أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
1118
التاريخ: 17-12-2015
1541
التاريخ: 17-12-2015
1370
التاريخ: 16-12-2015
1149
|
إنّ هذا الموضوع لم يذكر في آيات القرآن فحسب، بل له صدىً واسعٌ في الروايات أيضاً، وقد وضَّحت الروايات العلاقة الوثيقة والجذرية والدائمة الموجودة بين هذين الموضوعين، ونذكر فيما يلي نموذجاً من هذه الروايات :
1- قال علي عليه السلام في نهج البلاغة : «واللَّهِ لأَنْ أَبيتَ على حَسَكِ السَّعْدان مُسَهَّداً، أو اجَرُّ في الأَغلالِ مُصفداً، أَحَبُّ الىَّ من أَنْ القى اللَّه ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيءٍ من الحطام» «1».
وذكر عليه السلام بعد هذه الجُمَل قصة أخيه «عقيل» المعروفة، إذْ لجأ إليه أخوه من شدّة ما أصابه من الفقر والفاقة فطلب منه أن يعطيه أكثر ممّا يستحقّه من بيت المال خلافاً لما تقتضيه العدالة الإسلامية.
لكنّ الإمام عليه السلام وضع قطعة من الحديد في النار وبعد أن احمرّ لونها قرّبها من يد أخيه فضجّ أخوه بالعويل، فقال له الإمام عليه السلام : «كيف تصرخ من ألم هذه النار التي هي العوبة يُلهى بها؟ وتجرّني إلى نارٍ أججها الجبار لغضبه وانتقامه» «2»!
يلاحظ من خلال هذه الكلمات قوّة الإيمان بالمعاد وتأثيرها في الحثّ على إقامة العدالة والوقوف أمام جميع الانحرافات، وهي نموذج حيّ عن تجلّي الإيمان بالقيامة ومحكمة العدل الإلهي في أعمال الإنسان.
2- وَرُوِي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : «من أَيقنَ بالخلف جاد بالعطية» «3».
وهذه الرواية تدل بوضوح على أنّ الإيمان بالمعاد يجعل الإنسان متصفاً بالجود والسخاء.
3- وجاء في غرر الحكم نقلًا عن الإمام علي عليه السلام في عبارة صريحة أنّه قال : «اجعل هَمّك لمعادك تصلُح» «4».
4- وجاء في ملحمة كربلاء وعاشوراء أنّ الحسين عليه السلام جمع أصحابه يوم عاشوراء وقام خطيباً فيهم فقال : «صبراً بني الكرام فما الموت إلّا قنطرةٌ تعبُرُ بكُمْ عن البؤس والضَّراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيَّكُم يكرهُ أن ينتقل مِنْ سجنٍ إلى قصرٍ»؟
والّذي دعا الإمام لإلقاء خطابه هذا هو أنّه كان كلّما اشتدّ حصار الأعداء عليه وعلى أصحابه وكلّما حَمِيَ الوطيس كان وجهه أكثر اشراقاً ونفسهُ أكثر اطمئناناً، هنا قال أصحابه لبعضهم الآخر : «انظروا إليه إنّه لا يبالي بالموت»!
فسمع الإمام هذا منهم فالقى عليهم الخطاب المذكور، ثم أضاف إليه قوله : روى أبي عن جدي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه قال : «إنّ الدُّنيا سجنُ المؤمن وجنّةُ الكافر، والموت جسرُ هؤلاء إلى جنانهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ما كذِبتُ ولا كُذِّبت» «5».
فالسّر في ملحمة عاشوراء وشجاعة الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه، التي لم يكن لها مثيل والتي سُجِّلت في التاريخ بأحرفٍ من ذهب لامعه، يجب أن نبحث عنه في هذا الميدان أيْ الإيمان الراسخ لهؤلاء بالمعاد والحياة الآخرة الخالدة.
5- إنّ تأثير الإيمان بالمعاد في إصلاح الأعمال بلغ من الوضوح حداً جعل أمير المؤمنين علياً عليه السلام يتعجّب ممن يؤمن بالآخرة ولا يسعى في إصلاح أعماله، قال عليه السلام :
«عجبتُ لِمَنْ يَعلمُ أنّ للأعمال جزاءً كيف لا يُحسنُ عَملَهُ» «6».
6- ونختتم كلامنا هذا بحديثٍ عميق المغزى عن مؤسس الإسلام النبي الأكرم صلى الله عليه و آله :
عند حديثه صلى الله عليه و آله عن علامات أهل اليقين قال صلى الله عليه و آله : «ومن علائمه أنّه : أيقن بأنّ الجنّة حقٌ فاشتاق إليها، وأيقن بأنّ النار حقٌ فظَهَر سعيهُ للنجاة منها، وأيقن بأنّ الحسابَ حقٌ فحاسَبَ نفسهُ» «7».
إنّ الروايات المَرويّة في هذا المجال كثيرة جدّاً وما ذكرناه هنا ما هو إلّا قليل منها، وتتفق جميعها على أنّ الإيمان بالدار الآخرة له أثر عميق في تربية الإنسان.
__________________________
(1) نهج البلاغة، الخطبة 224.
(2) نهج البلاغة، الخطبة 224. (باختصار).
(3) بحار الأنوار، ج 74، ص 385؛ نهج البلاغة، الكلمات القصار، الكلمة 138.
(4) غرر الحكم؛ ميزان الحكمة، ج 1، ص 37، ح 133.
(5) بحار الأنوار، ج 44، ص 297 (باب فضل الشهداء معه وعلّة عدم مبالاتهم بالقتل)، ونقل المرحوم الصدوق هذا الحديث في كتاب «معاني الإخبار» عن علي بن الحسين عليه السلام في باب «معنى الموت» ص 288.
(6) غرر الحكم، ج 2، ص 495.
(7) تحف العقول، ص 23.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|