أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-1-2016
4146
التاريخ: 15-11-2015
2801
التاريخ: 8-12-2021
1906
التاريخ: 20-10-2014
2928
|
مصبا - قدرت الشيء قدرا من بابي ضرب وقتل ، وقدّرته تقديرا بمعنى ، والاسم القدر. وقدر اللّٰه الرزق يقدره : ضيّقه. وقدر الشيء وفتح الدال لغة : مبلغه ، يقال هذا قدر هذا ، أي مماثله ، وما له عندي قدر أي حرمة ووقار ، وأخذ بقدر حقّه أي بمقداره وهو ما يساويه. والقدر : القضاء الّذى يقدّره اللّٰه تعالى ، وإذا وافق الشيء الشيء قيل جاء على قدر. والقدر : آنية يطبخ فيها وهي مؤنّثة ، ولهذا يلحق عليها الهاء في التصغير فيقال قديرة ، وجمعها قدور. ورجل ذو قدرة ومقدرة أي يسار ، وقدرت على الشيء أقدر من باب ضرب : قويت عليه وتمكّنت منه ، والاسم : القدرة ، والفاعل قادر وقدير ، والشيء مقدور عليه.
مقا - قدر : أصل صحيح يدلّ على مبلغ الشيء وكنهه ونهايته. وقدرت الشيء أقدره وأقدره من التقدير ، وقدّرته وأقدّره ، والقدر : قضاء اللّٰه تعالى الأشياء على مبالغها ونهاياتها الّتى أرادها لها ، وهو القدر أيضا. ومن الباب الأقدر من الخيل ، وهو الّذى تقع رجلاه مواقع يديه ، كأنّ ذلك قدّره تقديرا. ومن قدر عليه رزقه : فمعناه قتر ، وقياسه أنّه اعطى ذلك بقدر يسير. وقدرة اللّٰه على خليقته : إيتاؤهم بالمبلغ الّذى يشاؤه ويريده.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو القوّة في اختيار إيتاء الفعل وتركه ، بمعنى أنّه قوّة إن شاء فعل بها وإن لم يشاء لم يفعل ، مادّيّة أو معنويّة.
ومن الأصل : التقدير ، والقدر ، والقدر ، والقدر.
أمّا التقدير : فيدلّ على إجراء القدرة وتعلّقه في الخارج على المتعلّق ، فانّ إظهار القدرة هو فعليّة العمل وظهوره على النحو الذي يريده ويختاره وهذا المعنى يلازم التعيّن والمحدوديّة في قبال مطلق المفهوم.
وأمّا القدر بمعنى القضاء : فهو أيضا حكم وتصويب وتصميم باختيار العمل المعيّن بعد تحقّق القدرة ، ثمّ يكون التقدير.
وأمّا القدر بمعنى المقدار والمبلغ المعيّن : فهو اسم مصدر ، وهو ما يتحصّل من التقدير وإظهار القدرة.
وأمّا القدر بمعنى التضييق : فهو من لوازم التقدير.
وأمّا القدر بمعنى الظرف الّذى يطبخ فيه الغذاء : فانّه يلازم تحديد المظروف وتعيين مقداره.
وأمّا القدرة من صفات الجمال : ففيه مباحث :
1- قلنا إنّ القدرة قوّة بها إن شاء يفعل وإن لم يشأ لم يفعل ، وينتزع من هذا المعنى صفة الاختيار ، فالقدرة يلازم الإختيار ، فانّ الإختيار هو انتخاب فعل معيّن مع توجّه وقصد.
2- القدرة منتزع من صفة الحياة ، فانّ الحياة في قبال الممات ، ويساوق الوجود ، فوجود شيء هو حياته ، والحياة إمّا طبيعي كما في النباتات ، فالقوة فيها تكون طبيعيّا قهريّا. وإمّا إرادي كما في انواع الحيوانات ، فقوّة القدرة تكون فيها إراديّا اختياريّا.
ولمّا كان النفس في وحدته كلّ القوى ومجمعها : فوجوده والحياة فيه يكون منشأ قوّة القدرة وسائر القوى.
3- الحياة يختلف بحسب اختلاف مراتب الوجود ، الى أن ينتهى الى الوجود المطلق والنور الّذى لا حدّ له وهو غير متناه ، فيكون القدرة فيه أيضا غير محدود وغير متناه ، وهو القادر المطلق ، وكلّ من الموجودات خاضع تحت سلطة قدرته- وهو على كلّ شيء قدير.
4- لمّا كان الحيوة في اللّٰه عزّ وجلّ ذاتيّا وواجبا أزليّا أبديّا ، فيكون القدرة فيه أيضا ذاتيّا وأزليّا أبديّا ، فانّ صفاته تعالى عين ذاته ، بل ذاته عين صفاته ، وكمال توحيده نفى الصفات عنه ، فهو هو ولا صفة غير ذاته ، اللّٰه نور السماوات والأرض.
فالأزليّة والأبديّة والديموميّة والبقاء والثبوت المطلق : إنّما هي من لوازم الوجوب الذاتي والحياة اللانهائي.
5- الإرادة والمشيّة والكراهة والإختيار : مرجعها الى الميل الى ما يلائم والنفور عمّا لا يلائم ، وهذا أمر طبيعي ، فانّ الشيء يميل الى جانب ملائمه وينفر عمّا لا يلائمه ، ثمّ يطلب ويختار ويريد أو يكره.
ومرجع الميل والمشيّة والطلب : الى انتفاء الحدود والقيود مادّيّة كانت أو روحانيّة ، فكلّما كانت الحدود قليلة كان الطلب شديدا ، وبازدياد الحدود والقيود تضيق دائرة الطلب وتكثر الكراهة.
6- لمّا كان اللّٰه القادر المتعال عالما حكيما مدبّرا رحيما : فإرادته ومشيّته في مقام إظهار القدرة والفعل والترك ، إنّما يتحقّق بمقتضى هذه الصفات الذاتيّة من الرحمة والحكمة والعلم والتدبير.
وقلنا إنّ الارادة إنّما ينبعث من التمايل الى ما يلائم ، والتمايل الى ملايم إنّما ينبعث من الصفات الداخليّة والمقتضيات الذاتيّة ، واللّٰه المتعال سبقت رحمته غضبّه ، وحكمته ولطفه قهره ، فالغضب والقهر منه تعالى إنّما يظهر بعناوين ومقتضيات ثانويّة.
7- من الأسماء الحسنى للّٰه المتعال : القادر والقدير ، والفرق بينهما :
أنّ القادر يلاحظ فيه مجرّد قيام الحدث بالفاعل ، والنظر فيه الى مطلق من يقوم به القدرة -. {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ } [يس : 81]
{إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } [الطارق : 8] فالنظر الى مجرّد الخالقيّة.
وأمّا القدير : فيلاحظ فيه ثبوت الحدث للذات ، فالنظر فيه الى جهة الثبوت لا القيام-. {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة : 20]. {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } [النحل : 70]. {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } [النساء : 149]
8- القضاء والقدر والتقدير : القضاء بمعنى الإتمام والحكم القاطع ، فالحكم من جانب اللّٰه تعالى إذا تمّ وانقضى فيطلق عليه القضاء ، وسيجيء في بابه. وأمّا القدر والتقدير : فيلاحظ فيه مرتبة بعد مرتبة القضاء ، وهي عبارة عن تعلّق الحكم وتحقّقه في الخارج بخصوصيّات خارجيّة ، فالنظر في القضاء الى جهة الحكم القاطع من حيث هو. وفي التقدير الى جهة تحقّقه وتميّزه بخصوصيّات معينّة- انّه فكّر وقدّر .. {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} [المدثر: 19، 20]. {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } [الفرقان : 2]. {وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [المزمل : 20] ومن مصاديق التقدير : القدر بمعنى التضييق وبمعنى المبلغ والمقدار المعيّن : فانّ التقدير يلازم تضييقا ما ويقابل الإطلاق والتوسعة ، فالمادّة لا تدلّ على التضيّق والمقدار المعيّن مستقلا ، بل في ظلّ التقدير وفي أثره ، والأصل محفوظ في جميع مشتقّاتها :
{يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ} [العنكبوت : 62]. {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ } [الطلاق : 7]. {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } [الأنعام : 91]. {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق : 3] فالمراد في جميع هذه الموارد : هو التقدير وجعل شيء تحت خصوصيّات وحدود معيّنة ملحوظة ، والمعنى : إنّ اللّٰه تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ، ويجعله تحت حدود وقيود منظورة لمن يشاء. ومن يجعل رزقه تحت حدود معيّنة فلا يضطرب ولينفق ممّا قدّر له. وما يستطيعون أن يقدّروا شأن اللّه تعالى حقّ التقدير.
وقد جعل اللّٰه لكلّ شيء تقديرا مضبوطا معيّنا من جميع الجهات.
وأمّا التعبير بالقدر دون التقدير : فانّ التقدير يدلّ على وقوع الفعل وتعلّقه بالمفعول ، والنظر فيه الى هذه الجهةُ. بخلاف القدر مصدرا فالنظر فيه مجرد حدوث الفعل ، فيستعمل كلّ منهما في مورد يناسبه ، كما في الآيات المذكورة.
9- القدرة يتعلّق بالأفكار والأعمال والأقوال ، فيقال له قدرة في التفكّر وفي الأعمال وفي المنطق ، وهو قادر في هذه الموارد ، بمعنى أنّه إن يشأ يتفكّر أو يعمل أو ينطق :
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام : 91] أي فكرا وقولا.
وأمّا القدر بمعنى ظرف الطبخ : مضافا الى تناسب بينه وبين الأصل ، إنّه مأخوذ من السريانيّة والآراميّة - كما في فرهنگ تطبيقي.
__________________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|