المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Simplicial Homology Groups-Connectedness and H0(K)
28-6-2017
معنى كلمة رقى
4-06-2015
Types of coma in DM:
6-12-2015
mass (adj.)
2023-10-09
انقسام اللهجات والعلاقة بينها
18-7-2016
عدي بن حاتم الطائي
2-02-2015


عدم التضييق على الزوجة في الخروج  
  
117   08:53 صباحاً   التاريخ: 2024-12-11
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص294ــ296
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-28 384
التاريخ: 20-11-2018 2072
التاريخ: 2024-10-10 305
التاريخ: 23-9-2020 1912

الزوج السعيد هو الذي لا يضيّق على زوجته في الخروج من المنزل طالما أنه يعرف من هي تمام المعرفة، ويعرف غايات ومقاصد الخروج.

إن الزوج الذي يحمل مفتاح الثقة لا يمنع زوجته من الخروج لتأدية أغراض ومقاصد عقلائية يتقبلها العرف والدين تمام التقبل ويشجع عليها.

والزوج وإن كان حقه على زوجته أن لا تخرج إلا بإذنه ورضاه إلا أنه لا يجيّر هذا الحق لهواه بحيث أنه يمنع زوجته من الخروج مطلقاً أو في حالات نادرة، أو أنه يتحكم بخروجها إلى حيث التضييق، فإن هذا يعشعش الحقد في نفس الزوجة ويشجعها على التمرد عليه بطرق خشنة أو بطرق ملتوية، وإذا كان ـ أي الزوج - إنما يمنع زوجته من الخروج لأجل الحرص عليها، والمحافظة على شرفها وما شاكل فإنه ومع التضييق عليها إنما يفرّط فيها ولا يحصل على النتائج المرجوة.

ومن هنا فعلى الزوج أن لا يضيّق على زوجته من جهة الخروج من جهة، وأن يتخذ جميع السبل والتدابير الآيلة إلى عدم انحرافها والتفريط بسمعتها من جهة أخرى.

والجمع بين عدم التضييق عليها من جهة الخروج، وبين عدم تفريطها بسمعتها وشرفها وعدم انحرافها، يقتضي أن يحرص الزوج على أن يكون خروج الزوجة من أجل تنفيذ الأغراض العقلائية التي يقرها الشرع الكريم كصلة الأرحام، وزيارة الصديقات المؤمنات وحضور مجالس العلم وإحياء أمر النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام)، وزيارة المرضى، ومساعدة الفقراء والمحتاجين وأشباه ذلك، نعم هناك أمور لا يجوز للزوج منع زوجته من الخروج لأجل تنفيذها كما في آداء الفرائض الدينية، والتظلم للحاكم الشرعي وغير ذلك مما يأتي تفصيله في أجوبة الاستفتاءات الشرعية للعلماء الأعلام رفع الله كلمتهم.

ومهما يكن من شيء فعلى الزوج أن يترك للزوجة المجال الواسع في مسألة الخروج من المنزل من أجل تنفيذ الأفعال العقلائية والإنسانية، فإن الزوج له الحق في أن لا تخرج الزوجة إلا بإذنه ورضاه ولكن لا يجب عليه منعها، ومن هنا عليه الحرص على أن لا تشكل هذه النقطة أي عقبة في حياته الزوجية طالما أنه يعرف لماذا تخرج زوجته وتحت أي عنوان هي تخرج.

وأما الروايات التي تتحدث عن استحباب إبقاء الزوجة في البيت وعدم فسح المجال أمامها للخروج إلا في حالات مخصوصة، فعلى الزوج حملها ـ سيما في هذه الأوقات - على عدم خروجها إلى ما يُحتمل فيه الإنحراف والفساد والإفساد وضياع الهوية الانثوية، وفقدان العفة.

ففي رواية الإمام الصادق (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) علل (عليه السلام) استحباب إبقاء النساء في البيوت لأن ((هم المرأة في الرجل))(1)، وفي رواية أخرى عُلل ذلك بالإرتياب حيث قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((فإن شدة الحجاب خير لك ولهن من الإرتياب وليس خروجهن بأشد من دخول من لا يوثق به عليهن، فإن استطعت أن لا يعرفن غيرك من الرجال فافعل))(2)، وهنا تؤكد الرواية أن عدم الخروج أيضاً قد يكون له نفس المفسدة التي تترتب على الخروج إذا فُتح لظرف النساء مجالاً، ومن هنا أيضاً كان الأمر بمكث النساء في البيوت لأجل ستر العورة كما عنه (صلى الله عليه وآله): إنما النساء عي وعورة، فاستروا العورة بالبيوت، واستروا العي بالسكوت(3).

وفي عصرنا هذا ثمة الكثير من النساء اللواتي يخرجن ولا يحصل الفساد، ولا يتحقق الإنحراف جراء خروجهن بل هناك بعض الحالات التي تنعكس فبقاء بعض الزوجات في البيوت مع زوجات آخريات يوجب خلق مناخات الفتنة، والغيبة والنميمة، والثرثرة الباطلة، وما شاكل وهذا بخلاف ما لو خرجت زوجة ما إلى المسجد أو إلى الندوات العلمية وغيرها.

_____________________________

(1) وسائل الشيعة، ج 2، ص 64.

(2) م. ن، ص 65.

(3) م. ن، ص 66. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.