أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
1102
التاريخ: 17-12-2015
1070
التاريخ: 15-12-2015
1123
التاريخ: 16-12-2015
1390
|
قال تعالى : {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة : 6 - 8]
لقد أشارت الآيات الواردة في آخر سورة الزلزال ثلاث مرّات إلى مسَألة رؤية الأعمال {يَومَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} و {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ} ثم {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}.
«اشتاتا» : جمع (شت) على وزن (شط) بمعنى «التفرق»، وقد يكون سبب تفرق صفوف الناس في ذلك اليوم ورود كل امة بإمامها أو أن يتفرق أهل الإيمان عن أهل الكفر والعلماء عن المتعلمين والشهداء عن غيرهم «1».
«مثقال» : بمعنى وزن، والذرة هي الأجزاء الصغيرة جدّاً، لذا فقد فسّرت الذرة أحياناً بذرات الغبار واخرى بالنملة الصغيرة جدّاً، ويشير ظاهر الآيات بوضوح إلى أنّ الأعمال الصالحة أو السيئة تتجسد أمام صاحبها في المحشر، ولو أنّ بعض المفسّرين- وبسبب عدم قبولهم لمسألة تجسم الأعمال للأسباب التي أشرنا إليها في بداية الموضوع- قالوا بالتقدير فقدروا كلمة «جزاء»، والمراد حضور ومشاهدة جزاء الأعمال، وقال البعض : إنّ الرؤية هنا بمعنى العلم والمعرفة أي المشاهدة بعين العقل، وقال البعض الآخر : المراد مشاهدة كتاب الأعمال.
ومن المسلّم أنّ التفاسير الثلاثة لا تتوافق مع ظاهر الآية وذلك لأنّ تقدير أخذ (الجزاء) أو (صحف الأعمال)، مخالف لظاهر الآية والرؤية هنا بمعنى المشاهدة بالعين لا بالقلب التي تنصب مفعولين، فمن المعلوم أنّ الرؤية القلبية تتعدى إلى مفعولين والرؤية الظاهرية تتعدى إلى مفعول واحد، وفي هذه الآية لا نرى إلّا مفعولًا واحداً لا أكثر (فتأمل).
والجدير بالذكر أنّ ابن عباس وبالرغم من كونه أقدم المفسّرين قد قبل هنا بمسألة رؤية الأعمال، فيقول في رواية وردت عنه :
«ليس من مؤمن ولا كافر عمل خيراً أو شرّاً إلّا أراه اللَّه إيّاه، أمّا المؤمن فيغفر له سيئاته ويثيبه بحسناته، وأمّا الكافر فيردّ حسناته تحسيراً له» «2».
ونرى في أحاديث المعصومين الواردة في تفسير الآيات تعابير واضحة تدلل على رؤية وحضور الأعمال، منها ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام في هذا المعنى :
«فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده» «3».
___________________________
(1). تاج العروس في شرح القاموس مادة (شت) ويقول البعض أنّها جمع شتيت والبعض الآخر جمع شتات.
(2). تفسير روح البيان، ج 10، ص 494.
(3). تفسير نور الثقلين، ج 5، ص 650.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|