المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

خصائص وقف العقد
2024-03-21
شرابة الراعي .Capsella bursa-pastoris (L.) Medikus
3-1-2021
أول ما نزل من القرآن
12-10-2014
الحذاء الساخنة Hot shoe
19-12-2021
ما بعد المقابلة
9-5-2022
معرفة الواجبات
13-11-2018


أقسام الجهاد  
  
2035   05:53 مساءاً   التاريخ: 6-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القرآن
الجزء والصفحة : ج10 ، ص284-287.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

الجهاد الإسلامي وإن قسَّمهُ المحققون إلى قسمين هما : الجهاد الابتدائي والجهاد الدفاعي ، ولكل منهما فروع اخرى ، ولكن في الواقع‏ حتى الجهاد الإبتدائي يعتبر جهاداً دفاعيّاً كما سيتضح لنا لاحقاً ، وبعد هذه الإشارة نعود إلى آيات القرآن المجيد ، ونتناولها بالبحث والتحقيق :

1- الجهاد الإبتدائي‏

ورد في سورة الحج ، والتي يعتقد بعض المفُسرين أنها أول آية نزلت في الجهاد : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِانَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى‏ نَصْرِهِم لَقَدِيرٌ}. (الحج/ 39)

ثُم يضيف تعالى في توضيح المطلب ويقول : {الَّذِينَ اخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ}.

والتعبير (بالإذن) في الآية يناسب ما ذهب إليه القائلون بأنّها أول آية نزلت في الجهاد ، وتدلّ على عدم وجود مثل هذا الإذن قبل ذلك.

وعلى أيّة حال ، فهي تدلّ بوضوح على أنّ بداية تشريع الجهاد هو الجهاد الدّفاعي في مقابل العدو ، ذلك العدو الذي أجبر المسلمين على الهجرة وترك منازلهم بلا ذنب اقترفوه ، نعم إن كان لهم ذنب فهو الإعتقاد باللَّه تعالى وحده.

ويذهب البعض الآخر من المفسرين إلى أنّ أوّل آية في الجهاد هي قوله تعالى :

{وَقَاتِلُوا فِىِ سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} (البقرة/ 190).

وحتى لو قبلنا هذا الرأي فإنّ أساس الجهاد مبتنٍ على كسر هجوم العدو وعدوانهم ، وكلّ عاقلٍ يدرك أنْ السكوت على عدوان العدو السّفاك لا يتلائم مع أي منطق.

والتّعبير ب «في سبيل اللَّه» يدلُّ على أنّه حتّى الدّفاع الإسلامي ، إنّما يكون للَّه ‏وعلى أساس الموازين الشّرعية الإلهيّة لا طلباً للتَّسلط والجاه والهوى.

هذا أول شكل للجهاد في الإسلام ، ولكن لا ينبغي أن يُفهم من معنى «الجهاد الدّفاعي» أنّ الحكومة الإسلاميّة لابدّ أن تجلس مكتوفة الأيدي بلا حراك حتّى يدخل العدو بيتها ويغزوها في عقر دارها ، ثم تهب للدفاع ، بل على العكس من ذلك ، فبمجرّد أن تشعر باستعداد العدو للهجوم والقتال وأن غرضه هو الإعتداء على بلاد الإسلام ، عليها أن تأخذ بزمام المبادرة وتكسر شوكة العدو وقدرته في مهدها.

2- الجهاد لإخماد نار الفتنة

ورد في قوله تعالى‏ : {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِميِنَ} (البقرة/ 193).

وكما أشرنا فيما سبق فإنَّ في تفسير مصطلح‏ «الفتنة» بين العلماء كلام ، ولكن مهما فسرنا «الفتنة» ، تارةً بإيجاد الفساد ، وإيذاء المؤمنين أو بالشّرك وعبادة الأوثان المقترنة بفرض هذا الإعتقاد على الآخرين ، أو كان بمعنى إضلال وإغواء وخداع المؤمنين ، كلّ ذلك أنواع من الهجوم من قبل العدو على المؤمنين ، ولذا فإنّ الجهاد في مقابل ذلك يأخذ شكلًا دفاعيّاً.

وجملة {فَإِنِ انتَهَوا فَلا عُدوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِميِنَ} تدل بوضوح على أن الهدف هو الحدُّ من ظلم الظّلمة الجائرين.

والملفت للنّظر أنّه ورد في الآية نفس السورة :

{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَاخْرِجُوهُمْ مِّنْ حَيثُ اخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}. (البقرة/ 191)

فهذه الآية وبملاحظة الآية السّابقة الّتي تتحدث عن المشركين المهاجمين ، تدعو بصراحة إلى قتال ومحاربة أولئك الذين أغاروا على المسلمين وأخرجوهم من ديارهم ومنازلهم والذين لا يمتنعون من ارتكاب أي جريمة في حقّ المسلمين خاصّة من أجل تغيير عقيدتهم ، فكانوا يمارسون الضّغوط والتّعذيب الوحشي ضدّهم ، فالقرآن لا يجيز قتال هؤلاء فحسب ، بل إنّه يوجب ذلك عليهم.

والفتنة وإن فُسَّرت في بعض الأحاديث وكلمات جمعٍ من المفسرين بالشّرك وعبادة الأوثان ، ولكن قرائن كثيرة في هذه الآية والآيات السّابقة واللاحقة تدلّ بوضوح على أنّه لم يكن المنّظور منها الشّرك أبداً ، بل أعمالٌ كأعمال مشركي مكّة الّذين كانوا دائماً يمارسون الضّغوط والتّعذيب ضدّ المسلمين لتغيير عقيدتهم ، ولذا ورد في تفسير «المنار» في معنى الآية قوله : «حتّى لا تكونَ لَهُم قوَّة يفتنونَكُم بها ويؤذونكُم لأجلِ الدّين ويمنعونكم من إظهارهِ أو الدّعوة إليه» (1).

ولا شكَّ في أنّ مثل هذه الفتنة وسلب الحريات والتّعذيب والضّغوط لتغيير العقيدة ودين اللَّه أشدُّ من القتل.

وعليه فجملة «ويكون الدّينُ كُلُّهُ للَّه‏» إشارة إلى أنّ رفع الفتنة إنّما يكون في أن يعبد شخص خالقه بحرية ، وأن لا يخشى أحداً ، لا أنْ يكون المشّركون أحراراً في عبادة الأوثان فيبدلوا الكعبة إلى محل عبادة الأصنام ، ويُسلَبُ المسلمون حقّ قول‏ «اللَّه أكبر» و «لا إله إلّا اللَّه» علناً.

وعلى أيّة حال ، فالآيات «190» و «191» و «193» من هذه السّورة والمرتبطة بعضها مع البعض الآخر ، تدلّ جميعاً على أنّ إخماد نار الفتنة باعتباره هدفاً للجهاد الإسلامي له جنبة دفاعيّة في الواقع ، ويحفظ المسلمين في مقابل الهجمة الثّقافيّة والاجتماعيّة والعسكريّة لأعداء الإسلام.

3- الجهاد لحمايّة المظلومين‏

يدعو القرآن الكريم المسلمين إلى الجهاد من أجل حماية المظلومين وقتال الظالمين وتقول : {وَمالَكُمْ لَا تُقاتِلُونَ فِي سَبيلِ اللَّهِ والْمُسْتَضْعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا اخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَليّاً وَاجْعَلْ لَّنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصيراً} (النساء/ 75).

ففي الآية أوّلًا دعوة للجهاد في سبيل اللَّه ، ثُمّ تعقب مباشرة بالكلام عن المستضعفين والمظلومين الذين مارس الأعداء القساة معهم أشدَّ الضّغوط حتى أجلوهم عن وطنهم وديارهم ومنازلهم وأهليهم ، ويبدو أنّ هذين المعْنيين يعودان في الواقع إلى معنى واحد ، إذ إنّ نصرة مثل هؤلاء المظلومين مصداق واضح من مصاديق‏ الجهاد في سبيل اللَّه.

وينبغي أن لا نغفل عن الفرق الواضح بين‏ «المستضعف» والضّعيف ، فالضّعيف يطلق على الشّخص العاجز ، أمّا المستضعف فهو الشّخص الذي أُضطهد على يد الظّلمة الجائرين ، سواءً كان اضطهاداً فكرّياً أو اجتماعيّاً أو اقتصادياً أو سياسيّاً (إلتفتوا جيداً).

ومن الواضح أنّ هذا الجهاد جهادٌ دفاعي أيضاً ، وهو الدّفاع عن المظلومين ضد الظّالمين.

والأهداف الثّلاثة المذكورة ، هي أهم أهداف الجهاد الإسلامي ، وبالرغم من تقسيمه إلى قسمين (الجهاد الابتدائي والجهاد الدّفاعي) إلّا أنّ حقيقتهما دفاعيّة- ولهذا لا نجد في تاريخ الإسلام مورداً واحداً يدلّ على استعداد الكافرين للعيش بصلح وسلام مع المسلمين ومواجهة ذلك بالرّد والرّفض من قبل الإسلام.

واليوم أيضاً ، ليس للحكومة الإسلاميّة هدف عدواني ضد أحدٍ ، ومالم تفرض عليها الحرب فإنّها لا تقاتل أحداً أبداً ، ولكنّها تعتقد أنّ الدّفاع عن المظلومين من أهم وظائفها ومسؤولياتها ، وأنّ حبّ الفتنة وإيجاد الرّعب والوحشة والتّضييق والضغوط وسلب الحريات من قبل أعداء الإسلام نوعٌ من أنواع إعلان الحرب ، ولذا تعتبر نفسها مسؤولة عن الدّفاع ضد المعتدين.

ونكرر ثانية ، إنّ مفهوم الدّفاع ليس أنْ يجلس الإنسان مكتوف الأيدي حتّى يُغزى‏ في عقر داره ، بل عليه أنْ يتحرك إيجابياً ضدّ تحركات الأعداء ويحفظ قدرته العسكريّة القتاليّة وخاصة في الظرّوف الحسّاسة ، وأنْ يبادر بضرب الأعداء قبل أن يفاجئه العدو المتآمر.

________________________
(1) تفسير المنار ، ج 2 ، ص 211.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .