قال تعالى: { لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} [النساء: 172]

{لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ} لن يأنف [1] أن يكون عبدا لله لأن عبودية الله شرف يباهي به وإنما المذلة والاستنكاف في عبودية غيره، وروي أن وفد نجران قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم تعيب [2] صاحبنا قال ومن صاحبكم قالوا عيسى قال وأي شيء أقول قالوا تقول إنه عبد الله قال إنه ليس بعار أن يكون عبدا لله قالوا بلى فنزلت {وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} الملائكة المقربون أن يكونوا عبيدا لله {وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ} ويترفع عنها والاستكبار دون الاستنكاف وإنما يستعمل حيث لا استحقاق بخلاف التكبر فإنه قد يكون باستحقاق كما هو في الله سبحانه {فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} المستنكف والمستكبر والمقر بالعبودية فيجازيهم على حسب أحوالهم .