المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6381 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الصبر في الأحاديث الإسلامية  
  
50   09:40 صباحاً   التاريخ: 2025-01-06
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج2/ ص293-295
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / الشكر والصبر والفقر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-3-2022 2650
التاريخ: 18-8-2016 1586
التاريخ: 18-8-2016 1758
التاريخ: 20/9/2022 1672

كما يقول بعض علماء الأخلاق أنّ الروايات الواردة عن المعصومين (عليهم ‌السلام) في فضيلة الصبر والاستقامة أكثر من أن تحصى ، وقد ورد في بعض الكتب الأخلاقية ما يقرب من تسعمائة حديثاً عن النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) والأئمّة المعصومين (عليهم ‌السلام) في هذا الموضوع ، ولذلك نختار بعض النماذج من هذه الأحاديث الشريفة لنستوحي منها دورساً في هذه الفضيلة :

1 ـ قال رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) الصبر خير مركب ما رزق الله عبدا خيرا له ولا اوسع من الصبر ([1]).

وعبارة خير مركب الواردة في هذا الحديث الشريف تشير إلى أنّ الصبر هو أفضل وسيلة للوصول إلى السعادة والنجاة وأنّ الإنسان بدونه لا يصل إلى شيء من المقامات الاجتماعية والمعنوية في الدنيا والآخرة.

2 ـ وعن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) أنّه قال : «عَلَيْكُم بِالصَّبْرِ فَانَّ الصَّبْرَ مِنَ الْايمَانِ كَالرَّأسِ مِنَ الجَسَدِ» ([2]).

وهذا الحديث يدلّ على أنّ الصبر يعد مفتاحاً لجميع الأبعاد الحيوية في حركة الإنسان المادية والمعنوية ، ولهذا ورد في ذيل الحديث المذكور «لا ايمانَ لِمَنْ لا صَبْرَ لَهُ».

3 ـ وفي حديث آخر عن هذا الإمام (عليه‌ السلام) أيضاً أنّه قال : «لا يَعْدِمُ الصَّبُورُ الظَّفَرَ وانْ طَالَ بِهِ الزَّمانُ» ([3]).

ومع الالتفات إلى أنّ الصبر ذكر هنا بشكل مطلق وكذلك الظفر والنصب ، فهذا يدلّ على أنّ هذه الحكم يستوعب جميع الأبعاد المادية والمعنوية في حياة الإنسان.

4 ـ وقال رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) في باب الصبر «الصَّبْرُ نِصْفُ الإيمانِ» ([4]).

وجاء في بعض الروايات الاخرى أنّ نصف الإيمان هو الشكر والنصف الآخر هو الصبر.

أي الصبر والاستقامة للوصول إلى النعم والمواهب الإلهية ثمّ الشكر على هذه النعمة ، أي الاستفادة الصحيحة من المواهب والنعم الإلهية.

ومن الواضح أنّ هذا الحديث لا يتنافى مع الأحاديث السابقة ، لأنّه كما تقدّم أنّ المؤمن إذا لم يتمسك بالصبر فإنّ إيمانه سوف يتعرض للاهتزاز والارتباك بسبب الموانع الكثيرة الّتي يجدها في طريقه ، وكذلك لو لم يكن شكوراً على نعم الله تعالى ، فإنّ هذه النعم ستزول وتهرب من يده كما ورد في الآية : «وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ انَّ عَذَابِي لَشَديد».

5 ـ وفي حديث آخر عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) أنّه قال : «الصَّبْرُ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ» ([5]).

6 ـ ودليل هذا المعنى ما ورد في حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) يوضح هذا المعنى ويقول «الصَّبْرُ عَوْنٌ عَلى كُلِّ امْرٍ» ([6]).

لأنّه كما تعلمون أنّ نظام الحياة في الدين والدنيا يضع أمام كلّ عملٍ مهم بعض الموانع الّتي لا يتجاوزها ولا يعبرها إلّا بالاستعانة بالصبر والاستقامة.

7 ـ اما بالنسبة للصبر عند المعصية فورد في الحديث الشريف «وَمَنْ صَبَرَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ فَهُوَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبيلِ اللهِ» ([7]).

أجل فكليهما مجاهد في سبيل الله ، مع فارق أنّ أحدهما يجاهد العدو الخارجي «الجهاد الأصغر» والآخر يجاهد العدو الداخلي «الجهاد الأكبر».

8 ـ وورد في حديثٍ آخر عن أمير المؤمنين قوله : «انْ صَبَرْتَ ادْرَكْتَ بِصَبْرِكَ مَنازِلَ الابْرارِ وَان جَزَعْتَ اوْرَدَكَ جَزَعَكَ عَذابَ النّارِ» ([8]).

9 ـ وعن الإمام الصادق (عليه‌ السلام) قال في الصبر في مقابل البلايا والمصائب «مَن ابْتُلي مِنَ المُؤمِنينَ بِبَلاءٍ فَصَبَرَ عَلَيهِ كَان لَهُ مَثلُ اجرِ الْفِ شَهِيدٍ» ([9]).

ويقول العلّامة المجلسي بعد ذكر هذا الحديث في الجزء 68 من بحار الأنوار انه كيف يعقل أنّ للصبر مثل هذا الثواب في حين أنّ للشهيد بنفسه أحد الصابرين لانه صبر أمام العدو حتّى استشهد؟

ويمكن في مقام الجواب عن هذا السؤال أن نقول : إنّ الشهيد يصبر أمام هجوم الأعداء ، وهؤلاء الصابرون إنما يصبرون في مقابل الصعوبات المرة الّتي تعترضهم في الحياة من قبيل أنواع المرض ، الفشل ، وفقد الأحبّة وأمثال ذلك.

والدليل الآخر على أفضلية الصابر بالنسبة إلى الشهيد هو أنّ الشهادة تحدث مرة واحدة للإنسان ، ولكنَّ صعوبات الحياة تتكرر آلاف المرات.

10 ـ ويقول النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) بالنسبة إلى الثواب المعنوي للصابرين «مَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ وَاعْطِيَ فَشَكَرَ وَظُلِمَ فَغَفَرَ اولَئِكَ لَهُم الْامْنُ وَهُم مُهتَدونَ» ([10]).

11 ـ ويقول الإمام الصادق (عليه‌ السلام) أيضاً : «الصَّبْرُ يُظْهِرُ مَا فِي بَوَاطِنِ العِبادِ مِنَ النُّورِ وَالصَّفاءِ والْجَزَعُ يُظْهِرُ مَا فِي بَوَاطِنِهِم مِنَ الظُّلْمَةِ وَالْوَحْشَةِ» ([11]).

12 ـ ونختم هذا البحث عن أحاديث الصبر بحديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) يقول «الصَّبْرُ مَطَيِّةٌ لا تَكبُوا وَالقَناعَةُ سَيفٌ لا يَنْبُوا» ([12]).


[1] ميزان الحكمة ، ج 2 ، ح 10025.

[2] نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، 82.

[3] نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، الحكمة 153.

[4] المحجّة البيضاء ، ج 7 ، ص 106.

[5] المحجّة البيضاء ، ج 7 ، ص 107.

[6] غرر الحكم ، ح 765.

[7] جامع الأحاديث الشيعة ، ج 14 ، ص 253.

[8] شرح غرر الحكم ، ح 3713.

[9] اصول الكافي ، ج 2 ، ص 92.

[10] بحار الأنوار ، ج 2 ، ص 526 ، ح 830.

[11] بحار الأنوار ، ج 68 ، ص 90 ، ح 44.

[12] بحار الأنوار ، ج 68 ، ص 96.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.