المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18273 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



حرمة الزواج من زوجات النبي  
  
51   01:38 صباحاً   التاريخ: 2025-01-30
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 6 ص117-121.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / آيات الأحكام / المعاملات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014 2080
التاريخ: 2023-11-13 1565
التاريخ: 17-12-2015 5189
التاريخ: 25-11-2014 2334

حرمة الزواج من زوجات النبي

 

قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) } [الأحزاب: 53، 54].

1 - قال عبد اللّه بن عباس : أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تزوج زينب بنت جحش ، فأولم ، وكانت وليمته الحيس « 1 » ، وكان يدعو عشرة عشرة ، فكانوا إذا أصابوا طعام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم استأنسوا إلى حديثه ، واستغنموا النظر إلى وجهه ، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يشتهي أن يخفّفوا عنه فيخلو له المنزل ، لأنه حديث عهد بعرس ، وكان يكره أذى المؤمنين له ، فأنزل اللّه عزّ وجلّ : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ }، فلما نزلت هذه الآية ، كان الناس إذا أصابوا طعام نبيّهم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لم يلبثوا أن يخرجوا .

قال : فلبث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سبعة أيام بلياليهنّ عند زينب بنت جحش ، ثم تحول إلى بيت أم سلمة بنت أبي أميّة ، وكانت ليلتها وصبيحة يومها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، قال : فلما تعالى النهار انتهى علي عليه السّلام إلى الباب ، فدقّه دقا خفيفا له ، عرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم دقّه ، وأنكرته أم سلمة . فقال لها : « يا أم سلمة ، قومي فافتحي له الباب » فقالت : يا رسول اللّه ، من هذا الذي يبلغ من خطره أن أقوم له فافتح له الباب ، وقد نزل فينا بالأمس ما قد نزل من قول اللّه عزّ وجلّ : {وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ }، فمن هذا الذي بلغ من خطره أن أستقبله بمحاسني ومعاصمي ؟

قال : فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كهيئة المغضب : {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] ، قومي فافتحي له الباب ، فإن بالباب رجلا ليس بالخرق « 2 » ، ولا بالنزق « 3 » ، ولا بالعجول في أمره ، يحب اللّه ورسوله ، ويحبه اللّه ورسوله ، وليس بفاتح الباب حتى يتوارى عنه الوطء » . فقامت أم سلمة وهي لا تدري من بالباب ، غير أنها قد حفظت النعت والمدح ، فمشت نحو الباب وهي تقول : بخ ، بخ لرجل يحب اللّه ورسوله ، ويحبه اللّه ورسوله . ففتحت له الباب ، فأمسك بعضادتي الباب ، ولم يزل قائما حتى خفي عنه الوطء .

ودخلت أم سلمة خدرها ، ففتح الباب ودخل ، فسلم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال رسول اللّه : « يا أم سلمة ، أتعرفينه ؟ » . قالت : نعم ، وهنيئا له ، هذا علي ابن أبي طالب ( صلوات اللّه عليه ) . فقال : « صدقت - يا أم سلمة - هذا علي بن أبي طالب ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي . يا أم سلمة ، اسمعي ، وأشهدي : هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وهو عيبة علمي ، وبابي الذي أوتى منه ، وهو الوصي على الأموات من أهل بيتي ، والخليفة على الأحياء من أمتي ، وأخي في الدنيا والآخرة ، وهو معي في السّنام الأعلى . اشهدي - يا أم سلمة - واحفظي : أنه يقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين » « 4 ».

2 - قال علي بن إبراهيم : فإنه كان سبب نزولها : أنه لما أنزل اللّه { {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6] وحرّم اللّه نساء النبيّ على المسلمين غضب طلحة ، فقال : يحرّم علينا نساءه ويتزوج هو نساءنا ! لئن أمات اللّه محمدا لنركضن بين خلاخل نسائه كما ركض بين خلاخل نسائنا .

فأنزل اللّه : {وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }« 5 » .

وروي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تزوّج امرأة من بني عامر بن صعصعة ، يقال لها شنباء ، وكانت من أجمل أهل زمانها ، فلما نظرت إليها عائشة وحفصة ، قالتا :

لتغلبنا هذه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بجمالها ، فقالتا لها : لا يرى منك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حرصا . فلما دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تناولها بيده ، فقالت : أعوذ باللّه ؛ فانقبضت يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عنها ، فطلّقها وألحقها بأهلها .

وتزوّج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم امرأة من كندة ، بنت أبي الجون ، فلمّا مات إبراهيم بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ابن مارية القبطية ، قالت : لو كان نبيا ما مات ابنه .

فألحقها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بأهلها قبل أن يدخل بها ، فلما قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وولي الناس أبو بكر ، أتته العامرية والكندية وقد خطبتا ، فاجتمع أبو بكر وعمر ، فقالا لهما : اختارا إن شئتما الحجاب ، وإن شئتما الباه - أي الجماع - فاختارتا الباه ، فتزوّجتا ، فجذم أحد الرجلين ، وجنّ الآخر .

قال عمر بن أذينة : فحدثت بهذا الحديث زرارة والفضيل ، فرويا عن أبي جعفر عليه السّلام أنه قال : « ما نهى اللّه عزّ وجلّ عن شيء إلا وقد عصي فيه ، حتى لقد نكحوا أزواج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من بعده » . وذكر هاتين : العامرية ، والكندية .

ثم قال أبو جعفر عليه السّلام : « لو سألتهم عن رجل تزوّج امرأة فطلّقها قبل أن يدخل بها ، أتحل لابنه ؟ لقالوا : لا ، فرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أعظم حرمة من آبائهم » « 6 ».

وقال ابن طاوس في ( طرائفه ) : ومن طرائف ما شهدوا به على عثمان وطلحة ما ذكره السدي في تفسيره للقرآن ، في تفسير سورة الأحزاب ، في تفسير قوله تعالى : وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً .

قال السديّ : لما توفي أبو سلمة ، وخنيس بن حذافة ، وتزوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بامرأتيهما : أم سلمة ، وحفصة ، قال طلحة وعثمان : أينكح محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نساءنا إذا متنا ولا ننكح نساءه إذا مات ! واللّه لو قد مات لقد أجلنا على نسائه بالسّهام . وكان طلحة يريد عائشة ، وعثمان يريد أم سلمة ، فأنزل اللّه تعالى : وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً الآية ، وأنزل اللّه تعالى : {إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ، وأنزل تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً }« 7 » .

_____________

( 1 ) الحيس : هو الطعام المتخذ من التمر والدقيق والسمن . « النهاية : ج 1 ، ص 467 » .

( 2 ) الخرق : الجهل والحمق . « لسان العرب - خرق - ص 10 ، ح 75 » .

( 3 ) النزق : الخفة والطيش . « لسان العرب - نزق - ص 10 ، ح 352 » .

( 4 ) علل الشرائع : ص 65 ، ح 3 .

( 5 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 195 .

( 6 ) الكافي : ج 5 ، ص 421 ، ح 3 .

( 7 ) الطرائف : ص 492 ، والآية من سورة الأحزاب : 57 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .