المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



أبو إسحاق الصابي  
  
5911   09:40 مساءاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص558-561
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو إسحاق إبراهيم بن الهلال بن ابراهيم الحرّاني الصابي، ولد في 5 رمضان من سنة 313 ه‍(925 م) ، في بغداد في الأغلب و نشأ فيها على دين الصابئة الحرّانيّين (1)، عفيفا في مذهبه حسن العشرة للمسلمين يصوم رمضان و يحفظ القرآن و يصرّف آياته في رسائله. و قد كانت بينه و بين الصاحب بن عبّاد و الشريف الرضي مودّة أكيدة و مراسلات كثيرة.

في سنة 349 ه‍(960 م) تقلّد أبو اسحاق الصابي ديوان الرسائل فكانت تصدر عنه مكاتبات إلى عضد الدولة تؤلمه. فلمّا مات عزّ الدولة أمير الأمراء و استولى عضد الدولة على بغداد (367 ه‍-978 م) حبس أبا اسحاق الصابي فبقي أبو اسحاق في السجن حتّى توفّي عضد الدولة (372 ه‍- 983 م) و خلفه ابنه صمصام الدولة فأطلق سراح أبي اسحاق.

و مات أبو اسحاق الصابي في بغداد، في 12 شوّال من سنة 384 ه‍ (20-11-994 م) .

خصائصه الفنّيّة:

كان أبو اسحاق الصابي أديبا بارعا و كاتبا مترسّلا بليغا و شاعرا مقتدرا رقيقا. و فنون شعره المدح و الهجاء و الأدب و الغزل و النسيب و الخمر. و للصابي هذا من الكتب: المختار من رسائله (ألف ورقة، عشرين ألف سطر) ، كتاب أخبار أهله، كتاب أخبار بني بويه (ألّفه في السجن) ، كتاب اختيار شعر المهلّب.

المختار من آثاره:

- في يوم المهرجان من أحد الأعوام أهدى أبو اسحاق الصابي اصطرلابا (منظارا للنجوم) صغير الحجم دقيق الصنعة، قيل أهداه إلى عضد الدولة، و قيل أهداه إلى المطهّر بن عبد اللّه وزير عضد الدولة، و كتب معه الأبيات التالية:

أهدى إليك بنو الحاجات، و اختلفوا... في مهرجان عظيم أنت مبليه (2)

لكنّ عبدك ابراهيم حين رأى... علوّ قدرك لا شيء يساميه

لم يرض بالأرض يهديها إليك فقد... أهدى لك الفلك الأعلى بما فيه

- وردت على عضد الدولة رسائل فأخذ بقراءتها، و كان يقوم بجانبه غلام تركيّ له جميل يحجب عنه الشمس، فقال أبو اسحاق الصابي (3):

قامت تظلّلني من الشمس... نفس أحبّ إليّ من نفسي

قامت تظلّلني، و من عجبٍ... شمس تظلّلني من الشمس

- و له في الغزل:

إن نحن قسناك بالغصن الرطيب فقد... حفنا عليك به ظلما و عدوانا (4)

لأنّ أحسن ما نلقاه مكتسيا... و أنت أحسن ما نلقاك عريانا

- توفّي أبو سعيد سنان، بكر أولاد أبي اسحاق الصابي، فكتب الشريف الرضيّ إلى أبي اسحاق رسالة يعزّيه فيها؛ فأجابه أبو اسحاق برسالة منها:

وصلت الرقعة-أطال اللّه بقاء سيّدي الشريف الجليل، و أدام عزّه و تأييده و نعمته و كفايته و حراسته و وقايته-بالتفضّل الذي زاد و أوفى، و القول الذي نفع و شفى، و التعزية التي غمرني إحسانها و بهرني استحسانها (5)، فصادفت منّي قلبا عليلا و خاطرا كليلا و نفسا قد أثخنتها الرزيّة (6). . . . و لو جريت في ميدانها و طالبت نفسي بجواب مثلها لما شققت غبارها. . . و إذا أفقت من السكرة و خرجت من الغمرة بدأت بقصد (7)حضرته الجليلة و مشاهدة غرّته الشريفة النبيلة، ثم واظبت على حقّه الذي قد لزمني، و تأدية فرضه الذي قد استترقني و ارتهنني، إن شاء اللّه، و هو حسبنا و نعم الوكيل.

____________________

1) الصابئة أهل حران (في شمالي العراق) يقولون إنهم على دين نوح، و قبلتهم (بكسر القاف) نحو الشمال و هم يقدسون النجوم.

2) بنو الحاجات: الذين لهم في التقرب منك أغراض و غايات. أنت مبليه (شبه الشاعر عيد المهرجان بثوب يلبسه الممدوح فيتهرأ الثوب فيتبدله بغيره) : يدعو له أن يعيش طويلا و يشهد أعيادا عديدة.

3) الشمس مستعملة حقيقة (للجرم السماوي الذي يبعث الضوء إلى أرضنا فيكون في أرضنا نهار) و مجازا (للفتاة الجميلة التي تشبه الشمس بجمالها) -و هنا: للغلام. راجع معجم الأدباء 2:56.

4) حاف: جار، ظلم (بخس الآخرين حقوقهم) .

5) بهرني استحسانها: غشي على بصري نور حسنها (فعجزت عن كتابة مثلها في الرد عليها) .

6) خاطر كليل: قريحة ضعيفة تعبة. أثخنتها (أكثرت الجراح فيها) الرزية (المصيبة) .

7) بقصد حضرته الجليلة: توجهت الى حضرته (الدار التي هو حاضر فيها) لزيارته. الجليلة: السامية المقام التي تقابل بالاحترام.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.