مفهوم طبيعة العمل في الإخراج التلفزيوني

الإخراج التلفزيوني من الفنون الأساسية في الإذاعة والتلفزيون، ويمكن وصفه بأنه:

1. "وجه من أوجه النشاط الإعلامي وعمل من أعمال الاستعراض يمثل مرحلة رئيسية من مراحل الإنتاج الفني المرئي والمسموع، ويحظى بأهمية كبيرة في برامج الإقناع"، ومن هذا المنطلق تقع على عاتق المخرج مسؤوليات كبيرة تفرض عليه أن يقوم بأدوار عديدة خلال كل مراحل الإنتاج، فنجده يأخذ دور المونتير، ويقوم بضبط التوقيتات في عمليات التسجيل والتصوير وترتيب عمليات المزج، ويلم بحركات الكاميرا ويراجع النصوص ويضبط الحوار ويستطلع أماكن التسجيل وتصوير المشاهد، ويشترك مع المونتير في توليف المشاهد من خلال وضع كل مشهد في المكان الملائم له.

2. هو فن بحد ذاته يتطلب الإبداع في تحويل نص مكتوب إلى متتالية سمعية بصرية تشغل حيزاً زمنياً محدداً على شاشة التلفزيون، أي إخراج العمل إلى حيز الوجود بشكل مقبول يتلاءم مع رغبات واهتمامات المشاهدين ومعبراً عن آراء شخص أو مجموعة أشخاص أو حتى مجتمع بكامله، كما يقدم قيمة جمالية إبداعية، ولعل المصطلح الفرنسي لعملية الإخراج Realization هو أقرب المصطلحات إلى حقيقة مهمة الإخراج، فالمصطلح يعني التحقيق أي تحويل الشيء إلى حقيقة واقعة، في حين تتناول المصطلحات الأنغلوساكسونية جانباً آخر أو عملاً آخر من أعمال المخرج مثل الإدارة أو التوجيه أو الإنتاج.

3. استفاد التلفزيون من تقنيات المسرح والسينما والإذاعة، فقد أخذ عن السينما الشاشة وطريقة التعبير والحركة وأخذ عن المسرح الحركة والحوار وتطور الحدث والتمثيل وقوانين الإنتاج المركب، وأخذ عن الإذاعة المقدرة على الانتشار الواسع.

وبذلك تبلورت للإخراج التلفزيوني أساليب خاصة هي مزيج من الإخراج المسرحي والسينمائي والإذاعي إضافة إلى حصيلة تجارب المخرجين في التعامل مع الإنتاج التلفزيوني.