المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



ما يجب مراعاته في طريق التربية  
  
1793   10:16 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص226-228
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

ما يجب تجنبه في هذا الطريق : يجب التسلح بالحذر واليقظة في طريق التربية وتنفيذ الانضباط، وهذا له الاثر المهم في جذب الطفل الى الطريق الصحيح، ومن وجهة نظر بعض الافراد فإنه يجب أن يترافق تنفيذ الانضباط مع الحد والإيلام. وربما كان بإمكاننا ان نقول بصراحة:ـ بأن 80% من الافراد يعتبرون ان انضباط الاولاد يعادل القوة والعنف والحدة، ويسعون الى تلقين الاولاد الاخلاق على هذا الاساس، غافلين عن الآثار الضارة لهذا العمل السيء. بينما يجب ان تمتزج المحبة مع القوة ويرافق التنبيه تشجيع وتأييد في اصول الانضباط وأسسه، وكما يقول سعدي الشيرازي:ـ (شاعر فارسي شهير شعره يتدفق بالحكمة والمضامين الدينية.م) (الغلظة والشدة والليونة مع بعضها امر حسن)؛ كما ان بعض الآباء والامهات وبسبب بعض الحماقات يشككون في اصل الانضباط، ولهذا من الضرورة الانتباه في الحالات التالية :

1.التعريض والكناية: للكناية والتلميح دور بنّاء وأساسي، ولكن بشرط ان يفهم الطفل ذلك ويدرك الهدف والغرض المراد منها. ويمكنك من خلال ذلك هداية الطفل الى جادة الصواب، وأن تفتحي مجالاً واسعاً من البناء والنضج امامه، ولكن من الافضل ان تطرحي الامور بصراحة ووضوح ليدرك تماماً ما ينبغي فهمه، ولا بد لنا أن نشير هنا الى ضرورة التعريض والكناية في بعض الاحيان، وذلك عندما يسبب التصريح والوضوح تعليماً سيئاً للآخرين، أو يزيد ذلك من وقاحة الطفل وتماديه.

2.كثرة الامر والنهي: نوع خاطئ من التربية ان نحتاج الى كثرة الامر والنهي، بل يمكنك من خلال الاستفادة من ملاحظات وظروف معينة جعل الطفل يتبع نمطاً معيناً من الحياة، مع توجيه النصائح والملاحظات اليه من حين الى آخر فالطفل الذي يتعرض الى ضغط شديد وينهال عليه الامر والنهي من كل حدب وصوب لن يرى مخرجاً وطريقاً لنجاته إلا التمرد والعصيان والاعتراض وتجاهل كلامك، وهذا ما يعد نوعاً من التمهيد للعصيان والتمرد، فإن كنت قد اتخذت اسلوباً تطلب تطبيقه إصدار الكثير من الاوامر والنواهي فهذا يعني انك تجرين وراء سراب، ولا بد لك من تغيير ذلك.

3.الإفراط في اللوم والتأنيب: إن ابنك بحاجة الى التأنيب والتنبيه عندما يسمع نصائحك وتوجيهاتك ولا يعمل بها، مما ينعكس عليه سلباً. وصحيح ان لومك هذا يسبب له اضطراباً فكرياً وشرخاً في مشاعره، ولكن عليك من خلال هذا اللوم ان تغرسي في قلبه ان لا ينسى هذا الامر ابداً.

ولكن الخطأ من الناحية التربوية هو الإفراط والإكثار من اللوم والتقريع والذي سيؤدي بالنتيجة الى هروب الطفل نحو العناد والعصيان، وحتى الى التمرد والوقوف في وجهك، وسيؤثر اللوم المتكرر وذكر العيوب ومواجهته بها على حالته النفسية والروحية سلبياً، وبعد اللوم والتنبيه يحين وقت استمالة قلبه وإرشاده وتوجيهه من جديد.

4.التنبيه المتكرر: ربما أخطأ ابنك واستحق التنبيه ضرباً، وقد يحدث هذا الامر كثيراً، ويمكن الاستفادة من هذه الوسيلة احياناً، ولكن عندما يتكرر الخطأ مع استمرار قيامك بالضرب والتنبيه فمن الواجب والضروري ان تتوقفي عن الضرب وتبحثي عن اسباب علل هذه الحالة، وذلك لأن عملك هذا ليس فقط لن يعطي النتيجة المطلوبة ويحسّن من وضع الطفل، بل ربما عود الطفل احياناً على اسلوب وطريقة خاطئة ايضاً. وبشكل عام فإن الضرب الجسدي ليس وسيلة مؤثرة وفعالة في التربية، كما أن الحرية المطلقة دون اي قيد ليست صحيحة، وهذا الامر قلما يحدث عند الامهات خصوصاً، لأنه يتوقع منهن المحبة والعناية والرعاية، ولو اعتاد الطفل على الضرب فإن فرص نجاح إصلاحك هذا ستتضاءل، وسيتحمل الطفل هذا ما دام صغيراً، ولكن ما هو خيارك البديل عندما سيكبر؟

5.العنف: إن الضرب مثل الدواء يجوز ويناسب احياناً، ولكن نلفت الانتباه هنا الى ان مقدار ذلك يجب ان يكون اقل من الدواء، وان لا يستفاد منه إلا في الحالات النادرة، ويجب الانتباه جيداً عند القيام بالضرب حتى لا يسبب ذلك أذى وضرراً للطفل، لا يحمر او يسود بدنه، او يسبب له نقصاً بدنياً "لا سمح الله"؛ وما اكبره من خطأ ان تقوم الام باللجوء الى العنف بسبب ما لديها من مشاكل واضطرابات فكرية فتنهال على الطفل بالضرب. إياك ان تنسي بأنك ام ولست فرداً خشناً، لذا اصلحيه بطرق اخرى، واستميلي قلبه ليس عن طريق الضرب والعنف، استعملي اساليب اخرى لإصلاحه، فـــأي مشكلة سيحلها العنف وأي الم سيداويه؟ فقط سيحطم العنف حالة الطفل الروحية بحيث يشعر بعدم الامان وفقدان المأوى وهذا ما يدفعه الى احتراف التخفي والاحتيال.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.