المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6298 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أسباب الغرور  
  
52   01:43 صباحاً   التاريخ: 2024-12-11
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج2/ ص102-103
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الرذائل وعلاجاتها / العجب والتكبر والغرور /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-26 897
التاريخ: 20-8-2022 1561
التاريخ: 25-2-2022 2689
التاريخ: 2024-01-30 995

ذكر بعض علماء الأخلاق أنّ الغرور من الصفات القبيحة الّتي يبتلي بها كلّ طائفة من الناس بشكل من الأشكال رغم تعدّد أسبابه ومراتبه ودرجاته.

فقد ذكروا أنّ أسباب الغرور والعجب كثيرة جدّاً ، وقسّموا المغرورين إلى طوائف مختلفة :

طائفة المغرورين بالعلم والمعرفة وهم الأشخاص الّذين يتملكهم الغرور عند ما يصلوا إلى مرتبة معيّنة من العلم ، فيتصورون أنّهم ملكوا الحقيقة فلا يرون سوى أفكارهم وعلومهم ولا يهتمون بأفكار الآخرين ولا يعتبرون لها قيمة ، وأحياناً يرون أنفسهم من المقربين عند الله تعالى ومن أهل النجاة قطعاً ، ولو انّ البعض واجههم بقليل من النقد فإنّهم سوف يجدون الألم يعتصر قلوبهم لأنهم يتوقعون من الجميع احترامهم وقبول كلامهم. وأحياناً يصيب الغرور بعض الأشخاص الضيقي الافق الّذين تعلّموا عدّة كلمات وقرءوا عدّة كتب وتصوّروا أنّهم فتحوا بلاد الصين وحلّوا المشكلات العويصة في العلم لمجرّد أنّهم قرأوا الكتاب الفلاني ، وهذا من أسوأ أنواع الغرور الّذي يجر العالم إلى منزلقات السقوط والانحطاط العلمي والاجتماعي.

ونقرأ في حديث شريف عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) يقول لابن مسعود: «يَا ابْنَ مَسْعُود! لَا تَغْتَرَّنَّ بِاللهِ وَلَا تَغْتَرَّنَّ بِصَلَاحِكَ وَعِلْمِكَ وَعَمَلِكَ وَبِرِّكَ وَعِبَادَتِكَ» ([1]).

فنرى في هذا الحديث الشريف إشارة لعوامل وأسباب اخرى للغرور منها : الأعمال الصالحة، الإنفاق في سبيل الله ، العبادات ، والّتي يمثل كلّ واحدٍ منها عاملاً من عوامل الغرور.

وقد نرى بعض الأشخاص الصالحين الّذين عند ما يُوفّقون لأداء بعض العبادات أو الأعمال الصالحة يتملكهم الشعور بالغرور بسبب ضيق افقهم وصغر نفوسهم فيتصوّرون أنّهم من أهل النجاة والسعادة ويرون سائر الناس بمنظار الإستهانة والتصغير ، وهذا قد يؤدي بهم إلى الهلاك والسقوط في وادي الضلالة والانحراف.

وأحد العوامل الاخرى للغرور هو أن يغتر الإنسان بلطف الله وكرمه ومغفرته ، حيث نجد بعض الأشخاص يرتكبون الذنوب بجرأة وبدون أيّ تردّد ، وعند ما يُسأل منهم عن سبب ارتكابهم لهذه الأعمال القبيحة ، يقولون : الله كريم وغفور ورحيم ، فنحن نعرف أنّ الله أكبر وأسمى من أن يؤاخذ بهذه الذنوب ويعاقبنا بسبب هذه التصرفات ، وأساساً فنحن لو لم نُذنب فلا معنى لعفو الله ومغفرته.

إنّ مثل هذه الأفكار المنحرفة والكلمات غير المنطقية تزيد من جرأتهم على ارتكاب الذنوب وبالتالي تؤدي بهم إلى السقوط والهلاك.

ولهذا نجد أنّ القرآن الكريم والروايات الإسلامية قد ذمّت هذا النوع من الغرور بشدّة ونهت عنه نهياً مؤكداً كما نقرأ في الآية السادسة من سورة الإنفطار قوله تعالى «يَا ايُّهَا الْانْسَانُ مَا غَرَّكَ بِربِّكَ الْكَرِيمِ».

ويقول أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) في تفسير هذه الآية الكريمة «يَا ايُّهَا الْانْسَانُ مَا جَرَّأَكَ عَلَى ذَنْبِكَ؟ وَمَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ؟ وَمَا انَّسَكَ بِهَلَكَةِ نَفْسِك؟!» ([2])

وفرق بين الشخص الّذي يرتكب الذنب ولكنه مع ذلك يعيش الجرأة ولا يجد في نفسه غضاضة لذلك وكأنه يطلب الله شيئاً ، وبين الشخص الّذي يرتكب الذنب ولكنه يعيش الخجل والندم ويأمل أن يشمله الله تعالى برحمته وعطفه ، فالأوّل قد ركب مَطِيّة الغرور، والثاني هو المتّصل بحبلٍ من الله ولطفه والأمل برحمته الواسعة.

ومن العوامل والأسباب الاخرى للغرور هو الجهل وعدم الإطلاع والمعرفة ، كما أنّ العلم والمعرفة أحياناً يكون سبباً للغرور ، فكذلك عدم المعرفة أيضاً قد يسبب الغرور في الكثير من الأشخاص الجهّال ، ولذلك ورد عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) قوله «مَنْ جَهِلَ اغَرَّ بِنَفْسِهِ وَكَانَ يَوْمُهُ شَرّاً مِنْ امْسِهِ» ([3]).

والآخر من أسباب الغرور والّذي يبتلي به الكثير من الناس هو الإغترار بزخارف الدنيا وبريقها من المال والمقام والشباب والجمال والقدرة وأمثال ذلك.

إنّ بعض الأشخاص الّذين يعيشون ضيق الافق وصِغَر النفس إذا وجدوا أحياناً أنّهم على شيءٍ من الثروة والمال أو المقام ، فسوف ينسون أنّ هذه عارية بأيديهم وأنّها في معرض الزوال والفناء ، وهذا النسيان يتسبّب لهم في العُجب والوقوع في دوّامة الغرور ، وهذا الغرور يتسبّب لهم في الابتعاد عن الله تعالى والاقتراب من الشيطان والتلوث بكثير من الذنوب.

ونقرأ في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) قوله «الدُّنْيَا حُلُمٌ وَالْاغْتِرَارُ بِهَا نَدَمٌ» ([4]).

وفي حديث آخر عن هذا الإمام (عليه‌ السلام) أنّه قال : «لَا تَغُرَّنَّكَ الْعَاجِلَةُ بِزُورِ الْمَلَاهِي ، فَانَّ الْلَهْوَ يَنْقَطِعُ ، وَيُلْزِمُكَ مَا اكْتَسَبْتَ مِنَ الْمَآثِم» ([5]).

ومن العجائب أنّ جميع الناس يرون بامّ أعينهم ظاهرة الزوال السريع للنعم المادية والدنيوية وتلاشي الأموال والثروات وسقوط الحكومات والقدرات الدنيوية كلّ يوم ، ولكن عند ما تصل النوبة إليهم يتملكهم الغرور الشديد بحيث يتصوّرون انّ ما يتعلق بهم مخلّد وسيبقى إلى الأبد ولا يزول عنهم إطلاقاً.

أجل فإنّ أسباب الغرور متنوعة بشكل كبير ، والخلاص من هذه المصيدة صعبٌ جداً ولا يتسنّى للإنسان إلّا في إطار التقوى والتوكل على الله والالتفات إلى انّ جميع هذه الامور سريعة الزوال وفانية.


[1] مكارم الأخلاق ، ج 2 ، ص 350.

[2] نهج البلاغة ، الخطبة 223.

[3] غرر الحكم ، ح 8744.

[4] غرر الحكم ، ح 1384.

[5] غرر الحكم ، ح 10363.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.