المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

السرعة المتوسطة
30-7-2017
محمد بن علي المعروف بابن أعثم الكوفي.
5-2-2018
علاقة الصلاة بالأخلاق
2023-07-05
تربية بط التسمين (انتاج اللحم)
2024-05-02
شرح المفردات سورة الماعون
2024-09-10
أهداف الإدارة
24-4-2016


الآثار الجانبية لعمل الامهات  
  
2577   12:46 صباحاً   التاريخ: 8-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص262-267
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1537
التاريخ: 9-1-2016 2055
التاريخ: 11-12-2018 1673
التاريخ: 16-2-2022 2487

ـ عمل المرأة عامل تقدم ام تدهور؟

يترك الدور الذي تقوم به امرأة في تقدم او تدهور الفرد والمجتمع اثراً كبيراً. يجب البحث عن تاريخ تطور وتقدم الفرد والمجتمع في عمل المرأة، وينبغي سؤال عمل المرأة – إن صح التعبير – عن قصة نجاح او فشل المجتمعات، والسر في ذلك، أريدَ من المرأة الامومة، وهو العمل والحرفة المتناسبة مع نوعية تفكيرها، وروحيتها، واحوالها، وسلوكها، والمتناغمة مع تكوينها العاطفي، فلو كان هناك تدهور وانحطاط في المجتمع واردنا ان نستأصله من جذوره او على الاقل ان نتقي ونتجنب حصول شيء كهذا، فمن الضروري التوجه نحو الامهات والطلب منهن ان يفكرن بحل لهذه المشكلة، انحراف المرأة عن وظيفتها الاساسية والضرورية يسبب قصوراً في مجال التربية. تسيب الابناء وتركهم في ايدي الخادمات لا يساعد على ايجاد الامل في القلوب لتنشئة جيل عظيم، وقوي الشخصية، متحل بالفضائل والجوانب السامية للتقدم والايثار. عمل المرأة وشغلها سوف يؤدي الى ظهور اعراض ضارة بها، وبابنها وبمجتمعها، وسوف يمهد للكثير من الصدمات والمصائب.

ـ حدود واعراض العمل السيئة :

الاعراض الناشئة عن عمل وشغل الامهات كثيرة جداً، ومع ان منافعها ايضاً ليست بالقليلة، ومع جميع الضرورات التي يمكن ذكرها في مجال عمل المرأة وفعاليتها، فهناك اخطار، او على الاقل اضرار في هذا المجال سوف نشير الى جوانب منها.

أ‌) أعراض بالنسبة للمرأة نفسها: يخلق العمل المستمر والرسمي بالنسبة للمرأة مشاكل تتسبب في فقدانها لنضارتها ونشاطها الامومي، بحيث تسير في طريق غير الطريق الذي اوجبته الفطرة عليها، التعب الناتج عن العمل، والارهاق العاطفي الناتج عن التعامل في جو العمل، والبعد عن البيت وهو مركز تحقق وإظهار المرأة للياقتها الانثوية، البعد عن الابن الذي هو فلذة كبدها، فلا يبقي لها العمل قدرة ولا روحاً معنوية. يمكن ان تتحمل المرأة هذا الموضوع عدة ايام للظهور والتظاهر وإشباع رغباتها، وإثبات وجودها وإرضاء اهوائها، ولكنها سوف تتعب بعد مدة وتنفر من العمل. ترين – ايتها الام – في الغرب النساء العاملات والموظفات كيف يخرجن في الصباح دون ان يكون لديهن نشاط او حيوية وهن ذابلات، فيتوجهن نحو العمل، وعند المساء يكن متعبات ومرهقات لدرجة يحتجن معها الى من يواسيهن، او يعينهن، ويسألهن عن احوالهن.

ب‌) اعراض على الاسرة نفسها: البيت الذي يخلو من الام ليس بيتاً بكل معنى الكلمة، بل هو خربة او مكان خاو، البيت الذي لا يجد الطفل فيه امه ليس بيتاً في الحقيقة، بل عش متهدم ومهجور، لأن رونق البيت وحرارته يرتبطان بوجود الأم فيه.

لا بد وانك تعرفين اطفالاً إن لم يروا امهم فإنهم يقبعون في زاوية منكمشين ومنقبضين على انفسهم، ويفقدون الرغبة والشوق الى اللعب، وعندما يشاهدون امهم تدب الحياة فيهم من جديد، ويقفزون فرحاً ويشرعون باللعب من جديد.

تجعل الام البيت جذاباً عن طريق اهتمامها بأمور الأسرة وحياة الأطفال، بتغيير ديكور البيت،

وتغيير شكل الغرف، وتحريك الوسائد والمساند واوعية وادوات الزينة، بحيث يرغب أعضاء الأسرة بالمجيء الى البيت طلباً للسعادة، والسكون والهدوء. الأم التي لا تعمل في الخارج تتمتع باستقرار اكثر، ولا تعاني من العصبية أو الحدة، وهي في انتظار عودة الطفل من المدرسة، فتستقبله وتروح عنه لتزيل عنه العناء وتعيد إليه النضارة والبهجة.. وعلى العكس منها الأم التي تعمل خارج البيت، حيث تكون عصبية المزاج وتعاني من الإرهاق وفقدان القدرة وسعة الصدر الكافية، بحيث تنظم أحوال البيت وغرفه وتجعل منه جذاباً ومريحاً.

ج) أعراض على الطفل نفسه : يخلق عمل الام اعراضاً عديدة تؤثر على الأطفال، وقد اشرنا الى بعض منها ونشير هنا الى جوانب أخرى:ـ

1ـ في الجانب العاطفي : إن عمل الأمهات هو حرمان للطفل، حرمان من ملاطفة ودلال الام، حرمان من محبة وصفاء الام، فيضطر الطفل للبقاء وحده في غياب امه أو انه ينتقل من يد ليد عند الارحام والاقارب، أو عند المربي او المربية او الخادمة، او يودع في دار الحضانة، او روضة الأطفال، وكل هؤلاء لا يمكن ان يكون احد منهم اماً، ولا أياً من هذه الاماكن يمكن ان يصبح بيتاً.

أحيانا قد يكون ابنك في المدرسة، وحينما يرجع من المدرسة الى البيت يجب ان يكون الى جوار امه ليستقر باله ويهدأ، فرؤيته لها تنسيه غمه وهمه، ولكنه عندما يعود الى البيت ولا يرى امه فإنه سينفجر غيظاً وانزعاجاً وغماً شديداً، مراده هو ان يكون في مكانه ومأواه الحقيقي، ويريد ان يرى اماً عطوفاً في انتظاره عند رجوعه، تنسيه رؤيتها ألمه وتعبه، ماذا يمكن ان يخلق بيت من دون ام للطفل من الآمال؟ والأطفال الذين يعانون من حالات كهذه نحو الآخرين من اجل الوصول الى التعادل العاطفي المطلوب. ويعملون على إثارة انتباههم، وانهم يتوجهون نحوهم، وهذا ما يمكن أن ينشأ عنه أنواع من الفساد.

2ـ في الجانب الأخلاقي : إن عمل الأم وشغلها في بعض الأحيان قد يشغل كل وقتها ويستغرقه كلياً، بحيث تغفل الأم عن ابنائها؛ وبالطبع فإن هذا الموضوع لا ينطبق على جميع الامهات ولا على جميع الحالات، وليس عن عمد. وبعبارة أخرى يمكن القول: إن العمل يأخذ الفرصة الكافية من اهتمام الامهات وقيامهن بواجباتهن، وهذا الأمر يؤدي الى تعرض تربية الطفل الى الخطر ويمهد الأرضية للانحراف والانزلاق عن جادة الصواب.

والابتعاد والانفصال عن الأم، وايكال امره الى الخادمة، والخادم بحد ذاته ينفخ في الطفل روح العصيان والتمرد وعدم الاكتراث والهروب من الضوابط والقوانين، وهذا ما يضر بحاله ومستقبله.

كما ان عمل الام وتعاملها الرسمي مع الآخرين سيسري الى جو الأسرة، فتتكبر وتتعجرف على أطفالها، وتشرع بمدح نفسها، وتصبح معاملتها لأطفالها جافة ورسمية، وهذا ما يسبب الابتعاد المتبادل بينها وبين الطفل، كما يشاهد احياناً قلة عناية الأم بابنها وإشرافها عليه وهي تدري بهذا وتشعر به، ولكن بسبب فقدان الإمكانية لا تحرك ساكناً لتصحيح لذلك، فتشعر بالذنب تجاه ذلك، وتكتفي للتكفير عن ذلك بالإكثار من شراء الألعاب وتهيئة الغذاء واللباس الأحسن والأكثر، وهذا ايضاً يؤدي بدوره الى ميوعته بكثرة توقعاته وسوء تعليمه ودراسته ايضاً.

3ـ في الجانب السلوكي : يمهد عمل الأم ونتيجة لعدم توفير كل التوقعات للكثير من الاختلاف والعصيان والانحراف وبعد ساعات من الانتظار يجد الطفل امه. وعند قدومها يكون غاضباً ومنزعجاً من هذا الوضع، ولبيان اعتراضه، فإنه يقابل امه معانداً، ولذا يصبح تدريجاً فرداً غير متعادل وغير مستقر، واستمرار هذا الوضع يمهد لانحراف وانزلاق كبيرين.

اثبتت مجموعة من الأبحاث في بعض المجتمعات الصناعية ان هناك علاقة بين إجرام الاطفال وعمل الامهات وكما يقول احد الزعماء:(إن الاطفال الذين لم يتمتعوا بمراقبة وعناية الام باستمرار في المراحل الأولى من حياتهم كالعجل الذي لم تلحسه امه). كما اثبتت ابحاث (جان بالبي) ان فراق الام خصوصاً في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل هو السبب الاصلي لظهور النزعة الإجرامية عند الفرد. كما ان عدم الاهتمام بالتربية، وعدم تناغم الطفل معك سوف يؤدي الى الانفصال عنك والتوجه نحو أصدقائه، او ان العقد النفسية الناتجة عن الفراق ستسبب عنده العناد والحقد والتوجه نحو الاقران.

4ـ الأعراض الأخرى : في آخر المطاف فإن عمل وشغل الامهات خارج البيت، وعدم الاهتمام الكافي بالأبناء، سوف يكون له أعراض أخرى منها :

- أعراض في نمو ونضج الأولاد، خصوصاً من جهة ان الابتهاج ونشاط الروح مؤثر في نموهم.

- أعراض في سلامة الطفل بسبب عدم الاهتمام الكافي بتغذيته ولباسه ونظافته وتحركه ونشاطه.

- كونه عرضة للأخطار من قبل الأدوات الحادة او الصدمة الكهربائية و.. والخ.

- الشعور بالتحرر من كل شيء في المعاملة والسلوك والتصرف، مما يجعله عرضه للانزلاق والانحراف، خصوصاً من جهة أن الطفل يجد نفسه حراً، والآخرون يعتبرونه بلا ولي ومدبر.

- عدم الإشباع العاطفي، وهو بحد ذاته سبب بحثه عن ملجأ ومكان آمن آخر، وفي النتيجة يبقى الطفل قاصراً ومحروماً من التربية.

5ـ من اجل تقليل الأعراض السلبية : مالذي ينبغي على الأم فعله للتقليل من الأعراض المذكورة؟ هذا الأمر بحد ذاته موضوع طويل ومفصل، فتختلف طريقة الإرشاد وحل المشاكل بحسب اختلاف الأعمار، ولكي تحصل الأم على نتيجة طيبة ومثمرة من تربية ابنها عليها ان تعمل وتسعى لمدة سنوات، وان تكون واعية ويقظة، وهذا يجب ان يستمر حوالي 20 سنة من عمره... في هذه المدة يجب الاهتمام بشكل خاص بالسنوات الست الأولى لأن هذه المرحلة لها اثر ودور مهم في تربية الطفل، وطبعاً تمتد هذه الفترة حتى الثانية عشرة من عمره، ولكن ليست بأهمية السنوات الست الأولى، وسوف نبحث ...عن شروط وكيفية عمل الامهات الكفيلة بتقليل نسبة الصدمات المضرة الى الحد الادنى، لكن نذكر هنا باختصار ما يفيد في تقليل الأعراض الناتجة عن العمل.

- اذا كنت مضطرة الى العمل، فلتكن مدته اقصر ما يمكن.

- إن لم يكن هذا الأمر مقدوراً لك، فلا تزاولي عملاً إضافياً بعد الدوام الرسمي، بل اكتفي بمقدار الضرورة.

- فكري في إيجاد حل لطفلك في مدة غيابك عنه واعهدي به الى شخص تثقين به.

- لا تتركي الطفل وحيداً في البيت مدة غيابك عنه، بل اوصي الجيران به على الأقل.

- نظمي ساعة عودته من المدرسة الى البيت بحيث تسبقيه الى المنزل دائماً.

- لا تظهري بمظهر العصبية والغضب والحدة عند عودتك من محل العمل أمام الطفل، فالطفل سيعتبر ذلك صدمة وصفعة له.

- حاولي ملاقاة الطفل بحرارة، وعوضي غيابك عنه بالقبلة والمداعبة والملاطفة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.