المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18189 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Organic Bases
30-6-2018
آثار سيتي في الدلتا.
2024-07-14
Ellipsoidal Wave Equation
11-6-2018
الحِدَاد
22-6-2021
وظائف الصورة الصحفية- 8- إبراز الجوانب الإبداعية
19/11/2022
حلول لمشاكل إنتاج الجوافة
2023-08-09


قصة رسل قرية انطاكية  
  
27   01:43 صباحاً   التاريخ: 2025-01-20
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 6 ص211-216.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / مواضيع عامة في القصص القرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-04-2015 3359
التاريخ: 2023-02-19 1153
التاريخ: 2023-03-23 1529
التاريخ: 4-12-2015 2051

قصة رسل قرية انطاكية


قال تعالى : {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } [يس: 13 - 17].

القرية هي ( أنطاكية ) واحدة من أقدم مدن الشام التي بنيت - على قول البعض - بحدود ثلاثمائة سنة قبل الميلاد . وكانت تعدّ من أكبر ثلاث مدن رومية في ذلك الزمان من حيث الثروة والعلم والتجارة .

تبعد ( أنطاكية ) مائة كيلومتر عن مدينة حلب ، وستين كيلو مترا عن الإسكندرية .

فتحت من قبل ( أبي عبيد الجراح ) في زمن عمر ، وقبل أهلها دفع الجزية والبقاء على ديانتهم .

احتلها الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى ، ثم بعد ذلك حينما أراد الفرنسيون ترك الشام ، ولرغبتهم في عدم وقوع الضرر على أهل أنطاكية بعد خروجهم لأنهم نصارى مثلهم ، ألحقوها إلى الأراضي التركية .

( أنطاكية ) تعتبر بالنسبة إلى النصارى كالمدينة المنورة للمسلمين ، المدينة الثانية في الأهمية بعد بيت المقدس ، التي ابتدأ المسيح عليه السّلام منها دعوته ، ثم هاجر بعض من آمن بالمسيح عليه السّلام - بولس وبرنابا - إلى أنطاكية ودعوا الناس هناك إلى المسيحية ، وبذا انتشرت المسيحية هناك ، وبهذا اللحاظ أشار القرآن الكريم إلى هذه المدينة لأهميتها .

قصة الرسل

قال أبو حمزة الثماليّ : سألت أبا جعفر عليه السّلام ، عن تفسير هذه الآية .

فقال : « بعث اللّه رجلين إلى أهل مدينة أنطاكية ، فجاءاهم بما لا يعرفون ، فغلظوا عليهما ، فأخذوهما وحبسوهما في بيت الأصنام ، فبعث اللّه الثالث ، فدخل المدينة ، فقال : أرشدوني إلى باب الملك . قال : فلما وقف على الباب ، قال : أنا رجل كنت أتعبد في فلاة من الأرض ، وقد أحببت أن أعبد إله الملك . فأبلغوا كلامه الملك ، فقال : أدخلوه إلى بيت الآلهة . فأدخلوه ، فمكث سنة مع صاحبيه ، فقال لهما : بهذا ينقل قوم من دين إلى دين ، بالخرق « 1 » ، ألا رفقتما ؟ ! ثم قال لهما : لا تقران بمعرفتي .

ثم أدخل على الملك ، فقال له الملك : بلغني أنك كنت تعبد إلهي ، فلم أزل وأنت أخي ، فسلني حاجتك . قال : مالي من حاجة - أيها الملك - ولكني رأيت رجلين في بيت الآلهة ، فما بالهما ؟ قال الملك : هذان رجلان أتياني يضلاني عن ديني ، ويدعواني إلى إله سماوي . فقال : أيها الملك ، مناظرة جميلة ، فإن يكن الحق لهما اتبعناهما ، وإن يكن الحق لنا دخلا معنا في ديننا ، فكان لهما مالنا ، وعليهما ما علينا ».

قال : « فبعث الملك إليهما ، فلما دخلا إليه قال لهما صاحبهما : ما الذي جئتما به ؟ قالا : جئنا ندعو إلى عبادة اللّه الذي خلق السماوات والأرض ، ويخلق في الأرحام ما يشاء ، ويصور كيف يشاء ، وأنبت الأشجار والثمار ، وأنزل القطر من السماء - قال - فقال لهما : إلهكما هذا الذي تدعوان إليه ، وإلى عبادته ، إن جئنا بأعمى يقدر أن يرده صحيحا ؟ قالا : إن سألناه أن يفعل فعل إن شاء . قال : أيها الملك ، عليّ بأعمى لم يبصر شيئا قط . فأتي به ، فقال : ادعوا إلهكما أن يرد بصر هذا ، فقاما ، وصليا ركعتين ، فإذا عيناه مفتوحتان وهو ينظر إلى السماء . فقال : أيها الملك ، علي بأعمى آخر ، فأتي به ، فسجد سجدة ، ثم رفع رأسه فإذا الأعمى الآخر بصير .

فقال : أيها الملك ، حجة بحجة ، علي بمقعد ، فأتي به ، فقال لهما مثل ذلك ، فصليا ، ودعوا اللّه ، فإذا المقعد قد أطلقت رجلاه ، وقام يمشي . فقال :

أيها الملك ، عليّ بمقعد آخر ، فأتي به ، فصنع به كما صنع أول مرة ، فانطلق المقعد ، فقال : أيها الملك ، قد أتيا بحجتين وأتينا بمثله ، ولكن بقي شيء واحد ، فإن هما فعلاه دخلت معهما في دينهما ، ثم قال : أيها الملك ، بلغني أنه كان للملك ابن واحد ، ومات ، فإن أحياه إلههما دخلت معهما في دينهما ، فقال له الملك : وأنا أيضا معك .

ثم قال لهما : قد بقيت هذه الخصلة الواحدة : قد مات ابن الملك ، فادعوا إلهكما ليحييه . فوقعا إلى الأرض ساجدين للّه ، وأطالا السجود ، ثم رفعا رأسيهما ، وقالا للملك : ابعث إلى قبر ابنك تجده قد قام من قبره ، إن شاء اللّه ، قال : فخرج الناس ينظرون ، فوجدوه قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب .

قال : فأتي به إلى الملك ، فعرف أنه ابنه ، فقال له : ما حالك ، يا بني ؟

قال : كنت ميتا فرأيت رجلين بين يدي ربي الساعة ساجدين يسألانه أن يحييني ، فأحياني . قال : يا بني تعرفهما إذا رأيتهما ؟ قال : نعم . قال : فأخرج الناس جملة إلى الصحراء ، فكان يمرّ عليه رجل رجل ، فيقول له أبوه : انظر .

فيقول : لا ، لا . ثم مرّوا عليه بأحدهما بعد جمع كثير ، فقال : هذا أحدهما .

وأشار بيده إليه ، ثم مروا أيضا بقوم كثير ، حتى رأى صاحبه الآخر ، فقال : وهذا الآخر . فقال النبي صاحب الرجلين : أما أنا فقد آمنت بإلهكما ، وعلمت أن ما جئتما به هو الحق . قال : فقال الملك : وأنا أيضا آمنت بإلهكما . وآمن أهل مملكته كلهم » « 2» .

وقال الطبرسيّ : عن ابن عباس : أسماء الرسل : صادق ، وصدوق ، والثالث : سلوم « 3 ».

وقال الطبرسيّ : قال : وهب بن منبه ، بعث عيسى عليه السّلام هذين الرسولين إلى أنطاكية ، فأتياها ولم يصلا إلى ملكها ، وطالت مدة مقامهما ، فخرج الملك ذات يوم ، فكبّرا ، وذكرا اللّه ، فغضب الملك وأمر بحبسهما ، وجلد كلّ واحد منهما مائة جلدة ، فلما كذب الرسولان وضربا بعث عيسى عليه السّلام شمعون الصفّا - رأس الحواريين - على أثرهما لينصرهما ، فدخل شمعون البلدة متفكّرا ، فجعل يعاشر حاشية الملك حتى أنسوا به ، فرفعوا خبره إلى الملك ، فدعاه ، ورضي عشرته ، وأنس به وأكرمه .

ثم قال له ذات يوم : أيها الملك ، بلغني أنك حبست رجلين في السجن ، وضربتهما حين دعواك إلى غير دينك ، فهل سمعت قولهما ؟ قال الملك : حال الغضب بيني وبين ذلك . قال : فإن رأى الملك دعاهما حتى نطّلع ما عندهما . فدعاهما الملك ، فقال لهما شمعون ، من أرسلكما إلى ها هنا ؟ قالا : اللّه الذي خلق كل شيء ، لا شريك له . قال : وما آيتكما ؟ قالا : ما تتمنّاه . فأمر الملك حتى جاءوا بغلام مطموس العينين ، وموضع عينيه كالجبهة ، فما زالا يدعوان اللّه حتى انشقّ موضع البصر ، فأخذا بندقتين من الطين فوضعاهما في حدقتيه ، فصارتا مقلتين يبصر بهما ، فتعجّب الملك .

فقال شمعون للملك : أرأيت لو سألت إلهك حتى يصنع صنعا مثل هذا ، فيكون حجة لك ، ولإلهك شرفا ؟ فقال الملك : ليس لي عنك سرّ ، إن إلهنا الذي نعبده لا يضر ولا ينفع . ثم قال الملك للرسولين : إن قدر إلهكما على إحياء ميت آمنّا به وبكما . قالا : إلهنا قادر على كل شيء . فقال الملك :

إن ها هنا ميتا مات منذ سبعة أيام ، لم ندفنه حتى يرجع أبوه ، وكان غائبا .

فجاءوا بالميت ، وقد تغيّر وأروح ، فجعلا يدعوان ربهما علانية ، وجعل شمعون يدعو ربّه سرّا ، فقام الميت ، وقال لهم : إني قد متّ منذ سبعة أيام ، وأدخلت في سبعة أودية من النار ، وأنا أحذّركم ما أنتم فيه ، فآمنوا باللّه .

فتعجّب الملك ، فلما علم شمعون أن قوله أثّر في الملك دعاه إلى اللّه ، فآمن ، وآمن من أهل مملكته قوم ، وكفر آخرون .

ثم قال الطبرسيّ : وقد روى مثل ذلك العياشيّ بإسناده عن الثمالي ، وغيره ، عن أبي جعفر ، وأبي عبد اللّه عليه السّلام ، إلا أن في بعض الروايات :

بعث اللّه الرسولين إلى أنطاكية ، ثم بعث الثالث .

وفي بعضها : أن عيسى أوحى اللّه إليه أن يبعثهما ، ثم بعث وصيّه شمعون ليخلّصهما ، وأن الميت الذي أحياه اللّه تعالى بدعائهما كان ابن الملك ، وذكر نحو ما تقدم بنوع من التغيير « 4 ».

أقول : ولكن بمطالعة الآيات ، يبدو من المستبعد أن أهل تلك المدينة كانوا قد آمنوا ، لأن القرآن الكريم يقول : {إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ }.

ويمكن أن يكون هناك اشتباه في الرواية من جهة الراوي . وأيضا هناك سؤال : هل إن المرسلين هم رسل اللّه تعالى أم عيسى عليه السّلام :

ومن الجدير بالملاحظة أيضا أن التعبير ب الْمُرْسَلُونَ في الآيات أعلاه يدلل على أنهما أنبياء مرسلون من اللّه تعالى علاوة على أن القرآن الكريم يقول : بأن أهالي تلك المدينة قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ ، ومثل هذه التعبيرات ترد في القرآن الكريم عادة فيما يخص الأنبياء ، وإن كان قد قيل بأن رسل الأنبياء هم رسل اللّه ولكن هذا التوجيه يبدو بعيدا .

___________

( 1 ) الخرق : نقيض الرّفق . « لسان العرب - خرق - ج 10 ، ص 75 » .

( 2) تفسير القمي : ج 2 ، ص 212 .

( 3 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 654 .

( 4 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 655 .

------------------------------




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .