المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



لماذا العزوف عن الزواج الثاني؟  
  
2186   01:31 صباحاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص315ـ317
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-04 651
التاريخ: 14-1-2016 2521
التاريخ: 2024-06-21 596
التاريخ: 2023-11-02 1302

ولكن لماذا رغم كل هذا الحث والتشجيع، ورغم الحاجة الطبيعية، نرى البعض لا يقدمون على الزواج ثانية؟ لهذه الظاهرة أسباب عديدة، البعض منها لا يختص بعوائل الشهداء، وإنما يمكن ملاحظته عند الآخرين ايضاً، ومن هذه الاسباب:ـ

1ـ يتصور البعض ان الزواج الثاني نوع من عدم الوفاء للزوج الفقيد، وأن الزوج الشهيد او الراحل سيتأذى من هذا الزواج، لكنهن يغفلن عن ان المعايير والقيم في ذلك العالم تختلف عما هي عليه في عالمنا هذا، إن فكرة عدم الوفاء بهذه الصورة وليدة الثقافة غير الإسلامية في مجتمعاتنا.

2ـ والبعض منهن يرغبن في الزواج، لكنهن يرهبن لوم الآخرين وتقريعهم، ومن اتهامهن بعدم الوفاء، وبالترف والرغبة في اللهو واتباع الهوى.. ولكن لا مبرر لهذه الرهبة فلا داعي للخوف من شيء لم ينهنا الله تعالى عنه.

3ـ يتصور البعض ان الزواج الثاني اتباعٌ للهوى وجري وراء الترف والشهوة، وهذا ما لا ننكره بالنسبة للبعض، لكننا نقول:ـ إن الزواج ليس استسلاماً للترف والشهوة، إنه امر إلهي وإسلامي. والبعض ينأين عن الزواج الثاني لأنهن عشن في الزواج الاول تجربة مرة، وواجهن صعوبات جمة، مما خلق لهن خوفاً يبدو هو الآخر في رأينا لا مبرر له، فلله في كل يوم شأن، ...

4ـ ربما انخفضت معنويات بعض النساء، وفقدن نشاطهن الحياتي، ووجدن انفسهن كسولات لا رغبة لهن في اي شيء وتصورن ان كل شيء قد انتهى بموت الزوج، وكل الآمال قد ذهبت ادراج الرياح، وهذا التصور خاطئ ايضاً في رأينا، فنحن في هذه الحياة من اجل هدف اهم واسمى، وبموت الزوج لا تموت اهدافنا، إن ربنا حي لا يموت، وما دام الامر كذلك فلابد ان نحافظ على معنوياتنا وحيويتنا، لأنا بغير ذلك قد ننتهي الى الكفر.

5ـ بالطبع من المهم ان نحرص على تربية الابناء تربية جيدة ورعايتهم وتوفير حياة هادئة لهم. ثمة امهات لهن عدة ابناء ويرين ان أعمارهن قد تقدمت بعض الشيء، وقد قضين سنوات عديدة في راحة وهناء، اما الآن فالوقت وقت رعاية الابناء والاخذ بيدهم الى مستقبلهم الزاهر، ولا يمكن الزواج ورعاية الزوج في الوقت ذاته الذي يتفرغن فيه لتربية الأبناء، أو انهن يرين الظروف لا تسخو بأزواج ينسجمون معهن ومع ابنائهن.. وربما كان هذا الكلام مبرراً مقبولاً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.