أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2015
1408
التاريخ: 27-11-2015
1518
التاريخ: 23-09-2014
1824
التاريخ: 27-11-2015
1598
|
وهو من البراهين القابلة للفهم ، حيث يمكن بيانه بلسان عامّة الناس ، وكذلك بواسطة التعبيرات والاصطلاحات الفلسفية الخاصة ، وبتعبير بسيط عندما نرجع إلى وجودنا نجد أنَّ وجودنا برمّته في حالة احتياج ولا يؤَمن الاحتياج من الداخل ، ومن أجل تأمين هذا الاحتياج يجب أن نمد الدنيا خارج وجودنا ، وكما يقول المثل كلما ازداد الغنى ازدادت الحاجة فكلّما تضاعفت قوّة الإنسان في الظاهر (ماديّاً أو معنويّاً) توسّعت دائرة احتياجاته ، فالطير في الصحراء يكتفي بقليل من الماء والحبّ وعشّ مؤلّف من بعض الأوراق ، في حين تحتاج حياة سلطان مقتدر إلى آلاف الحاجات ، وهكذا لو قارنا الحياة العلمية لمحقّق كبير بالنسبة لطالب مبتدىء.
ومن خلال ملاحظة هذا الاحتياج وبإلهام باطني يدرك الإنسان أنّ لهذا العالم مُبدئاً غنيّاً يتّجه الجميع إليه لنيل حوائجهم وهو الذي نطلق عليه (اللَّه) تبارك وتعالى.
أمّا في العبارات الفلسفية وبحوث المتكلّمين فإنَّ الوجود يقسّم إلى قسمين : (ممكن) و (واجب). فواجب الوجود يكون وجوده ذاتياً ، وذاته المقدّسة غير محتاجه إطلاقاً ، في حين لا يملك الممكن في ذاته شيئاً فهو محتاج.
وبهذا يُعد احتياج الممكن إلى العلّة من القضايا البديهية والأوّلية والتي لا تحتاج إلى إقامة البرهان ، ومن يتردّد في هذا الأمر فإنّ ذلك يعود إلى عدم الفهم الجيّد لمفهوم الممكن.
ثمّ يُطرح هذا السؤال : ما هو سبب احتياج الممكن إلى العلّة؟ هل السبب هو الوجود أو مسألة الحدوث؟ أي هل أنّ الأشياء تحتاج إلى العلّة بسبب كونها حادثة أو بسبب كونها موجودة؟ أو أنَّ الملاك الأصل وهو (الإمكان)؟ وبناء على هذا الدليل فإنّ الإحتياج إلى العلّة يجب أن لا يبحث في أصل وجود الشيء أو في حدوثه ، بل إنّ العلّة الأساسية هي الإمكان.
ولا ريب في أنّ الإجابة الصحيحة والدقيقة هي الإجابة الثالثة ، لأنّنا إذا- بحثنا عن معنى الإمكان وجدنا أنّ الإحتياج إلى العلّة متحقّق فيه ، لأنّ- (الممكن) وجود (غير اقتضائي) أي أنّ ذاته لا تقتضي الوجود ولا العدم.
وبملاحظة هذا الإستواء الذاتي يكون في وجوده وعدمه بحاجة إلى عامل ولذا فإنّ الفلاسفة يقولون بأنَّ حاجة الممكن أوّلية ، «حاجة ممكن الوجود إلى العلة أمرٌ بديهي».
ويُستنتج من ذلك أنّ حاجة الممكن إلى واجب الوجود لا تقتصر على ابتداء الوجود فحسب ، بل هي ثابتة في مراحل البقاء كلّها لثبوت الإمكان في حقّ الممكن دائماً لذا فإنّ الحاجة إلى العلّة أمر باقٍ وثابت.
وللمثال على ذلك فانّنا حينما نمسك القلم ونحرّكه على قرطاس نجد أنّ حركة القلم تحتاج إلى محرّك من الخارج ويتمثّل في أصابعنا ، فما دامت الحركة في اليد والأصابع فإنّ القلم يتحرّك كذلك ، ويتوقّف بتوقّفها.
وأوضح من ذلك ما يوجد في أفعال أرواحنا ، فحينما نعزم على العمل ببرنامج ما نجد أنّ الإرادة والعزم- وهما من فعل الروح- يرتبطان بها ويختفيان حال انقطاع هذا الارتباط.
إنّنا مرتبطون بوجود اللَّه كذلك وَهذا الوجود الإرتباطي لا يستقرّ لحظة واحدة بدون ذلك.
ويقول الشاعر :
لم أسلم النفس للأسقام تبلغها إلّا لعلمي بأنّ الوصل يحييها
نفس المحبّ على الآلام صابرةٌ لعلّ مسقمها يوماً يداويها
قد يقال : إنّنا نشاهد البناء باقياً بعد موت بانيه فكيف إذن تستغني الأفعال عن الفاعل في بقائها؟
فنقول : إنّ ذلك يحصل بسبب حلول علّة محلّ علّة اخرى ، ففي البداية تقوم يد البنّاء الماهر بوضع لبنة على لبنة اخرى ثمّ يبقى البناء مستقرّاً بفضل جاذبية الأرض وعوامل الإلتصاق من جصّ وإسمنت.
وباختصار ، أنّ وجود (الممكن) وجود ارتباطي ولا يستمرّ دون الإتّكال على وجود مستقلّ ، وعليه فإنّ تعريف معنى الوجود الإرتباطي كافٍ في التعرّف على الوجود المستقلّ دون الحاجة إلى بحوث واسعة في «الدور والتسلسل» (تأمّل جيّداً).
يُستبطن في مفهوم الوجود الإرتباطي والتبعي معنى الإستناد إلى واجب الوجود فهل للوجود الإرتباطي معنى دون الوجود المستقلّ؟
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|