الصابون المستخدم في هذه الأيام ما هو إلا خليط من أملاح الصوديوم أو البوتاسيوم لحموض دهنية طبيعية ذات سلاسل هيدروكربونية طويلة، ولا يتوقف على نوع واحد من الجليسريدات ولكن يعتمد على نوع الدهن أو الزيت المستخدم

في عملية التحلل فأي نوع من أنواع الدهن أو الزيت لابد وأن يكون خليطاً من الجليسريدات مختلفة البناء. وهذه الأملاح تستخدم لأغراض التنظيف منذ فترة طويلة، إلا أن أملاح البوتاسيوم أكثر استخداماً إذ يطلق عليها الصابون الناعم soft soap. أما ميكانيكية التنظيف بواسطة هذه الأملاح فناتجة عن عملية تداخل معقد الماء نظراً للخاصية القطبية التي يتمتع بها جزىء الملح في طرفه الذي ينتهي بمجموعة الكربوكسيليت وعدم القطبية في طرفه الآخر (الجزء الهيدروكربوني) الذي لا يبدي أي تداخل مع المذيب القطبي مثل الماء. ويعزى الفعل التنظيفي بواسطة الصابون، جزئياً، إلى الطريقة التي يعمل فيها على تخفيض التوتر السطحي للمحلول مما يسهل اختراق الألياف المراد تنظيفها. كما أنه عند وجود مواد زيتية في الماء يكون طبقتين، وفي حالة وجود الصابون فإنه يتكون مستحلب من الزيت والماء يمكن إزالته من على السطح المراد تنظيفه بسهولة ويرجع ذلك إلى أن النهاية القطبية للصابون تذوب في الماء بينما تذوب النهاية غير القطبية في الزيت، ويؤدي التنافر بين الشحنات المتماثلة إلى عدم تجمع قطرات الزيت مع بعضها البعض وبالتالي يمكن إزالتها كما سبق (شكل 10 – 1).

شكل10 – 1: يوضح أن النهاية القطبية للصابون تذوب في الماء بينما تذوب النهاية غير القطبية في الزيت.

إلا أن مساوئ استخدام الصابون في عملية التنظيف هو اتحاده مع أيونات الكالسيوم أو الماغنسيوم الموجودة بالماء الأمر الذي يعيق عملية التنظيف وذلك لتكون أملاح غير ذوابة في الماء. لهذا فقد تم اصطناع منظفات لا تنطبق عليها هذه الخاصية ويطلق عليها المنظفات الصناعية synthetic detergents. هناك الكثير من المنظفات الصناعية التي تم تحضيرها، وبفضل قدرتها أنه يمكن أن تحل محل الصابون. وبالرغم من أن الفائقة على التنظيف فقد وجد هذه المنظفات الصناعية تختلف بين بعضها البعض في التركيب البنائي إلا أن الجزيئات جميعها تتصف بصفة واحدة وذلك في وجود نهاية قطبية في الجزيء وأخرى غير قطبية في الطرف الآخر للجزيء مثلها في هذه الخاصية مثل الصابون. وأبسط المنظفات الصناعية هي تلك التي يتم الحصول عليها من تحويل الكحولات ذات السلاسل الهيدروكربونية الطويلة إلى أملاح الكبريتات كما يتضح من المثال التالي:

والمنظفات الأكثر شيوعاً في الاستخدام هي الأملاح الصوديومية لألكيلات حمض بنزين سلفونيك تكون مجموعة الألكيل فيها متفرعة وتأخذ الصيغة العامة التالية:

ويمكن تحضير هذه المنظفات من ألكلة البنزين أولاً، ثم سلفنة المركب الألكيلي الناتج باستخدام حمض الكبريتيك ، ومن ثم معادلة المحلول بهيدروكسيد الصوديوم. وهذه المنظفات من أقدم المنظفات الفعالة التي انتشر استخدامها، وهي أيضاً سهلة التحضير إلا أن من المصاعب التي قابلت هذا النوع من المنظفات هو إحداث رغاوي في مياه المجاري والأنهار بيولوجياً الأمر الذي يؤدي إلى تلوث المياه الأرضية، ويطلق عليها لهذا السبب المنظفات العسرة أو الصعبة.

ونظراً لذلك فقد تم استبدالها بما يوصف بالمنظفات الناعمة soft والتي يطلق عليها المنظفات القابلة للتحلل بيولوجياً biodergradable مثل سلفات الألكيل alkyl sulphate والكيلات بنزين سلفونات التي ترتبط فيها مجموعة الفنيل إلى ذرة الكربون رقم 2 لسلسلة هيدروكربونية طويلة وغير متفرعة (C₁₂- C₁₈).