن الفرد الذي امضى ردحاً من الزمن في ظل حماية الآخرين لا يستطيع ان يكون مستقلاً حتى في أمر الدفاع عن نفسه، خاصة وان لم يجري تمرين الدفاع وان الآخرين يتكلمون ويقدمون نيابة عنه دائماً.

7ـ واخيراً الحاق الضرر بسلامة الطفل من حيث ان الحماية المفرطة تصبح السبب في ان يفقد الافراد قدرتهم على الحركة، ويمضون ساعات متوالية دون حراك ويخلدون الى السكون ولا يحركون ساكناً.

المفرطون في الحماية :

لقد تم اجراء تحقيق بشأن الافراد المفرطون في الحماية، وكانت نتيجة ذلك التحقيق كما هو مبين ادناه :

* الأمهات اللاتي يفرطن في حماية الاطفال من اللاتي لم يفلحن في اقامة الوشائج مع ازواجهن، وهذا التصرف يمثل في الحقيقة نوعاً من رد الفعل التعويضي لهن.

* الأمهات اللاتي يتسمن بطبيعة مليئة بالاضطراب ودائماً يعشن في حالة من القلق والخوف بشأن سلامة وهدوء ابنائهن ويرمين الى صونه بشكل كامل.

* الأمهات اللاتي يمتلكن طفلا يتيماً عزيزاً ويعتبرون ان الخدمة الحقيقية تكمن في تأمين الحماية الكاملة لأطفالهن، خاصة لو سبق وان خطف الموت احد اطفالهن.

* الذين يؤكدون على ان لا يصبح اطفالهم مؤدبون للغاية، ولا يصدر عنه أي خطأ أو ان لا يحصل ادنى اهمال أو غفلة في تربيتهم.

المحاذير في طريق الحماية :

يجب الابتعاد عن بعض الاجراءات خلال توفير الحماية للطفل وبعضها كما يلي:

١- حالات المقارنة، بمعنى ان لا تقدموا على مقارنة طفلك بطفل آخر اطلاقا؛ إذ ان ذلك يمثل فاجعة للطفل.

٢- ابعدوه عن حالات الخوف والتهديد وحافظوا عليه منها؛ إذ انها تشكل خطراً على نفسيته ويجد نفسه لا ملاذ له.

٣- لا تطردوا الطفل عنكم مطلقاً، ولا تستخفوا به وتذلوه، ولا تطردوهم من البيت.

٤- لا تفرقوا بين اطفالكم؛ لان هذا الأمر يؤذي روح الطفل.

٥- لا تصرخوا بالطفل، ولو كانت هناك ضرورة في هذا المجال على وجه الخصوص فلا تقدموا على ذلك بدون مناسبة .

٦- لو لجأ الطفل الى حضن والدته فلا تخرجوه من حضنها ولا تحطموا حصنه هذا حتى ولو كان يستحق العقاب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف