أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-10-2014
5114
التاريخ: 25-09-2014
5367
التاريخ: 3-10-2014
5622
التاريخ: 26-8-2022
1876
|
ركزت بعض الآيات القرآنية على مسألة الاستقامة والثبات على طريق الإيمان واطاعة الأوامر الإلهيّة فقد ورد في قوله تعالى : {انَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* أُولَئِكَ اصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعمَلوُنَ} «1» (الاحقاف/ 13- 14).
استقاموا مشتقة من مادة (الاستقامة) أي ملازمة الطريق المستقيم والثبات على الطريق الصحيح وبتعبير آخر الابتعاد عن كل زيغ وانحراف والثبات على ما شهد الإنسان به من دين الحق، والتفسير ب «الاعتدال» من أرباب اللغة إنّما هو من هذا الباب أيضاً.
قال الراغب في مفرداته : «يقال : الاستقامة : الطريق الذي يقع على خط مستقيم ولهذا يقال للطريق الحق : (الصراط المستقيم) واستقامة الإنسان هي ملازمة الطريق المستقيم» «2».
إضافة إلى أنّ مفهوم الاستقامة يعني استواء الطريق كذلك أنّه يعني المقاومة والثبات، وعلى هذا الأساس فتعبير الاستقامة على النهج الصحيح من عوامل الدخول إلى موضع اللطف والكرامة الإلهيّة (ألا وهي الجنّة) وورد عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام في تفسير الآية أنّهم قالوا : «استقاموا على ولاية امير المؤمنين» والتي تعد الخط المستقيم للإسلام الصحيح «3».
ولو تأملنا في الآية الكريمة لوجدنا أنّها ذكرت (الإيمان) أولًا (قالوا ربّنا اللَّه) وبعدها عطفت (الاستقامة على الطريق الصحيح) على الإيمان ب «ثم» التي تفيد العطف المباشر لتوحي إلى أنّ عملًا كهذا هو نتيجة مثل ذلك الإيمان، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الإنسان يحزن على امور قد حدثت في الماضي وأحياناً اخرى يخاف ويقلق من أمور قد تحدث في المستقبل، يقول القرآن الكريم في الآية مورد البحث : {فلا خَوفٌ عَلَيهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
ونختتم هذا الموضوع بحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله قال سفيان الثقفي : قلت : يا رسول اللَّه أخبرني بأمر أعتصمُ به. قال الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله : «قل ربّي اللَّه ثم استقم، قال : فقلت : ما أخوف ما تخاف علي : فأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بلسان نفسه فقال : هذا» «4».
____________________
(1). ولقد ورد نفس هذا المعنى في الآية 30، 31 من سورة فصلت.
(2). مفردات الراغب، مادة (قوم).
(3). تفسير علي بن إبراهيم ج 2، ص 265، ذيل الآيتين 30 و 31 من سورة فصلت واللتين تشبهان الآية أعلاه.
(4). تفسير الكبير، ج 10، ص 22.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|