الحجامة مكروهة ، لخوف الضعف‌ ، فإن أمن ، فلا بأس.

وعلى التقديرين فلا يفطر بها الصائم عند علمائنا أجمع ـ وبه قال في الصحابة : الحسين بن علي عليهما السلام  ، وعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وأبو سعيد الخدري وزيد بن أرقم وأمّ سلمة ، وفي التابعين : سعيد بن المسيّب والباقر والصادق عليهما السلام  ، وسعيد بن جبير وطاوس والقاسم بن محمد وسالم وعروة والشعبي والنخعي وأبو العالية ، وبه قال الشافعي ومالك والثوري وأبو ثور وداود وأصحاب الرأي ⁽¹⁾ ـ لما رواه العامة عن ابن عباس أنّ  النبي صلى الله عليه وآله ، احتجم وهو صائم محرم⁽²⁾.

ومن طريق الخاصة : ما رواه الحسين بن أبي العلاء ـ في الصحيح ـ قال : سألت  الصادق عليه السلام  ، عن الحجامة للصائم ، قال : « نعم إذا لم‌ يخف ضعفا»⁽³⁾.

وفي الصحيح عن عبد الله بن ميمون عن  الصادق عليه السلام  ، قال : « ثلاثة لا يفطرن الصائم : القي‌ء والاحتلام والحجامة ، وقد احتجم  النبي صلى الله عليه وآله ، وهو صائم ، وكان لا يرى بأسا بالكحل للصائم»⁽⁴⁾.

ولأنّه خارج من ظاهر البدن ، فلم يكن مفطرا ، كالفصد.

وقال أحمد وإسحاق : يفطر الحاجم والمحجوم ⁽⁵⁾ ـ وفي الكفّارة عن أحمد روايتان ⁽⁶⁾ ـ واختاره ابن المنذر ومحمد بن إسحاق وابن خزيمة ، وكان مسروق والحسن وابن سيرين لا يرون للصائم أن يحتجم ⁽⁷⁾ ـ لما رواه أحد عشر نفسا عن  النبي صلى الله عليه وآله ، أنّه قال : (أفطر الحاجم والمحجوم)⁽⁸⁾.

وهو محمول على مقاربتهما من الإفطار ، للضعف.

ولأنّه منسوخ بما قدّمناه عنه صلى الله عليه وآله⁽⁹⁾.

__________________

(1) المجموع 6 : 349 ، المغني 3 : 37 ، الشرح الكبير 3 : 44 ، فتح العزيز 6 : 372 ، حلية العلماء 3 : 207 ، اختلاف العلماء : 70 ، المدوّنة الكبرى 1 : 198 ، المبسوط للسرخسي 3 : 57.

(2) صحيح البخاري 3 : 43 ، سنن أبي داود 2 : 309 ـ 2373 ، سنن ابن ماجة 1 : 537 ـ 1682 ، سنن البيهقي 4 : 263.

(3) الكافي 4 : 109 ـ 2 ، التهذيب 4 : 260 ـ 773 ، الاستبصار 2 : 90 ـ 286.

(4) التهذيب 4 : 260 ـ 775 ، الإستبصار 2 : 90 ـ 91 ـ 288.

(5) المغني 3 : 37 ، الشرح الكبير 3 : 44 ، حلية العلماء 3 : 207.

(6) حلية العلماء 3 : 207 ، المغني 3 : 51 ـ 52 ، الشرح الكبير 3 : 69.

(7) المغني 3 : 37 ، الشرح الكبير 3 : 44.

(8) كما في المغني 3 : 38 ، والشرح الكبير 3 : 45 ، وراجع : صحيح البخاري 3 : 42 ، وسنن أبي داود 2 : 308 ـ 2367 ، وسنن ابن ماجة 1 : 537 ـ 1679 ، وسنن الترمذي 3 : 144 ـ 774 ، وسنن الدار قطني 2 : 182 ـ 183 ـ 12 و 14 ، وسنن البيهقي 4 : 265.

(9) صحيح البخاري 3 : 43 ، سنن أبي داود 2 : 309 ـ 2373 ، سنن ابن ماجة 1 : 537 ـ 1682 ، سنن البيهقي 4 : 263..