المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أبو الطيِّب اللغوي  
  
4732   10:48 صباحاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص455-457
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016 8790
التاريخ: 8-2-2018 4778
التاريخ: 29-12-2015 2998
التاريخ: 23-06-2015 2080

هو أبو الطّيّب عبد الواحد بن عليّ، ولد في عسكر مكرم (الاهواز) و لذلك يعرف بالعسكري. و تلقّى أبو الطيّب هذا علومه الأولى اليسيرة في عسكر مكرم. و بما أن أبا الطيّب بدأ بتلقي شيء من علم الرواية في اللغة مع أبي هلال العسكري على أبي أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد اللغوي العسكري (و كان أبو أحمد العسكري خال أبي هلال العسكري) ، فالراجح أن يكون أبو الطيّب ترب أبي هلال العسكري (ولد سنة 293 ه‍) . و على هذا يبدو أن مولد أبي الطيّب اللغويّ لم يكن قبل 290 ه‍.

و انتقلت أسرة أبي الطيّب إلى بغداد، فقرأ أبو الطيّب العلم فيها على أبي عمر الزاهد: قرأ عليه فصيح اللغة، و «إصلاح المنطق» (لابن السكّيت) كما أخذ عن أبي بكر محمّد بن يحيى الصولي و عن غيره.

و جاءت أسرة أبي الطيّب إلى حلب و استوطنتها، و تابع أبو الطيّب في حلب توسّعه في العلم ثم اتّصل ببلاط سيف الدولة و وقف بجانب المتنبّي و ابن جنّي في وجه ابن خالويه و أنصاره. و في حلب عرف أبو الطيّب بلقب اللغوي الحلبي.

و في أواخر سنة 351 ه‍ هاجم الروم حلب و عجز سيف الدولة عن الدفاع عنها فدخلوها و أكثروا القتل في أهلها فقتل أبو الطيّب اللغوي، في 21 من ذي القعدة 351(23-11-962 م) .

خصائصه الفنّيّة:

أبو الطيّب اللغوي الحلبي من علماء اللغة الكبار، و علم الصرف خاصّة. و قد خلع عليه بعد موته لقب «حجّة العرب» . و كان لأبي الطيّب اللغوي شعر يسير هو من شعر العلماء يضعف فيه العنصر الوجداني و يبرز فيه أثر الثقافة. و أما نثره فعاديّ فيه سجع و موازنة و عدد من الجمل المعترضة في الدعاء للقارئ على نمط ما كنّا نرى للجاحظ و للذين جاءوا من بعده، و كان أبو الطيّب هذا من المعجبين بالجاحظ.

و لأبي الطيّب اللغوي من الكتب:

كتاب الإبدال (و هو يستعرض الكلمات التي يختلف أحد حروفها من غير أن يختلف معناها، نحو هثرم و هذرم: خلط في كلامه، العته و العلة: الجنون، المحراث و المحراك: الخشبة التي تحرّك بها النار، يحرف و يقرف: يكسب) -مراتب النحويين-شجر الدرّ (و هو يستعرض الكلمات المتداخلة المعاني: التي يكون لمعنى كلّ كلمة منها معنى آخر، نحو الهائم: السائح في الأرض، السائح: الصائم، الصائم: القائم، القائم: صومعة الراهب، الراهب: المتخوّف، المتخوّف: الذي يقتطع مال غيره....) -المثنّى-الإتباع (توكيد معنى الكلمة بتكرارها بعد تبديل حرف واحد، في أولها في الغالب، نحو: جائع نائع، شديد أديد، حسن بسن، شحيح أنيح، مجنون مخنون) -كتاب الاضداد-كتاب الفرق أو الفروق-طبقات الشعراء.

المختار من آثاره:

-لأبي الطيّب اللغوي أبيات التزم في قافيتها كلمة الغروب بمعنى: غروب الشمس، جمع غرب أي الدّلو العظيمة، ثم جمع غرب بمعنى الوهدة (المكان الشديد الانخفاض) :

يا ويح قلبي من دواعي الهوى...إذ رحل الجيران عند الغروب

أتبعتهم طرفي و قد أزمعوا... و دمع عيني كفيض الغروب

كانوا، و فيهم طفلة حرّة...تفترّ عن مثل أقاحي الغروب

- من مقدّمة شجر الدرّ: (1)

الحمد للّه حمد مستدع مزيده، و معتقد توحيده، و مصدّق وعده و وعيده. و صلّى اللّه على محمّد خاتم الرّسل إلى أقصد السبل. . . . . العلم سهل و عويص و ذلول و جموح، لا يستغنى باحتواء سهله عن معرفة عويصه، بل لا يتوصّل إلى تقصّي ذلوله إلا باستنباط جامحه. . . .

هذا كتاب مداخلة الكلام بالمعاني المختلفة سمّيناه شجرة الدر لأنّا ترجمنا كلّ باب منه بشجرة و جعلنا لها فروعا. فكلّ شجرة مائة كلمة أصلها كلمة واحدة تتضمّن من الشواهد عشرة أبيات. . . . و إنّما سمّينا الباب شجرة لاشتجار بعض كلماته ببعض، أي تداخله؛ و كلّ شيء تداخل بعضه ببعض فقد تشاجر، و منه سمّيت الشجرة شجرة لتداخل بعض فروعها ببعض. . . . .

_________________

1) راجع، فوق، ص 449: كتاب المداخل.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.