المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الجُسْأةُ الانثنائية flexural rigidity
8-5-2019
نهاية الحروب بني هيراكليو بوليس وطيبة.
2024-01-26
زيارة الشهداء (رضوان الله عليهم).
2023-09-14
صيغة المبالغة
20-10-2014
Hydrogen : From Steam and Carbon or Hydrocarbons
23-2-2019
كيف نتعامل مع العاب الفيديو ؟
30-1-2022


ترك شكر الوالدين  
  
3097   01:06 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص229-231
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

ومن الأمور التي تكشف عن فشل البنوة ترك شكر الوالدين والذي اعتبر عند أهل البيت (عليهم السلام) من ترك شكر الله تعالى , للملازمة بين الشكرين , كما قال تعالى في محكم كتابه :{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}[لقمان: 14].

وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام) : وأما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل (1) أحد أحدا وأعطتك (2) من ثمرة قلبها ما لا يعطي (3) أحد أحدا , ووقتك , (بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك فرحة موبلة (4) محتملة (5) لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها , حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك الى الأرض ) ولم تبال (6) أن تجوع وتطعمك , وتعطش وتسقيك (7) , وتعرى وتكسوك , وتصحى وتظلك , وتهجر النوم لأجلك , (وتنعمك ببؤسها , وتلذذك بالنوم بأرقها وكان بطنها لك وعاء , وحجرها لك حواء , وثديها لك سقاء , ونفسها لك وقاء , تباشر حر الدنيا وبردها لك دونك (8) , فتشكرها على قدر ذلك ) وإنك لا تطيق شكرها (ولا تقدر عليه) (9) إلا بعون الله وتوفيقه.

وأما حق أبيك فإن تعلم أنه أصلك , (وأنك فرعه) (10) وأنك لولاه لم تكن , فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه , فاحمد الله واشكره على قدر ذلك , ولا قوة إلا بالله تعالى .

وقال إمامنا الصادق (عليه السلام) : ((من لم يشكر الوالدين لم يشكر الله)) (11) .

ومعنى شكر الوالدين هو أداء جميع حقوقهما من طاعة وبر واحترام وتقدير ونفقة وحماية من الأخطار , في حياتهما وبعد وفاتهما بما هو مناسب .

وهو من الأمور الواجبة لوجوب شكر كل منعم , وقد أشار العلامة الطباطبائي في تفسير آية الشكر : أنها تدل على وجوب شكر الوالدين كوجوب الشكر لله , بل هو من شكره تعالى لانتهائه الى وصيته وأمره سبحانه , فشكرهما عبادة له تعالى وعبادته شكر (12) .

ومن الشكر للوالدين حسن معاشرتهما وإدخال السرور على قلبيهما المفعم بالعطف والحنان , قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((نظرك إليهما ونظرهما إليك وضحكك إليهما وضحكهما إليك أفضل من تحطم السيوف في سبيل الله)) (13) .

إنها سعادة لو يعلم المرء كنهها ؟ ! فأثناء مجالسة الوالدين ينبغي التلطف معهما وإدخال السرور على قلبيهما , بحسن الحديث والأدب معهما وعدم العبوس في وجهيهما , وعدم قطع كلامهما مهما كان نوع الكلام وفي أي زمن كان .

ومن الشكر للوالدين برهما حيين وميتين بأن يبقى يشكرهما على ما أنعما عليه من النعم , وأن يفي عنهم ديونهما وامانتهما وما تعلق بذمتهما , وأن يستغفر لهما ويدعو لهما في صلاته وخارجها , ويزور ويحج عنهما .

ـ عبرة :

يحكى أن أحد الصالحين توفي والده فأخذ على عاتقه سد ديون والده , فانهمرت عليه الناس فدفع للجميع كل ما ادعوه حتى افتقر وباع منزله , فسافر في البحار هو وزوجته وأولاده فتحطمت السفينة ونزل كل واحد منهم في مكان , ثم سمع الرجل البار هاتفا يقول : إن الله رزقك كنزا في موضع كذا وكذا برا بوالديك , فأصبح من الأغنياء وجمع حوله الناس في تلك الجزيرة يخدمهم فقصده الناس من كل مكان حتى كان من الذي قصدوه أولاده وزوجته فسبحان من جمعهم وفرقهم ثم جمعهم (14) .

____________

1ـ في نسخة : يحمل .

2ـ في نسخة : وأطعمتك .

3ـ في نسخة يطعم .

4ـ أي كثير عطاياها .

5ـ في نسخة : متحملة .

6ـ في نسخة : فرضيت .

7ـ في نسخة , وترويك وتظمأ .

8ـ في النسخة الأولى : ووقتك الحر والبرد , لتكون لها .

9ـ ما بين معكوفين من نسخة أخرى .

10ـ من نسخة أخرى .

11ـ شحرة طوبى : 2/372 .

12ـ تفسير الميزان : 16/216 .

13ـ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا : 74 , ح217 .

14ـ نزهة المجالس : 1/202 بتصرف.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.