المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



القرار والاختيار  
  
3631   11:12 صباحاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص259-260
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2018 1873
التاريخ: 2024-01-08 1140
التاريخ: 17-4-2021 2071
التاريخ: 13-12-2021 1832

في الوقت الذي يكون فيه الانسان , سواء كان امرأة ام رجلا , حرا ومختارا , وبإمكانه اتخاذ القرار واختيار اصلح الطرق والأعمال , يكون , مع ذلك كله , اسير جملة من القوانين والسنن الكونية والطبيعية القاهرة التي تأبى التخلف والاختلاف والتبدل والتغيير , فلا يمكنه اجتياز تلك العقبة او التخلص منها , فالإنسان عندما يجوع بإمكانه أن يسد رمقه من الطعام , وعندما يحتاج الى استنشاق الهواء عليه أن يستعمل جهازه التنفسي , وحينما يصاب بمرض فانه يحتاج الى الدواء , وعندما ينتهي به العمر الى الشيخوخة نجده قد تلاشت قواه بالتدريج ومن ثم يفقد قواه نهائيا , ثم يكون مصيره الموت والفناء(1) , فليس للإنسان ارادة ولا اختيار في مثل هذه الأمور، كما انه لا مجال له في الخلاص منها، ولا سبيل أمامه سوى التسليم والانقياد , وبعد بيان هذا الامر العام والاصل الثابت , نصل الى الحديث عن محور أساسي  وهو ان القوانين الجبرية الحاكمة على كل كائن وموجود لا تقبل التغيير او البطلان , وان السعي الى تغييرها يخل بوجود ذلك الموجود ويؤول به الى العدم .

ولو افترضنا له الحياة والبقاء فمن المحتمل ان لا يكون هذا الموجود مفيدا او مجديا في ما بعد .

إن القوانين والسنن الحاكمة على الكون , والتي تأبى التخلف والاختلاف , حاكمة كذلك على هذا الكائن الذي يحمل اسم الانسان بما فيه المرأة والرجل , وان لذلك ارتباطا وثيقا بما يؤديه كل منهما البحث عن دوره ومهمته في اطار تلك السنن والقوانين , لكون كل منهما محكوما بذلك , وان عليهما اخراج نفسيهما من دائرة التصور القائل : إن بإمكان الجنس المذكر ان يؤدي دور المؤنث , معتبرا ذلك نوعا من التكامل والتطور او الفطرة , ان القوانين الفسيولوجية هي ايضا نظير القوانين والسنن الحاكمة على عالم الوجود , فهي قوانين صعبة تأبى التغيير , ولا يمكن للرغبات البشرية ان تجد اليها سبيلا او تنفذ اليها ابدا .

وعليه فلا بد لكل انسان من أن يسعى ويجد في تحصيل ذلك ضمن اطار هويته الوجودية وكيانه الانساني , وان عليه أن يجد في ميادين العلم والعمل , وان ينهض بنفسه وينتشلها من حضيض الحياة المادية ليبلغ الكمال المنشود , ومن خلال هذا الميزان الدقيق يتسنى الحديث عن المهمة الخاصة التي يتحملها كل من الرجل والمرأة فهما وفي الوقت الذي يشتركان فيه في النوع البشري الواحد يحملان رسالة مهمة خاصة تكون خطة التنفيذ فيها مطابقة لقوانين الطبيعية  فمهمة المرأة تحتم عليها أن تكون امرأة صالحة , وذلك بالعمل وفق ما تمليه قوانين الطبيعة وما تجعله على عاتق كل منهما .

__________________

1ـ للتوسع راجع كتاب التربية القرآنية للمؤلف الشيخ عباس امين حرب العاملي – فصل الموت الرباني والحياة الأبدية .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.