أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
1104
التاريخ: 17-12-2015
1183
التاريخ: 16-12-2015
966
التاريخ: 15-12-2015
971
|
قال تعالى : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر : 42]
يعتبر كثير من الناس الموت فناءً وعدماً ونهاية كلّ شيء، لذا فهم يخافون الموت ويهابونه بشدّة، بينما يفسّر القرآن المجيد حقيقة الموت ب «التوفّي» (أي قبض واستلام روح الإنسان من قِبَلِ الخالق) أو بتعبير آخر هو انتقال من عالم حقيرٍ إلى عالم كبير وَسامٍ)، قال تعالى في الآية : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حينَ مَوْتِهَا} «1».
ثم من أجل أن يذكر نموذجاً للموت في هذه الدنيا أضاف تعالى : {وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فى مَنَامِهَا} ، {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوتَ} أي التي لن تصحو من نومها بعد ذلك أبداً {وُيُرسِلُ الاخْرَى} أي التي يجب أن تستمرّ في حياتها {إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً}.
إنّ هدف القرآن هو بيان هذه الحقيقة وهي : كما أنّ روحَ الإنسان لا تفنى في عالم النوم، بل يضعف ارتباطها بالبدن بصورة مؤقتة، ومن أجل هذا يمكنها التجوّل في عوالم مختلفة، فإنّها لا تفنى أيضاً بالموت، بل تتحرر وتتجوّل في عوالم كبيرة اخرى.
و «يتوفّى» : من مادة «وفى» وهي في الأصل بمعنى الكمال، لذا اطلقوا على الدّرهم الكامل «درهماً وافياً» (أي الكامل من حيث الوزن ومقدار الفضة) على هذا يكون التوفّي بمعنى القبض التام، وبما أنّ القابض هو اللَّه فإنّ هذه الجملة تدل على أنّ الإنسان سوف يضع قدمه في عالم أعلى وأرقى.
إنّ هذه النظرة إلى الموت تغيِّرُ كثيراً من المعادلات والمفاهيم، ومن أجل هذا عرّفوه ببوّابة العبور إلى عالم البقاء.
ومن الجدير بالذكر هو أنّ الآية المذكورة تحذِّر الناس لأنّها تعتبُر «النوم» مساوياً «للموت» وكأنّها تقول : كيف تغفلون عن الموت وهو يأتيكم في كل يومٍ وليلة وأنتم تلمسونه بأيديكم؟! إنّكم في حالة النوم تنفصلون عن هذا العالم وتفارقون حياتكم ومنصبكم ووجودكم بصورة مؤقتة، فالموت أيضاً هو عبارة عن نوم خالد كما أنّ النوم هو عبارة عن موت مؤقت، ومن المحتمل أن تكون الجملة الاخيرة في هذه الآية : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ} ناظرة إلى جميع هذه الحيثيات.
____________________________
(1) الضمير في «موتها» وإن كان يعود للأنفس في الظاهر لكنّه في الواقع يدلّ على موت الابدان، وذلك لأنّ البدن هو الذي يموت لا الروح، وكذلك الحال في ضمير «منامها».
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يعلن إطلاق المسابقة الجامعية الوطنية لأفضل بحث تخرّج حول القرآن الكريم
|
|
|