أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
2255
التاريخ: 17-10-2014
2674
التاريخ: 2024-06-29
579
التاريخ: 2023-05-02
5950
|
لقد ذكرت أهميّة استثنائية للشورى في الأحاديث الإسلامية ، سواءً تلك التي نقلت عن شخص الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ، أو عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، لدرجةٍ اعتُبرت معها مسألة الشورى في الحديث النبوي الشريف إحدى أسباب إحياء المجتمع ، وتركها يُشكل إحدى أسباب موت المجتمع إذ قال صلى الله عليه وآله :
«إذا كانَ امَراؤُكُمْ خِيارَكُمْ وَاغْنِياؤُكُمْ سُمَحاؤَكُمْ وَأمْرُكُمْ شُورى بَيْنَكُمْ فَظَهْرُ الأرْضِ خَيرٌ لَكُمْ مِنْ بَطْنِها ، وَإذا كانَ امَراؤُكُمْ شِرارَكُمْ وَأغْنياؤُكُمْ بُخَلاؤُكُمْ وَلَمْ يَكُنْ أمْرُكُمْ شُورى بَيْنَكُمْ فَبَطْنُ الأرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ظَهْرِها» (1).
وبلغت أهميّة الشورى إلى درجة أن قال عنها الإمام علي عليه السلام :
«الإسْتِشارَةُ عَيْنُ الْهِدايَةِ ، وَقَدْ خاطَرَ مَنْ اسْتَغنى بِرَأيِهِ» (2).
ونقرأ في حديث آخر عن الإمام علي عليه السلام أيضاً أنّه قال :
«لا يَسْتغنِي الْعاقِلُ عَنِ الْمُشاوَرَةِ» (3).
والسببُ في ذلك واضحٌ أيضاً ، وجاء ذلك في تعبير جميل ورد في بعض الروايات عن الإمام علي عليه السلام في هذا المجال إذ قال :
«حَقّ عَلى العاقِلِ أنْ يُضيفَ إلى رَأيِهِ رَأيَ الْعُقَلاءِ وَيَضُمَّ إلى عِلْمِهِ عُلُومَ الَحُكَماءِ» (4).
وجاءَ في حديث آخر أيضاً عن الإمام علي عليه السلام أنّه قال :
«من شاورَ ذوي العقول استضاءَ بأنوار العقولِ» (5).
وبناءً على ذلك ، فالمشاورة هي السبب في إضافة عقول الآخرين وعلومهم وتجاربهم إلى عقل المرء وعلمه وتجربته ، إذ إنّ الإنسان في هذه الحالة قليلًا ما يقع في الخطأ والانحراف. والاحاديث الواردة في هذا المجال كثيرة جدّاً ، ونختتم هذا البحث المختصر بحديث آخر عن النّبي الأكرم صلى الله عليه وآله ، وحديث عن الإمام علي عليه السلام.
قال النّبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله :
«لا مظاهرةَ أوثقُ من المشاورةِ» (6).
وقال الإمام علي عليه السلام :
«شاور ذوي العقولِ تأمنْ من الزَّللِ والنَّدم» (7).
وهناك ملاحظة أخرى جديرة بالإشارة إليها ، إذ ليس من الضروري أن يكون مستوى الذين نشاورهم أرفع درجةً من المشاورين أنفسهم ، والدليل على ذلك مشاورة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله لأصحابه ، ولربما نجد أفراداً بسطاء يمتلكون من العقل والفطنة الفطرية ما يجعل مشاورتهم تحل الكثير من المعضلات ، كما ورد ذلك في حديث عن الإمام علي بن موسى الرّضا عليه السلام ، إنّه دار الحديث ذات مرّةٍ في مجلسه عليه السلام عن أبيه المعصوم عليه السلام فقال : «إنَّ اللَّه تبارك وتعالى ربَّما فتح على لسانِهِ» (8).
ونختتم الحديث حول أهميّة المشاورة بأبيات من الشعر الحسن لأحد الشعراء العرب إذ يقول :
أَقرِنْ برأيكَ رَأي غيركَ واسْتَشِر فالحقُّ لا يخفى على الإثنينِ
للمرءِ مِرآة تريهِ وجههُ ويرى قفاهُ بجمعِ مرآتيْنِ
أي أنّ المرآة الواحدة تريه جانباً منه ، فإذا أراد أن يرى جوانب متعددة فعليه بمرآتين.
_______________________
(1) تحف العقول ، باب الأحاديث القصيرة للنّبي صلى الله عليه وآله ، ح 13.
(2) بحار الأنوار ، ج 75 ، ص 42 ، ح 10.
(3) غرر الحكم.
(4) المصدر السابق.
(5) المصدر السابق.
(6) بحار الأنوار ، ج 75 ، ص 100.
(7) غرر الحكم.
(8) ميزان الحكمة ، ج 5 ، ص 211.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|