أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-08-2015
3035
التاريخ: 26-06-2015
1857
التاريخ: 22-06-2015
2423
التاريخ: 10-04-2015
2070
|
هو أبو الحارث غيلان بن عقبة بن بهيش بن مسعود بن عمرو ابن ربيعة من بني عديّ بن عبد مناة بن أدّ؛ و أمّه امرأة من بني أسد يقال لها ظبية. و سمّي ذا الرّمّة (بضمّ الراء: الحبل القصير) لأنه وصف وتدا قديم العهد لا تزال عليه قطعة من الحبل التي كانوا شدّوا بها اليه أحد جوانب الخيمة، و قد تهرّأت أيضا، فقال (من بحر الرجز) : «أشعث باقي رمّة التقليد» !
ولد ذو الرّمّة غيلان بن عقبة سنة 77 ه(6966 م) و نشأ في البادية، و لكنّه كان كثير التّرداد إلى الكوفة و البصرة فغلب عليه شيء من سيّئات الحضر في حياته و في كلامه. و قد ذكروا في صفته أنه كان قصيرا نحيلا أسود دميما (قبيحا) مدوّر الوجه قد برز كتفاه فوق صدره. و كذلك كان جعد الشعر أنزع (خفيف الشعر من جانبي الرأس) . على أنه كان فطنا بصيرا بالأمور فصيحا يخطّ و يقرأ الخطّ مع أن ذلك كان عيبا في البادية و كان رصينا عفيفا تقيّا. ثم انّه كان يعلّم القراءة و الكتابة في البادية (1).
ذو الرّمّة من عشّاق العرب المشهورين، و قد كانت له قصّتا حبّ:
في نحو العشرين من العمر أحب ذو الرمّة ميّة بن مقاتل بن طلبة (2) ابن قيس بن عاصم المنقريّ؛ و يبدو أنّها كانت متقدّمة في السنّ و أمّا لعدد من الأولاد و لكنّها كانت على جانب من الجمال الرائع. و لقد تغزّل بها ذو الرمّة عشرين سنة من غير أن ينال منها منالا؛ و لم تكن هي تميل اليه. فيقال إن ذا الرمّة أظهر الحبّ بفتاة شابّة هي خرقاء العامرية (أو كذلك سمّاها ذو الرمّة) ، من بني البكّاء بن عامر بن صعصعة فكان يتغزّل بها، فيما قيل، إغاظة لميّة.
و لم يعش ذو الرمّة بعد أن عرف خرقاء هذه إلاّ عاما أو بعض عام ثم توفّي سنة 117 ه(735 م) بعد أن مرض أياما، و له من العمر نحو أربعين سنة. و قبره كان معروفا في البادية.
ذو الرمّة شاعر مكثر مطيل مجيد مشهور. و قد كان في أول أمره يقول رجزا ثم وجد أنه مقصّر في ذلك عن العجّاج و ابنه رؤبة فانتقل إلى القصيد جملة. و شعر ذي الرمّة متفاوت في الجودة، قال فيه ابن قتيبة (2): «أحسن الناس تشبيها و أجودهم تشبيبا (غزلا) و أوصفهم لرمل و هاجرة (3) و فلاة و ماء. . . و أحسن الناس وصفا للمطر، فاذا جاء إلى المديح و الهجاء خانه الطبع» ؛ و لم يكن يحسن الفخر أيضا. و مع أنه بدويّ الشعر فانه كان يكره نفسه عليه، و ربّما نقّح شعره أيضا (4). و هو لا يحسن مطالع القصائد و لا خطاب الممدوحين (5) لبداوته في الأغلب. على أن علماء اللغة يهتمّون بشعره لما فيه من الكلمات الغريبة و الكلمات النادرة في الاستعمال. و قد كان الشعراء و العلماء يسألونه عن الألفاظ في اللغة (6).
المختار من شعره:
- قال ذو الرمّة يتغزّل بميّة من قصيدة قالها في مديح عبد الملك بن مروان:
وقفت على ربع لميّة ناقتي... فما زلت أبكي عنده و أخاطبه
و أسقيه حتى كاد مما أبثّه... تكلّمني أحجاره و ملاعبه
و قد حلفت باللّه ميّة ما الذي... أكلّمها إلاّ الذي أنا كاذبه
إذا فرماني اللّه من حيث لا أرى... و لا زال في أرضي عدوّ أحاربه
إذا نازعتك القول ميّة، أو بدا... لك الوجه منها، أو نضا الدرع سالبه (8)
فيا لك من خدّ أسيل و منطق... رخيم و من خلق تعلّل جادبه (9)
ألا لا أرى مثل الهوى داء مسلم... كريم، و لا مثل الهوى ليم صاحبه
- و قال يمدح بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الاشعريّ:
و لم أمدح لأرضيه بشعري... لئيما أن يكون أصاب مالا
و لكنّ الكرام لهم ثنائي... فلا أخزى إذا ما قيل: قالا
سمعت الناس ينتجعون غيّثا... فقلت لصيدح: انتجعي بلالا (10)
تناخي عند خير فتى يمان... إذا النكباء ناوحت الشّمالا (11)
كأنّ الناس، حين تمرّ، حتّى... عواتق لم تكن تدع الحجالا
قياما ينظرون إلى بلال... رفاق الحج أبصرت الهلالا (12)
و قد رفع الاله بكل أرض... لضوئك، يا بلال، سنا طوالا (13)
كضوء البدر ليس به خفاء... و أعطيت المهابة و الجمالا
- و قال ذو الرمّة:
إذا هبّت الأرياح من نحو جانب... به أهل ميّ هاج شوقي هبوبها
هوى تذرف العينان منه، و إنّما... هوى كلّ نفس حيث حلّ حبيبها
- و قال أيضا:
لها بشر مثل الحرير، و منطق... رخيم الحواشي لا هراء و لا نزر (14)
و عينان قال اللّه: كونا، فكانتا... فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
_______________________
1) غ 16:121؛ الشعر و الشعراء 334.
2) وفيات 2:137، أو بنت عاصم بن طلبة. و في الشعر و الشعراء (ص 335) : مية بنت فلان بن طلبة. و في الاغاني (16:119) : مي بنت طلبة بن قيس.
3) الشعر و الشعراء 29،41،341؛ راجع غ 16:121؛ الكامل 448-449،452، راجع أيضا 259.
4) الهاجرة: اشتداد الحر إذا تكبدت الشمس السماء (نصف النهار) .
5) الموشح 170،172،184،192،239.
6) الصناعتين 431؛ الموشح 54،171،237-238،239؛ و في غيرها.
7) الكامل 79-80.
8) نازعتك القول: حادثتك. الدرع (مذكر) : ثوب تلبسه الفتاة. نضا الدرع سالبه: عرى الرجل الفتاة من ثوبها.
9) أسيل: طويل. رخيم: عذب، حلو، مطرب. الخلق: الخلقة، بناء الجسم. تعلل جادبه. . .
10) صيدح: اسم ناقة ذي الرمة.
11) النكباء: الريح التي تهب بين ريحين. ناوحت: قابلت. -إذا هبت الريح من الجهة الشمالية الشرقية أو الشمالية الغربية (كناية عن اشتداد البرد) .
12) العاتق: الفتاة أول ادراكها. الحجلة (بفتح ففتح) : خباء المرأة. أبصر الهلال: استبشر بمجيء العيد، باقتراب الموسم. -فرح الناس بقدومك؛ حتى الفتيات اللواتي لم يسبق لهن أن غادرن بيوتهن خرجوا إلى الطريق و جعل الجميع ينظرون اليك.
13) السنى: نور البرق. طوال (بضم الطاء) : طويل. -جعل اللّه نورك بعيد الانتشار يستضيء به كثيرون.
14) البشر: ظاهر جلد الانسان. المنطق: الكلام. الرخيم: السهل اللين. الهراء: المنطق (الكلام) الكثير الفاسد الذي لا نظام له. النزر: القليل.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|