أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016
2151
التاريخ: 13-12-2016
2049
التاريخ: 10-11-2017
2638
التاريخ: 8/10/2022
1496
|
قال العلماء: في الدولة الصغيرة للأسرة يكون خوف أفراد الأسرة على قسمين: فبعضهم يخاف من الذنب، والبعض الآخر يخاف من الأب. عندما يكون الخوف من الذنب موجوداً فإن المخاوف الباطلة الواهية تنعدم، وهنا يكون المهد الصحيح للتربية. وتتفتح أزهار الشعور بالمسؤولية في نفوس الأطفال واحدة بعد الأخرى، ويتعود الصغار على الاستقامة منذ البداية. إن أعضاء هذه الأسرة يطمئنون إلى أنهم إذا لم يتجاوزوا على حقوق الآخرين ولم يتلوثوا بالذنب والانحراف، فلن ينالهم شيء بل يكونون مقربين عند الأبوين تماماً.
في مثل هذه الظروف يكون الأب في محيط الأسرة حائزاً على الشخصية والعطف معاً، والأطفال يخافون من مؤاخذته الصحيحة والمنصفة فلا يمارسون الذنوب ولا
ينحرفون.
((ويجب على الذي يقوم بإجراء العقوبة أن يعتقد ببعض القواعد ويستمع إلى نداء الوجدان، ولا يحكم بدافع التعصب. وعليه - في نفس الوقت - أن يكون حميداً في سلوكه وعطوفاً، لا بأن يظهر ضعفه وحقارته، بل يكون ذا شفقة عامة وإنسانية تظهر في حدود القوانين المحدودة والقابلة للاحترام الاجتماعي والدولي))(1).
((إن المربي سيتظاهر بأنه سوف لا يعاقب، بل إنه يجري قوانين العدالة كموظف مختص مجبر على ذلك، وسيفهم الطفل هذه النكتة بصورة حسنة. ولما كان التوبيخ ذا جانب عاطفي تماماً هنا فيجب أن لا يخرج عن حدود الانسانية، وبهذا تكون عقوبة كهذه غير انحيازية(2).(3)
أما الخوف من الأب: فعندما يكون الخوف من الأب، الأب السيئ الخلق والقاسي، الأب الذي يتحجج ويتعنت، الأب الذي يفحش في القول ويضرب أبناءه بلا سبب فيجازي أبسط الزلات بأكبر العقوبات، الأب الذي يثأر لأتعابه الخارجية فينتقم من أطفاله الأبرياء، والذي يحل عقدة الفشل التجاري أو الإداري أو الاجتماعي عنده بإيذائهم... في الأسرة التي يحكمها مثل هذا الأب لا تحترم الأمانة والاستقامة، ولا تعرف الفضيلة والأخلاق، إنما المهم في نظر الأطفال إرضاء أبيهم المستبد، واتقاء
شره!.
إن العصر الحديث يخطئ من الناحية العلمية والتربوية، طريقة ضرب الأطفال وإيذائهم بغية التأديب، ويكاد يمنع الضرب في جميع الدول الحية فيحذر الآباء والأمهات في البيت، والمعلمون في المدرسة، من ضرب الأطفال بصورة أكيدة. قد يتصور البعض أن هذه النظرية مبتكرة في عصرنا الحاضر، وأن الانتباه إلى أهمية هذا الموضوع حصل في الحديث فقط. بينما نرى من الضروري أن نرفع هذا الوهم عن أذهان أولئك ونقول بصراحة: إن الإسلام سبقهم إلى ذلك... فعلاوة على الروايات في المنع من ضرب الأطفال، أفتى الفقهاء المسلمون في القرون الماضية بحرمة ذلك في رسائلهم العملية التي تعد المناهج اليومية لعمل المسلمين)).
قال بعضهم: شكوت إلى أبي الحسن (عليه السلام) ابناً لي، فقال: لا تضربه واهجره ... ولا تطل))(4).
ففي هذا الحديث نجد أن الإمام يمنع من ضرب الطفل بصراحة، مستفيداً من العقوبة العاطفية بدلاً من العقوبة البدنية. فالأب هو الملجأ الوحيد للطفل ومعقد آماله، وإن هجره للولد أكبر عقوبة روحية ومعنوية إنه (عليه السلام) يطلب من الوالد أن يهجر الولد ولكنه سرعان ما يوصيه بعدم طول مدة الهجر، ذلك أنه إذا كان لهجر الوالد أثر عميق في روح الطفل فإن طول مدته يبعث على تحطيم روحيته وإذا كان أثر هذا الهجر ضعيفاً فإن شخصية الوالد ستصغر في نظر الطفل لطول مدة الهجر وسوف لا يكون لتألم الوالد أثر أصلاً.
((إن للعقوبات التي ترجح فيها الوسائل العاطفية والأخلاقية على الوسائل المادية تأثيراً كبيراً، ففي مثل هذه العقوبات بدلاً من أن يحرم الطفل من الماديات يجب السعي للتأثير في قلبه ونفسه ووجدانه وعزته وغروره، فإن لم ترتبط المحروميات المادية مع مشاعره وعواطفه فإنها تفقد طابع العقوبة))(5).
وفي هذا الصدد يقول الإمام علي (عليه السلام): ((إن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب))(6) انتهى(7).
_______________________________
(1) جه میدانیم؟ تربيت أطفال دشوار: 93.
(2) المصدر السابق: 95.
(3) الطفل بين الوراثة والتربية - الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1/ 390 المحاضرة الخامسة عشرة.
(4) بحار الأنوار للمجلسي: 23 / 114. ومعنى الهجر: إظهار عدم الرضا بأعماله وعدم الاعتناء إليه.
(5) چه میدانیم؟ تربيت أطفال دشوار: 94.
(6) غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي: 108 طبعة النجف الأشرف.
(7) الطفل بين الوراثة والتربية - الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1/ 391 المحاضرة الخامسة عشرة.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|