المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تعامل الام مع الطفل  
  
1801   09:47 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص230
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2018 1908
التاريخ: 11-1-2016 2241
التاريخ: 2024-09-16 260
التاريخ: 2023-02-05 1055

ـ ما يتوقع وينتظر من الام :

إن اسم الام اسم مقدس وعظيم يذكر بالأنس والمحبة، وكل من يسمع هذه الكلمة يخطر في ذهنه انه يواجه فرداً على استعداد للتضحية بنفسه لأجل بقاء ذريته، يجوع ويعرى ويموت هو ليشبع ويلبس ويحيا هؤلاء.

ولكن الاطفال لا يدركون هذا الاحساس، وبسبب الانانية وحب النفس والمفرط يتخيل إليهم احياناً بأن امهم عدوة لهم، وسبب تعاستهم وشقائهم، ولكن اغلب الاطفال يصلون سريعاً الى درجة اعلى من الوعي النسبي، بحيث انهم يدركون ان امهم محبة لهم ورؤوفة بهم.

ولهذا فإنهم يتوقعون الحب والتضحية والعناية والتسامح والعدل منها، الى درجة ان الاطفال يتوقعون منها ان تتوسط لهم عندما يقوم الاب بضربهم، وأن تستقبلهم وتتلقاهم بأحضانها لو قام الاب بطردهم، وأن تتلافى الام ما يتعرض له الطفل من إهانة من قبل الآخرين.

ـ الام المتشددة :

نعرف بعض الامهات اللواتي وبسبب الخطأ في اتخاذ المواقف – وكأنهن قد نسين دور الأمومة وتجاهلن ذلك، وسرن في طريق وواد غير مرتقب ولا متوقع، او ربما لا يكون لديهم الذكاء والقدرة الكافية للقيام بمسؤوليتهن وتحقيق ما يتوقعه الاولاد منهن، ويقترن سلوكهن بالتشدد واستخدام العنف – يتشددن قبال الاطفال كي يؤدبنهم بشكل افضل ويحكمن القبضة عليهم ويجعلن منهم افراداً لائقين ومؤهلين، وبسبب وجود العقد والمصاعب ومتاعب الحياة فلا يجدن طريقاً للنجاة، فيقمن بتلافي ذلك فوق رؤوس الاولاد.

واما بشأن التشدد والتصلب للتأديب، فيجب القول بأن هذا الاسلوب خاطئ، فالتشدد ليس بدواء او اسلوب إصلاحي، وفي حالة العقدة والانزعاج والمشاكل فحري بالأم ان تداوي نفسها، واما الطفل فهو امانة إلهية ويعيش في عالمه النقي والخالص فالتشدد ليس مناسباً معه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.