أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
3515
التاريخ: 29-06-2015
2225
التاريخ: 26-1-2016
3940
التاريخ: 24-06-2015
3574
|
هو أحد ثلاثة نفر يدعون سراقة بن مرداس، اثنان منهما من بني بارق. و حياة سراقة هذا غامضة جدا. ذكر ابن عساكر (6:71) أن سراقة هذا شهد معركة اليرموك (15 ه-636 م) ، فعلى هذا يجب أن تكون ولادته قبيل الهجرة بسنوات قليلة.
و لا نعلم من حياة سراقة العامة إلاّ قصبته الطويلة مع المختار بن أبي عبيد الثقفي:
كان المختار بن أبي عبيد يدعو لمحمد بن الحنفيّة-ابن علي بن ابي طالب من امرأته خولة الحنفية-و يقاتل عبد اللّه بن الزبير و عبد الملك بن مروان. و استولى المختار على الكوفة زمنا. و في سنة 66 ه(685-686 م) ثار أهل الكوفة بالمختار و لكنه تغلب عليهم و وقع في يده أسرى منهم كثيرون. و كان المختار لا يؤتى بأسير إلاّ قتله. فجيء اليه بسراقة، فلمّا أراد المختار أن يقتله قال له سراقة ينفخ في خيلائه: إنك لن تستطيع قتلي حتى تفتح الشام! فعفا المختار عنه. ثم جيء بسراقة أسيرا إلى المختار ثانية فثالثة، فأقسم سراقة بين يدي المختار إنه لم يقع أسيرا إلاّ لأن الملائكة كانت تقاتل في جيش المختار، و أن الملائكة هم الذين أسروه. و بعد أن طلب المختار من سراقة أن يصعد المنبر و يخبر الجند بما رأى أطلق سراحه. و هكذا استطاع سراقة بدهائه و ظرفه أن ينفذ إلى الغرور السياسيّ في المختار و أن ينجو من القتل ثلاث مرات.
و يبدو أن وفاة سراقة كانت في حدود سنة 80 ه(698 م) بعد معركة كازرون أو كازر.
كان سراقة البارقيّ رجلا جميلا و شاعرا ظريفا حسن الإنشاد تحبّه الملوك. و شعره أمويّ الخصائص و خصوصا في الفخر و المدح و الهجاء. و له وصف للخيل و شيء من الحكمة. و رثاؤه باب من الحماسة لأن أكثر رثاء الذين قتلوا في المعارك من قومه و رفاق معاركه.
المختار من شعره:
بعث بشر بن مروان عبد الرحمن بن مخنف إلى قتال الازارقة أصحاب قطريّ بن الفجاءة، فكان اللقاء بكازر فخرّ عبد الرحمن بن مخنف قتيلا. فقال سراقة يرثيه:
ثوى سيّد الأزدين أزد شنوءة... و أزد عمان رهن رمس بكازر
و قاتل حتى مات أكرم ميتة... بأبيض صاف كالعقيقة باتر (1)
و صرّع حول التلّ تحت لوائه... كرام المساعي من كرام العشائر (2)
قضى نحبة يوم اللقاء ابن محنف... و أدبر عنه كلّ ألوث دابر (3)
أمدّ و لم يمدد، و مات مشمّرا... إلى اللّه لم يذهب بأثواب غادر (4)
قال سراقة بن مرداس البارقي يمدح ابراهيم بن الأشتر و أصحابه بعد أن قتلوا عبيد اللّه بن زياد:
أتاكم غلام من عرانين مذحج... جريء على الأعداء غير نكول (5)
فيا ابن زياد، بؤ بأعظم مأبأ... و ذق حدّ ماضي الشفرتين صقيل (6)
ضربناك بالعضب الحسام فلم نجر... إذا ما أبأنا قاتلا بقتيل (7)
جزى اللّه خيرا شرطة اللّه، إنّهم... شفوا من عبيد اللّه أمس غليلي (8)
و أجدر بهند أن تساق سبيّة... لها من بني إسحاق شرّ حليل (9)
كان سراقة قد انقلب على المختار فقبض عليه ليؤتى به إلى المختار فأشاع أن الذي أسره ليس جند المختار بل الملائكة الذين كانوا يقاتلون مع المختار. فانتهز المختار هذه الفرصة و أمر سراقة بإعلان ذلك من على المنبر، تأييدا لنفسه في أتباعه، ثم عفا عن سراقة و أمره أن يخرج من العراق. و لكنّ سراقة لحق بمصعب بن الزبير ثم قال يتهكّم بالمختار:
ألا أبلغ أبا إسحاق أني... رأيت البلق دهما مصمتات (10)
كفرت بوحيكم و جعلت نذرا... عليّ قتالكم حتّى الممات
أري عينيّ ما لم ترأياه... كلانا عالم بالترّهات (11)
إذا قالوا أقول لهم: كذبتم... و ان خرجوا لبست لهم أداتي (12)
قال سراقة بن مرداس البارقي يهجو جريرا و يفضّل عليه الفرزدق:
لمن الديار كأنهن سطور... قفر عفته روامس و دهور (13)
تخشي ربيعة أن ألمّ بدارها... و كأنّني بطلابها مأمور (14)
يا بشر، حقّ لوجهك التبشير... هلاّ غضبت لها و أنت أمير (15)
حرّر كليبا، ان خير صنيعة... يوم الحساب العتق و التحرير (16)
هب لي ولاهم، أو لأدنى دارم... إني، و ربّي، إن فعلت شكور (17)
اضرب عليهم في الجواعر حلقة... تبقى، فان إباقهم محذور (18)
ما يطلعون مع الكرام ثنيّة... و لهم منازل دون ذاك و عور (19)
أبلغ تميما غثّها و سمينها ... و الحكم يقصد مرة و يجور (20)
أنّ الفرزدق برّزت حلباته... عفوا، و غودر في الغبار جرير (21)
ما كان أول محمر عثرت به... أنسابه، ان اللئيم عثور (22)
ذهب الفرزدق بالفضائل و العلا... و ابن المراغة مخلف محسور (23)
هذا قضاء البارقيّ، و إنني... بالميل في ميزانهم لبصير (24)
ثم فسد ما بين الفرزدق و بين سراقة، فقال سراقة يهجو الفرزدق:
قد كنت أحسب، يا ابن قين مجاشع... أن قد خصاك-فلا تغطّ-جرير (25)
و لقد علمت، على تباغيك الخنا... أنّ الخصيّ إذا استفزّ ذعور (26)
إنّ الخصيّ يشول حين يرومه... قرم قراسية اللقاء غيور (27)
________________________
1) بأبيض (بسيف أبيض مصقول) صاف (من حديد صاف: فولاذ) . العقيقة: ما يبقى من شعاع البرق في السحاب (القاموس 3:266) كناية عن صفائه و سرعة حركته (؟) . باتر: قاطع (يفصل الجسم الذي يصيبه) .
2) سقط تحت لوائه (في الدفاع عنه) جماعة كبيرة كرام المساعي (ذوو أعمال كريمة مجيدة) من كرام العشائر (من ذوي النسب الشريف و الاصل الكريم) .
3) قضى نحبه: مات. يوم اللقاء في القتال (مقبلا على العدو) . و أدبر عنه: هرب من المعركة و تركه وحده. الألوث: المسترخي، البطيء الحركة. الدابر: الذي يولي (يهرب من المعركة) .
4) أمد (أنجد من قبل كل من كان محتاجا الى النجدة) و لم يمدد (لم ينجده الآن أحد) . مات مشمرا الى اللّه: مسرعا الى الجهاد يطلب به وجه اللّه. لم يذهب بأثواب غادر: لم يغدر بأحد (لم يخذل أحدا: لم يخن مبدأه) .
5) العرنين: الأنف، الشيء البارز، النبيل الشريف. مذحج: قبائل من اليمن. النكول: الذي يتراجع في القتال، الذي يغدر.
6) باء: رجع؛ حمل ذنبا.
7 و 8) المأبأ: الوزر، الذنب. أباء قاتلا بقتيل: قتله به (و كان الحسين بن علي قد استشهد في كربلاء في ولاية عبيد اللّه بن زياد على الكوفة) . العضب الحسام: السيف القاطع.
9) هند أم معاوية بن أبي سفيان. و أجدر بهند: كان الاجدر بهند، اشارة إلى ان هند أم معاوية هي جدة عبيد اللّه، لأن معاوية كان قد ألحق زيادا (والد عبيد اللّه) بنسبه و جعله أخاه (راجع قصة الاستلحاق، فوق، ص 387) ، مز بني اسحاق: اليهود. الحليل: الزوج.
10) البلق جمع أبلق: ابيض. الدهم جمع أدهم: اسود. مصمت: ممتلئ الجسم، ثقيل (هذه اشارات إلى الخيل...) ابو اسحاق: كنية المختار بن أبي عبيد.
11) ترأياه: ترياه (من رأى يرى) . الترهات: الخداع و الكذب و الأقوال التي لا معنى لها.
12) إذا هم صدقوني و نقلوا عني أن الملائكة كانت تحارب معهم فسأقول لهم: ان هذا كذب؛ و إذا خرجوا إلى القتال لبست لهم أداتي (درعي و سلاحي) و قاتلتهم من جديد.
13) الروامس: الرياح التي تدفن الآثار. الدهور: طول الزمن.
14) ان مروري على ديار ربيعة يجر عليها المصائب. الطلاب: الطلب، الاقتصاص. العقاب. مأمور: موكل به (من عند اللّه) .
15) هذا البيت مطلع قصيدة جرير في هجاء سراقة. بشر بن مروان والي الكوفة (71-74 ه) . -أنت يا بشر، أمير مسئول (عن كليب قوم جرير) .
16) يوم الحساب: في الآخرة عند اللّه. العتق و التحرير: تحرير الارقاء و العبيد.
17) اجعل ولاءهم إلي (اجعلني سيدا لهم و حاميا) . أدنى دارم: أقل رجل قيمة في بني دارم (قوم الفرزدق) .
18) الجواعر جمع جاعرة: دبر الدابة. الحلقة: سمة (علامة) في الابل. الاباق: فرار العبيد. محذور: يخشى. -قوم جرير عاقون يهربون من مواليهم (أسيادهم) .
19) الثنية: الطريق في الجبل أو إلى الجبل. لا يطلعون مع الكرام ثنية: لا يبلغون المكانة التي يبلغها الكرام (لا يعملون عملا كريما) . و بيوتهم في سفح الجبل (كناية عن المذلة) . منازل و عور: صعبة الطريق، لا يصل الانسان اليها بسهولة (لا يصدهم الناس لأن طريق بيوتهم و عرة ببخلهم) .
20) غثها و سمينها: أراذلها و أشرافها (جميع بني تميم) . يقصد: يعدل، يصيب. يجور: يميل عن الحق، يظلم.
21) الحلبات جمع حلبة (بسكون اللام) : الدفعة من الخيل. -خيل الفرزدق سبقت عفوا (و هي مرتاحة) و بقيت خيل جرير في الغبار (متأخرة عن سائر الخيل) غلب الفرزدق جريرا في الهجاء غلبة ظاهرة.
22) المحمر: اللئيم.
23) المراغة: الحمارة، الاتان. ابن المراغة: جرير. مخلف: متأخر. محسور: منقطع من طول المدى (الذي تعب و لم يستطع أن يتابع الجري) .
24) هذا قضائي بينهما، و أنا خبير بوزنهما و بأن كفة (بكسر الكاف) الفرزدق ارجح من كفة جرير.
25) القين الحداد (و كان العرب يعيبون أهل الصنائع و يحتقرونهم) . مجاشع من أجداد الفرزدق. غط البعير: هدر، أحدث صوتا قويا.
26) على تباغيك الخنا: افتخارك بفعل الخنا (الفاحشة، الفواحش) . استفز: أثير. ذعور: خائف مضطرب.
27) يشول: يرفع ذنبه (كناية عن الهرب) . قرم قراسية: السيد القوي الشديد. الغيور: المحافظ على حرمه.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|