أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-07
![]()
التاريخ: 2024-07-08
![]()
التاريخ: 2024-02-09
![]()
التاريخ: 2024-04-25
![]() |
ولدينا من عهد «رعمسيس الثاني» مادة غزيرة ولكنها على الرغم من غزارتها لا تقدم لنا شيئًا يُذْكَرُ عن الحوادث التاريخية في موضوعنا. فلا نجد المناظر العدة الدالة على حروب نوبية ما يمكن أن نستخلص منه تاريخًا معينًا أو مكانًا معروفًا وقعت فيه حروب بوجه عام.
والرسوم الخاصة بالمناظر الحربية نجدها في ثلاثة معابد وهي «أبو سمبل» و«بيت الوالي» و«الدر»(1).
ففي «أبو سمبل» مُثِّلَ ضَرْبُ أحد ممثلي أهل الجنوب كما مثل موكب الظفر بعد النصر وسوق الأسرى(2) ويلفت النظر في النقوش التابعة للمنظر أنها تتحدث عن أهل الشمال أيضًا، فمثلًا نجد مع موكب المظفر: «أنه (أي الملك) لهيب نار عندما تندلع دون أن يوجد ماء لإطفائها»(3) وفي منظر الاستعراض نقرأ: «إحضار جزية بوساطة الإله الطيب (أي الملك) لوالده «آمون رع» بعد أن خرب الأراضي الأجنبية الثائرة وهزم النوبيين في عقر دارهم وتشمل (الجزية) فضة وذهبًا ولازوردًا وفيروزجًا وكل الأحجار الكريمة الفاخرة وهي التي أخذها بقوته ونصره على كل بلاد أجنبية». والكتابة التي على الأسرى هي: «إن عظماء كوش الخاسئة أحضرهم جلالته بنصره من أرض كوش ليملأ بهم بيت أعمال والده الفاخر «آمون رع» سيد الكرنك …». ونجد مثل هذه الجمل مع أسماء أخرى من أهل الشمال (4). وهذا مما يقلل من قيمتها بوصفها مصادر عن حملة حربية أو أنها نوع من المحاصيل الجنوبية التي غنمت في ساحة القتال.
أما في «بيت الوالي» فنجد تسلم جزية كبيرة ومنظر واقعة حربية (5)، وهذا المنظر الأخير له نظيره في «الدر» (6) ونشاهد في هذا المنظر الملك يقبض وهو في عربته على النوبيين الهاربين. وعلى اليسار من ذلك بلدة نوبية تحت شجر النخيل ونشاهد كذلك امرأة جالسة تنوح أمام كوخ وبجوارها راعٍ معه قطيعه وجريح حمل إلى هذا المكان من موقعة القتال.
والواقع أن تأليف هذا المنظر قد أُخِذَ عن مناظر مواقع قديمة، وأكثر من ذلك نجد أن بعض تفاصيله قد صُوِّرَ في مصادرَ قديمة (7). وقد جاء مع منظر القرية النوبية ما يأتي: «كل عدو (؟) قال: «لا تجعل الأسد يخرجه من الوادي … «رعمسيس الثاني»»، ومعنى هذه العبارة نجده في منظر موكب الظفر الخاص بالملك «حور محب» في «السلسلة» ففيه نقرأ مع رجل وامرأة نائمة على رجل أُخِذَ في الأسر: «آه أنتم أيها الأطفال الذين كانوا كبارًا في قلوبهم يا من نَسُوا ما قد قيل لهم من قبل لا تجعل الأسد يخرج ويدخل بلاد كوش» (8).
ومن ثَمَّ نرى أنه ليس لدينا مصدر وثيق عن حملة حربية قام بها «رعمسيس» على بلاد النوبة وعلى ذلك فإن هذه المناظر التقليدية التي نجدها في المعابد ليست ذات بالٍ ولا يُعْتَمَدُ عليها (9). هذا ولدينا كذلك لوحة (10) على صخور الطريق الممتدة بين «أسوان» و«الفيلة» مؤرخة بالسنة الثانية الشهر الثالث من فصل الصيف اليوم السادس والعشرين، ولا يمكن أن يكون هذا التأريخ لحملة حربية لأن المتن لا يحتوي إلا على جمل عادية تشير إلى انتصار في الشمال أيضًا، فإذا كان المتن يتناول في الواقع موضوع حملة حربية معينة لجاء ذكرها صراحة فيه كما هو المنتظر.
والواقع أن كثيرًا من الألقاب والنعوت التقليدية كانت لا معني لها قط في العلاقات السياسية الغابرة، وذلك أنه عندما يفكر الانسان في أن بلاد النوبة كانت إقليمًا مصريًّا اقتصاديًّا علي جانب عظيم من الأهمية يدير شئونها موظفون من قبل الملك ولم يكن للأمراء المحليين بالتأكيد بعدُ إلا دور غير هامٍّ في هذه الإدارة؛ يجد أنه لم يكن لهؤلاء الأمراء أية قوة يجابهون بها المصريين اللهم إلا بعض زعماء من قبائل البدو كانوا يقومون في وجه المصالح المصرية، وعلي ذلك فإنه لا ينبغي أن تكون الجمل التي ذُكِرَتْ صورة تمثل السياسة المصرية في الجنوب مثل: «الملك الثور القوي ضد كوش الخاسئة، ومن خواره يخترق بلاد النوبة، ومن حافره يدوس النوبيين، ومن قرنه يخترقهم عندما يستولي بقوة على «خنت-حن-نفر» ومن الفزع منه يصل إلى «كاراي»»، أو «من يجعل أرض كوش لا شيء» (11) فكل هذه ليس إلا جملًا جوفاء تقليدية.
وفي بلدة «العمارة القديمة» (12) عُثِرَ حديثًا على مناظر في داخل البوابة لها قيمتها الأثرية وهي من عهد «رعمسيس الثاني» فعلى الجدار الجنوبي نجد المنظر المبتذل الذي يُمَثَّلُ فيه «رعمسيس الثاني» يهجم بعربته على مجموع من النوبيين الذين فقدوا النظام في صفوفهم، وعلى الجدار الشمالي صُوِّرَتْ عودة الفرعون منتصرًا، ففي نهاية الشرق يتقدم «رعمسيس الثاني» جنودًا وهو ممتطٍ عربته في حين نشاهد خلفه من جهة الغرب على الباب الجانبي ثلاثة من أولاده هم «مرنبتاح» و«ستمويا» وثالث فُقِدَ اسمه يقودون أسرى نوبيين. ومع ذلك نجد متنًا قصيرًا مؤلَّفًا من سطرين سُجِّلَ فيه أن الحملة قد وُجِّهَتْ على أرض «أرم» النوبية وبه ما يزيد على سبعة آلاف أسير. وهذا المتن القصير تدل شواهده على أنه سجل تاريخي أصلي، وعلى ذلك فإنه يُعَدُّ أول سجل معروف لدينا عن حملة قام بها «رعمسيس الثاني» على بلاد «أرم»؛ بل الواقع أن هذه الحملة تُعَدُّ أول حملة حقيقية تاريخية لهذا الفرعون في بلاد النوبة. ومن جهة أخرى قد كُشِفَ في «العمارة» على سجل عن حملة قام بها «سيتي الأول» على بلاد «أرم» (13).
.........................................
1- راجع مصر القديمة الجزء السادس ص 241–243.
2- راجع: Wreszinski, Atlas, II, 180, 171, 184, a; Br., A.R., III § 450 ff.
3- راجع: wresz,. , Ibid, 181.
4- راجع: Wresz. Ibid, Pl, 179.
5- راجع: Wresz., Ibid, 165-168.
6- راجع: Wresz., Ibid, 168 a.
7- راجع: Jaquier, Fouilles à saqqarah, La Monument Funerire de Pepi II, Tome. II, Le Temple, P. 14; Comp. Kees, O.L.Z. (1941), p. 106.
8- راجع: Brmus., Hierog. Texts, VIII, P. 22, Pl, XX.
9- راجع: Roeder, Betel Wali, P. 161.
10- راجع: L.D., III, 1759.
11- راجع: Kuban stele, L. 4; Abu Simbel Hymnes Ramses II, L.D., III, p. 195 a
12- راجع: J.E.A., Vol, 35, p. 8.
13- راجع: J.E.A., Vol. XXIII pls. 13, 19 cf Pl. 15, 1.
|
|
هل يمكن أن تكون الطماطم مفتاح الوقاية من السرطان؟
|
|
|
|
|
اكتشاف عرائس"غريبة" عمرها 2400 عام على قمة هرم بالسلفادور
|
|
|
|
|
رئيس هيأة التربية والتعليم يطَّلع على سير الأعمال في المبنى الجديد لجامعة العميد
|
|
|