لقد أصبح الإعلام في العصر الحديث إحدى الوسائل الأساسية لبناء شخصية الدولة على النطاق العالمي فإن العلاقات المتشابكة الآن بين دول العالم تجعل مكمل دولة في حاجة ماسة إلى كسب تأييد الرأي العالمي حتى تصل من وراء ذلك إلى الفوز بالتأييد الدولي المعنوي أو المادي لقضاياها. ووسائل التأثير في الرأي الهام العالمي كثيرة مختلفة ولكنها في معظمها تحتاج إلى رصيد الكثير من الاعتمادات والإنفاق بنقد محلي أو أجنبي ومن هذه الوسائل: الإذاعات الموجهة، والصحافة العالمية، والاشتراك في المؤتمرات والمعارض الدولية، وإرسال البعثات والوفود أو استضافتها فهل يمكن للسياحة أن تلعب دوراً في هذا المجال وما هي أهمية هذا الدور؟

لا شك أن المشاهدة على الطبيعة أقوى وسيلة للإقناع ومن ثم فهي أقوى العوامل التي تؤثر في توجيه الرأي وكسب التأييد فهي في هذا شأنها شأن التجارية المباشرة.

إذاً السياحة مرآة عاكسة للتطور والطموح والإنجاز الحضاري لأي مجتمع، تعكس شخصيته المتميزة وتساعد في تحديد مكانته وصورته في نظر الأخرين، لدرجة أصبح كثير من الدول يعني بدبلوماسية السياحة ومحاولة استقلالها في تحسين صورتها الخارجية. كما تعني الدول والمجتمعات بحفظ وحماية إرثها وتراثها الحضاري وكان من أكبر فوائد السياحة بعث الاهتمام بهذا التراث والثروات الوطنية الإقليمية المتمثلة في الآثار الاجتماعية والعمران التقليدي والعادات والتقاليد المتوارثة والملابس والأزياء والصناعات القديمة والحرف اليدوية والأداب والفنون والفلكلور والحياة الفطرية والمناظر الطبيعية وغير ذلك وأيضاً هناك اهتمام أكبر بالإنجاز الحضاري الراهن المتمثل في المعارض الصناعية العلمية الدولية التي صارت من أكبر جوانب السياحة في العصر الحديث مثل: معارض الطائرات والسيارات ووسائل الاتصال والكمبيوترات والمعارض الصناعية الزراعية. كما أن السياحة يمكن أن تنمي لدى الإنسان فكرة احترام وتقدير البيئة الطبيعية وما ترمزه له من فرص ترويحية وقيم جمالية. كما تقوم السياحة بدور هام في تغيير مظاهر المشهد الحضاري بالمنطقة من خلال مساعدتها في تطويره من نهضة عمرانية تتمثل في الفنادق الحديثة والفلل والشقق المفروشة، والبيوت الثابتة التي يبنيها أثرياء المدن في المناطق السياحية ليشغلوها في مواسم السياحة والمطاعم وغير ذلك. هذه النهضة العمرانية عادة تتمثل روح العمران الحديث وبالتالي تدخل معها بذور التحديث في المنطقة.

ومن جهة أخرى أيضاً فإن السياح والذين يقدمون عادة من مناطق متطورة تصبياً (المدن) يحملون معهم أفكار وروح التطور والتحديث إلى المناطق الهامشية التي يزورونها بما يساعدهم في تهيئة سكان تلك المناطق لتقبل التطور والاستفادة منه .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) د. عبد الوهاب صلاح الدين - تخطيط السياحي الدار القومية للطباعة والنشر (العدد /2 / ص 24 25).290 الآثار الإيجابية والسلبية للسياحة

(1) إذا من خلال السياحة يبرز البلد آثار حضارته وعراقة شعبه ومنجزاته كما يطرح قضاياه الوطنية من خلال الحوار المباشر بين السائح والمواطن.

(1) شمسون ندیم - 2002 - الجمعية الجغرافية السياحية، بدمشق ص (70).