أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-05-2015
![]()
التاريخ: 22-10-2014
![]()
التاريخ: 4-06-2015
![]()
التاريخ: 17-12-2015
![]() |
مقا - فشل : يقولون تَفشّل الماء : سال. والفشل : شيء من أداة الهَودج.
مصبا - فشل فشلا فهو فشل من باب تعب : الجبان الضعيف القلب.
لسا - الفشل : الرجل الضعيف الجبان ، والجمع أفشال. ابن سيده : فشل الرجل : كسل وضعف وتراخى وجبن. ومنه حديث جابر : فينا نزلت- إذ همّت طائفتان منكم أن تفشلا. الليث : رجل فشيل ، وقد فشل يفشل عند الحرب والشدّة : إذا ضعف وذهبت قواه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو التهاون في الإرادة وضعف التصميم من خوف أو غيره. ومن آثاره : الاضطراب والاختلاف وذهاب القوّة والجبن والكسل.
وبهذه المناسبة : تطلق على أداة من الهودج مسترخية لا قوام لها. وعلى الماء السائل باسترخاء لا يتقوّم.
ويدلّ على الأصل استعمالها في الآيات الكريمة في هذا المورد ، كما في قوله تعالى :
{هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [آل عمران : 122] أي اهتمّت الطائفتان أن توجد فيهما التهاون في إرادتهم القاطع ، بأيّ توهّم وتخيّل من الخروج عن الأهل والبلد ، والسفر ، والجهاد ، والمقاتلة ، والخوف ، والخطر ، مع أنّ اللّٰه وليهما على أيّ حالة وفي أيّ صورة.
ومفاهيم الخوف والضعف وذهاب القوّة : لا تناسب بزمان قبل مقابلة العدوّ ، وقبل شروع الجهاد- تبوّئ المؤمنين للقتال.
وفي قوله تعالى :
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ } [آل عمران : 152]. {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ} [الأنفال : 43]. {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا} [الأنفال : 46] قد علّق الفشل بالإحساس وهو الإحاطة والغلبة والنفوذ ، وبما إذا أريهم كثيرا في الرؤيا ، وبالتنازع فيما بينهم.
فانّ الغلبة والنفوذ توجب غرورا وتسامحا ، والتسامح يوجب تهاونا في القاطعيّة. وكذلك رؤية الأعداء كثيرا توجب الوحشة والضعف ، وهكذا التنازع والاختلاف والتفرّق.
وأمّا تقدّم التنازع في الآية الثالثة الأخيرة : فانّ الإطاعة يقابلها التنازع والاختلاف ، ثمّ الفشل بخلاف الغلبة والغرور ، أو الجبن والوحشة فانّها توجب فشلا ثمّ تنازعا.
فالفشل الحادث في أثر هذه الأمور : هو التهاون في قاطعيّة الإرادة والتصميم ، لا الجبن والضعف وأمثالها.
وأيضا إنّ ذهاب الريح في الثالثة : يناسب قاطعيّة الارادة والتصميم ، فانّ الريح هو الجريان المنبعث من امور مادّيّة ، وهو يلازم النفوذ والقدرة ، فيكون في قبال الفشل.
ويستفاد من الآيات الكريمة : أنّ المؤمنين مأمورون بالتوكّل على اللّٰه عزّ وجلّ ، واتّخاذه تعالى وليّا ، وإطاعته وإطاعة رسوله ، والاجتناب عن التنازع ، والاتّحاد والاتّفاق ، والاستقامة والصبر ، وبهذه الصفات تحصل القاطعيّة والنفوذ والغلبة على الأعداء ، والتوفيق في السلوك الى الكمال والسعادة.
وأمّا الفشل : فهو أعظم مانع وأشدّ حجاب للإنسان المؤمن من السلوك الى اللّٰه عزّ وجلّ ، ومن العمل والسير ، في أيّ طريق. ولا سيّما في الأمور الاجتماعيّة ، وفي تحصيل شوكة المسلمين.
ولا يخفى أنّ مفهوم - الجبان الضعيف القلب : قريب ممّا ذكرناه.
____________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
دراسة: حفنة من الجوز يوميا تحميك من سرطان القولون
|
|
|
|
|
تنشيط أول مفاعل ملح منصهر يستعمل الثوريوم في العالم.. سباق "الأرنب والسلحفاة"
|
|
|
|
|
تثميناً لجهودهم.. العتبة العباسية المقدسة تكرِّم اللجنة التحكيمية والجهات المساهمة بمسابقة فنِّ الخطابة
|
|
|