إذا أردت أن تعرف إن كان شخص ما سعيدا فلا تسأله عن رصيده في البنك، ولا تسأله عن راتبه، بل أسأله عن أصدقائه.

تشارك اثنان من المستشارين الماليين في الأعمال مدة تزيد على عقد من الزمن؛ وبعدئذ انقلبت أحوال السوق؛ لقد وضعا ما يمتلكانه كله في الأعمال، إلا أن ذلك لم يكن كافيا وسرعان ما خسرا أعمالهما وما يملكانه كله. وعندما حان الوقت لجمع الفتات فكر كلاهما في المال المفقود، وفقدا في خضم هذه العملية صداقتهما.

ألقى كل منهما اللائمة على الآخر في الكارثة المالية. وبعد مقاطعة دامت ما يزيد عن سنة التقيا لتناول العشاء معا، واعترف كل منهما للآخر أنه تكبَّد خسارة فادحة ولم تكن خسارة الأموال بل كانت صداقتهما. قال أحدهما للآخر: (إن المال شبيه بالقفازات، والصداقة شبيهة باليد فأحدهما مفيد لكن الأخرى هي الأهم).

وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن السعادة أمر يصعب تفسيره، أو أنها تعتمد على امتلاك ثروة كبيرة. فقد حدد الباحثون العناصر الأساسية في الحياة السعيدة، وتكمن في تعاطف الأصدقاء ودفء الأسرة المتلاحمة، والعلاقة الطيبة مع زملاء العمل والجيران، فهذه العناصر مجتمعة تشكل 70% من السعادة الشخصية.