إخراج برامج المنوعات

تعتمد برامج المنوعات - بمختلف أشكالها وقوالبها - على المخرج الذي يمسك بالفقرات المختلفة والربط فيما بينها بشكل يحقق إحداث التأثير الذي يسعى إليه البرنامج، والمخرج هنا يتحكم في التوليف بين مكونات البرنامج المختلفة من أصوات وموسيقا ومؤثرات ودمجها في شكل خفيف ومحبب للمستمعين.

ويسعى المخرج الإذاعي إلى تحقيق خصائص عدة تميز برامج المنوعات وهي:

1. التنوع ويعد عنصراً أساسياً ومميزاً لبرامج المنوعات، فهي تعتمد على استخدام مختلف الأشكال والقوالب والعناصر الإذاعية ( موسيقا - مقابلات – دراما) كما يمتد التنوع داخل كل شكل من هذه الأشكال والمضامين المختلفة، فقد تكون الموسيقا قد تكون (كلاسيكية - خفيفة - شعبية)، وأيضاً تختلف الدراما المستخدمة باختلاف الوظيفة التي تلعبها في إطار البرنامج.

2. سرعة الإيقاع: يلعب عنصر الإيقاع السريع دوراً مهماً في برامج المنوعات، حيث يساهم الإيقاع السريع في تصعيد عنصري التباين والتنوع لفقرات البرنامج، وهما من أهم سمات المضمون الترفيهي، وقد يكون البرنامج عبارة عن فقرة واحدة إلا أن عنصر سرعة الإيقاع يمكن تحقيقه عبر طبيعة الموضوع الذي تدور حوله الحلقة من خلال الانتقال من جزئية إلى أخرى حتى يتصاعد عنصر الجاذبية والتشويق.

ويحدد المخرج إيقاع برنامج المنوعات وفقاً للأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، ويتم ذلك من خلال التحكم في عناصر عديدة في البرنامج الإذاعي، وهي:

أ. معالجة النص: أي تحديد طول المقطع الصوتي وطول الجمل المستخدمة.

ب. الإلقاء أو الأداء الصوتي: ذلك أن النغمة السريعة المرتفعة ينتج عنها إيقاع سريع إذا ما قورنت بالنغمات البطيئة والأصوات المنخفضة.

ج. طريقة التقديم: حيث تلعب شخصية مقدم برنامج المنوعات وأسلوبه دوراً كبيراً في تحقيق الإيقاع السريع للبرنامج، كما أن حركة مقدم البرنامج واستخدامه لميكرفون الإذاعة، وقدرته على نقل الميكرفون من ضيف إلى آخر يتحكم في إيقاع البرنامج.

د. استخدام الموسيقا والمؤثرات يحدد مخرج برنامج المنوعات الموسيقا والمؤثرات التي سوف يستخدمها، ولا بد من أن يتناسب هذا الاختيار مع طبيعة الإيقاع الذي يحدده المخرج لبرنامجه، ويمكن القول إن الموسيقا والمؤثرات الصوتية هي أكثر عناصر تحديد إيقاع البرنامج أهمية.

3. تحقيق التزاوج بين الترفيه والتثقيف: يخطئ من يظن أن برامج المنوعات تسعى إلى الترفيه عن المستمعين وإضحاكهم فقط، صحيح أن هذا أحد الأهداف التي تسعى إليها الإذاعة ووسائل الإعلام الأخرى، إلا أن "الإضحاك لا ينبغي أن يكون غاية في حد ذاته، وإذا كانت "الفكاهة" قالباً مقبولاً لدى الناس، فما المانع من استخدام هذا القالب لتحقيق هدف أسمى؟

ومن هنا تسعى برامج المنوعات في الإذاعة إلى تحقيق هدف مزدوج يصل إلى التثقيف من خلال الترفيه، كما يتنوع مضمون برنامج المنوعات بين تقديم كثير من الثقافة والمعلومات والكثير من الفكاهة والتسلية في آن واحد، ولا شك في أن هذا هو المعادلة الصعبة والتحدي الأساس الذي يواجه معدي ومخرجي برامج المنوعات، فإذا توصلوا إلى حل هذه المعادلة، فإنهم يكونون قد وضعوا أصابعهم على المفتاح السحري لتحقيق أكبر نجاح لوظيفة الإذاعة في مختلف

المجتمعات.