أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2019
2004
التاريخ: 11-3-2016
3221
التاريخ: 27-1-2016
2241
التاريخ: 10-04-2015
2378
|
هو أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، أصله من مرو الرّوذ أو من بلاد التّرك، ولد في الكوفة سنة 213 ه(828 م) و نشأ في بغداد و أخذ عن علمائها التفسير و الحديث و اللغة و النحو و الأدب و التاريخ؛ فمن شيوخه إسحاق بن راهويه و أبو حاتم السجستاني.
تولّى ابن قتيبة القضاء في الدينور و طال مقامه فيها فسمّي الدينوريّ. ثم إنه عاد إلى بغداد.
كان ابن قتيبة خطيب أهل السنّة شديدا على المعتزلة من أمثال النظّام و الجاحظ و العلاّف، و قد اتّهم الجاحظ بأنه توسّع في علوم الدنيا و قصد بكتبه التسلية أكثر مما قصد إلى التهذيب و رفع شأن الدين. و كان لابن قتيبة موقف وسط من الحركة الشّعوبية: فضّل العرب و علومهم و برّأ العجم من بغض العرب و ألقى تبعة بغض العرب على أوبرناش العجم و سفلتهم. و اشتغل ابن قتيبة في بغداد بالتدريس و كان يدرّس في كتبه.
و كانت وفاة ابن قتيبة في بغداد، في أول رجب 276 ه(30-10-889 م) .
خصائصه الفنّيّة:
ابن قتيبة فقيه عالم و أديب ناقد و لغويّ و نحويّ، و هو رأس المذهب البغداديّ في اللغة و النحو. و كتبه كثيرة العدد واسعة النطاق ثم هي موجزة مثقّفة موثوقة.
من كتبه: مشكل القرآن، المشتبه من الحديث و القرآن، تأويل مختلف الحديث، عيون الأخبار، أدب الكاتب، كتاب الأشربة، القداح و الميسر، كتاب المعارف. و من كتبه المشهورة القيّمة «الشعر و الشعراء» (أو طبقات الشعراء) جمع فيه طبقات الشعراء الجاهليين و الأمويين و نفرا من شعراء صدر الدولة العبّاسية. و في هذا الكتاب مقدّمة قيّمة في غاية الكتاب و خطّته و في نقد الشعر و نقد موقف نفر من رواة الشعر. بعدئذ ينسق ابن قتيبة تراجم الشعراء نسقا تاريخيّا عامّا. غير أنه لا يذكر تواريخ مواليد الشعراء و وفياتهم، و لا هو يتوسّع في الكلام عليهم؛ و إنّما يذكر نتفا من أخبارهم. و مع كل ترجمة نماذج مختارة من شعر صاحبها.
المختار من مقدمة كتاب الشعر و الشعراء:
. . . . و لم أسلك في ما ذكرته من شعر كل شاعر مختارا له سبيل من قلّد أو استحسن باستحسان غيره، و لا نظرت إلى المتقدّم منهم بعين الجلالة لتقدّمه و إلى المتأخر منهم بعين الاحتقار لتأخره، بل نظرت بعين العدل على الفريقين و أعطيت كلاّ حظّه و وفّرت عليه حقّه. فإني رأيت من علمائنا من يستجيد الشعر السخيف لتقدم قائله (1) و يضعه في متخيّره، و يرذل الشعر الرصين و لا عيب له عنده إلاّ أنه قيل في زمانه أو أنه رأى قائله. و لم يقصر اللّه العلم و الشعر و البلاغة على زمن دون زمن، و لا خصّ به (بها) قوما دون قوم، بل جعل ذلك مشتركا مقسوما بين عباده في كل دهر، و جعل كل قديم حديثا في عصره و كل شرف خارجية (2) في أوّله. فقد كان جرير و الفرزدق و الأخطل و أمثالهم يعدّون محدثين، و كان أبو عمرو بن العلاء يقول: لقد أكثر هذا المحدث و حسن حتى لقد هممت بروايته. ثم صار هؤلاء قدماء عندنا ببعد العهد منهم. و كذلك يكون من بعدهم لمن بعدنا كالخريميّ و العتّابيّ و الحسن بن هاني و أشباههم. كل من أتى بحسن من قول أو فعل ذكرناه له و أثنينا به عليه، و لم يضعه (3) عندنا تأخّر قائله أو فاعله و لا حداثة سنّه. كما أن الرديء إذا ورد علينا للمتقدّم أو الشريف لم يرفعه عندنا شرف صاحبه و لا تقدّمه.
. . . . (و) تدبّرت الشعر فوجدته أربعة أضرب: ضرب منه حسن لفظه و جاد معناه. . . . و ضرب منه حسن لفظه و حلا، فإذا أنت فتّشته لم تجد هنالك فائدة في المعنى. . . . و ضرب منه جاد معناه و قصّرت ألفاظه. . . . و ضرب منه تأخّر معناه و تأخر لفظه.
. . . . و من الشعراء المتكلّف و المطبوع. فالمتكلّف هو الذي قوّم شعره بالثقاف و نقّحه بطول التفتيش و أعاد فيه النظر بعد النظر كزهير و الحطيئة. . . .
. . . . و ليس كلّ الشعر يختار و يحفظ على جودة اللفظ و المعنى، و لكنه قد يختار و يحفظ لأسباب: منها الإصابة في التشبيه، . . . . و قد يحفظ و يختار على خفّة الرويّ، . . . . و قد يختار و يحفظ لأن قائله لم يقل غيره، أو لأن شعره (شعر قائله) قليل عزيز، . . . . و قد يختار و يحفظ لأنه غريب في معناه، . . . . و قد يختار و يحفظ أيضا لنبل قائله. . . .
. . . . و المتكلّف من الشعر، و إن كان جيّدا محكما، فليس به خفاء على ذوي العلم لتبيّنهم فيه ما نزل بصاحبه من طول التفكّر و شدّة العناء و رشح الجبين و كثرة الضّرورات و حذف ما بالمعاني حاجة اليه و زيادة ما بالمعاني غنى عنه. . . . و تتبيّن التكلّف في الشعر أيضا بأن ترى البيت فيه مقرونا بغير جاره و مضموما إلى غير لفقه (4). . . . و المطبوع من سمح بالشعر و اقتدر على القوافي، و أراك في صدر بيته عجزه و في فاتحته قافيته، و تبيّنت على شعره رونق الطبع و وشي الغريزة؛ و إذا امتحن لم يتلعثم و لم يتزحّر (5).
. . . . و الشعراء أيضا في الطبع مختلفون: منهم من يسهل عليه المديح و يعسر عليه الهجاء، و منهم من يتيسّر له المراثي و يتعسّر عليه الغزل. . . . فهذا ذو الرّمّة أحسن الناس تشبيها و أجودهم تشبيبا و أوصفهم لرمل و هاجرة و فلاة و ماء و حيّة، فإذا صار إلى المديح و الهجاء خانه الطبع؛ و ذلك أخّره عن الفحول. و كان الفرزدق زير نساء و صاحب غزل، و كان مع ذلك لا يجيد التشبيب. و كان جرير عفيفا عزهاة (6) عن النساء، و هو مع ذلك أحسن الناس تشبيبا. . . .
_____________________
1) لسبقه في الزمن على زمن الناظر في الشعر.
2) الخارجي: من يسود بنفسه من غير أن يكون له قديم (سلف أقدم في الشرف و المكارم منه) .
3) وضعه: خفض منزلته.
4) اللفق (بكسر اللام) من الملاءة (بضم الميم) : أحد شقيها (بكسر الشين) ، كناية عن الشبه و الملاءمة بينهما.
5) تزحر: أحدث صوتا فيه تنفس مثل الأنين (مد صوته بالكلام حتى يدع لنفسه مجالا للتذكر) .
6) العزهاة: الرجل الذي يعزف (يميل) عن النساء و يترك اللهو.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|