أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2014
6014
التاريخ: 25-11-2015
5937
التاريخ: 25-11-2015
5672
التاريخ: 8-7-2016
5407
|
غالباً ما يُطرح هذا السؤال من قبل عامّة النّاس وهو : إذا لم يكن للَّه تعالى مكانٌ معيّنٌ فلماذا ننظر إلى السماء أثناء الدعاء ؟ ونرفع أيدينا نحو السماء ؟ فهل هو سبحانه موجودٌ في السماء «والعياذ باللَّه» ؟
وقد طُرح هذا السؤال في زمان الأئمّة المعصومين عليهم السلام أيضاً ، فقد روى «هشام بن الحكم» أنّ زنديقاً دخل على الإمام الصادق عليه السلام وسأله عن آية «الرحمن على العرش استوى».
فأجابه الإمام عليه السلام موضحّاً : «.... ونفينا أن يكون العرش أو الكرسي حاوياً له ، وأن يكون عزّ وجلّ محتاجاً إلى شيء مما خلق ، بل خلقه محتاجون إليه».
فقال السائل : إذن ، لا فرق في أن ترفعوا أيديكم أثناء الدعاء إلى السماء أو تنزلوها إلى الأرض!
فقال الإمام عليه السلام : «ذلك في علمه واحاطته وقدرته سواء ، ولكنه عزَّ وجلّ أمر أولياءه
وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش ، لأنّه جعله معدن الرزق ، فثبتنا ما ثبته القرآن والأخبار عن الرسول صلى الله عليه و آله حيث قال : ارفعوا أيديكم إلى اللَّه عزّ وجلّ ، وهذا يجمع عليه فرق الأمة كلها» (1).
ورد في الخصال عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، في حديثٍ آخر أنّه قال : «إذا فرغ أحدكم من الصلوة فليرفع يديه إلى السماء ، ولينصبّ في الدعاء. فقال ابن سبأ : يا أمير المؤمنين أليس اللَّه عز وجلّ في كل مكان؟ قال : بلى ، قال : فلم يرفع يديه إلى السماء؟ فقال : أو ما تقرأ : «وفي السماء رزقكم وما توعدون» فمن أين تطلب الرزق إلّا من موضع الرزق وما وعد اللَّه عزّ وجلّ في السماء» (2).
وطبقاً لما جاء في هذه الروايات فإنّ أغلب أرزاق الناس تنزل من السماء ، (فالمطر الذي يُحيي الأرض الميتة ينزلُ من السماء ، ونور الشمس الذي يُعَدُّ منبعاً للحياة ، يشعُ من السماء ، والهواء الذي يُعد العامل المهم الثالث للحياة ، موجود في السماء ، فإنّ السماء عُرفَتْ كمعدنٍ للبركات والأرزاق الإلهيّة ، وتُرفَعُ الأيدي نحوها عند الدعاء طلباً ورجاءً من خالق ومالك كل تلك الأرزاق في حل المعضلات.
ويُستنتج من بعض الأخبار أيضاً أنّ هذا المفهوم لا ينحصر بالمسلمين فقط ، بل كان موجوداً في بقية الأُمم كذلك ، كما نقل المرحوم (الفيض الكاشاني) في كتاب المحجّة البيضاء عن (مالك بن دينار) أنّه قال : أصاب الناس من بني اسرائيل قحط ، فخرجوا مراراً فأوحى اللَّه تعالى إلى نبيّهم أن أخبرهم : «إنّما تخرجون إليَّ بأبدان نجسه ، وترفعون إليَّ اكفّاً قد سفكتم بها الدماء ، وملأتم بطونكم من الحرام الآن قد اشتد غضبي عليكم ولن تزدادوا منّي إلّا بعداً» (3).
ويستنتج من بعض الروايات وجود فلسفة اخرى لهذا العمل وهو إظهار الخضوع والتذَلُّل للباري ، لأنّ الإنسان يرفع يديه حينما يظهر خضوعه واستسلامه لشخص أو شيء معين.
وفي حديثٍ للإمام الباقر عليه السلام في تفسير آية {فما استكانوا لربّهم وما يتضرّعون}.
فقال عليه السلام : «الاستكانة هو الخضوع ، والتضرع هو رفع اليدين والتضرع بهما» (4).
________________________
(1) بحار الأنوار ، ج 3 ، ص 330 ؛ توحيد الصدوق ، ج 1 ، ص 248 ، الباب 36.
(2) بحار الأنوار ، ج 90 ، ص 308 ، ح 7 ، وقد ورد الحديثان السابقان في تفسير نور الثقلين ، ج 5 ، ص 124- 125.
(3) المحجة البيضاء ، ج 2 ، ص 298.
(4) أصول الكافي ، ج 2 ، ص 479 (باب الرغبة والرجعة) ح 2.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|