أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2015
1157
التاريخ: 15-12-2015
1237
التاريخ: 23-09-2014
1296
التاريخ: 14-12-2015
1106
|
قد يُدعى الإنسان أحياناً إلى أجمل الحدائق، وتوفّر له كافة مستلزمات الراحة، إلّاأنّ روحه منقبضة فلا يتلذذ بأي منها، فالإنسان يشعر بلذة النعم الإلهيّة فيما إذا كان منشرح النفس.
يُستفاد من مجمل الآيات الواردة في هذا الصدد أنّ الفرح والانشراح يظهر على وجوه أهل الجنّة بكل وضوح، وقد استخدم القرآن الكريم عبارات جذّابة في هذا الصدد، فإليك مثلا قوله : {ادخُلُوا الْجَنَّةَ انْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}. (الزخرف/ 70)
فكلمة «تُحبرون» : مأخوذة من المصدر (حبر) على وزن (فكر)، وتعني في الأصل الآثار الجميلة حسب ما وردت في كتاب (مقاييس اللغة)، ولذلك يطلق على الأشياء المزّينة اسم «مُحَبَّر» على وزن مُشّجر وسمّي الحِبرُ حِبراً لأنّه يترك وراءه أثراً جميلًا، ويُقال للعلماء «أحبار» لأنّهم يمتلكون آثاراً قيّمة، وهذه الكلمة تعني هنا البهجة والانشراح الذي يظهر أثره على الوجوه «1».
وقد وردت الإشارة إلى هذا الموضوع بتعبير آخر في قوله تعالى : {تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ}. (المطففين/ 24)
لمة «النضرة» : تعني في الأصل الجمال، والمقصود من (نضرة النعيم) الطراوة والنعومة التي تظهر من أثر وفرة النعمة والحياة المرفهة وتعكس حالة (الارتياح والانبساط الداخلي) كما أنّ «تعابير الوجه تفشي سر الداخل» «2».
وقد فسّر بعضهم هذه الكلمة بمعنى السعيد والفرح والمستبشر كما جاء في قوله تعالى :
{وُجوُهٌ يَومَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ* ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ} «3». (عبس/ 38- 39)
ولكن الآيات السابقة لها تظهر أنّ هذه الآية تشرح حال المؤمنين في مشهد المحشر وليس في الجنّة.
وفسرها البعض الآخر بمعنى النور والجمال والاشراق الذي لا يتيسر للبيان وصفه، «4» وذهب البعض الآخر إلى أنّها تعني البِشْر والبشاشة التي تظهر على وجوههم شعوراً منهم برضا المحبوب أي اللَّه سبحانه وتعالى «5».
ونقرأ هذا الوصف الآية الكريمة : {وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَّاعِمَةٌ* لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ}(الغاشية/ 8- 9).
كلمة «ناعمة» : مأخوذة من مصدر (النعمة) وتعني هنا الاستغراق في النعمة إلى حد ظهور آثارها من السرور والارتياح على الوجه.
وقال آخرون : إنّها تعني النعومة واللطافة، وهذه أيضاً حاصلة من النعم المختلفة «6».
ومن الطبيعي أنّ هذه النعومة والطراوة، أو تلك الوجوه المنيرة على قول بعض المفسّرين وكأنّها القمر في الليلة الرابعة عشرة، ليست معلولة للنعم المادية فقط لأنّ النعم المادية لا يمكنها لوحدها إيجاد مثل هذه الآثار، ومن المؤكد أنّ هذا الأثر ناتج عما يختلج في نفوس أصحابها من أحاسيس ومشاعر معنوية وروحية سامية تنعكس آثارها على أجسامهم، وختام الآية شاهد على هذا المعنى أيضاً.
_________________________
(1). ورد نفس المعنى في سورة الروم، الآية 15.
(2). جاءت تعابير مشابهة في سورة القيامة، الآية 22؛ وسورة الدهر، الآية 11.
(3). تفسير الكبير، ج 31، ص 98 (نقله باعتباره قولًا).
(4). المصدر السابق، ص 99.
(5). روح البيان، ج 10، ص 371.
(6). تفسير الميزان، ج 20، ص 274.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|