منظومة التكامل بين الإعلام والتربية  

تشكل وسائل الإعلام في العصر الحديث عامل تنمية وسبباً من أسباب اسهام المواطن في المجتمع بشكل نشط وعنصراً متزايد الأهمية من عناصر الثقافة حيث أخذت الإمكانيات التربوية تتجلي شيئاً فشيئاً.

لذلك يلقي استخدام وسائل الإعلام في التربية اهتماماً واسع النطاق في معظم دول العالم، وإن اختلفت كفاءة هذا الاستخدام في النظم التربوية المختلفة.

فأحدي مهام التربية هي تنمية استعدادات الطالب حتى يصبح قادراً علي تقييم وضع المجتمع الذي يعيش فيه وتؤدي ضمنه وسائل الإعلام دوراً مهماً للغاية.

فنحن الان في حالة تزاوج جديد بين الإعلام والتربية أسفر عن علم اجتماعي جديد تحت مسمي "التربية الإعلامية" فهي علم ومنهج اشتقاقي من كل من التربية والإعلام، بهدف توظيف التربية إعلامياً وتوظيف الإعلام تربوياً لتحقيق هدف مشترك هو إكساب الطالب المهارات الذهنية والعملية التي تمكنه من استيعاب المنهج نظرياً وعملياً على أرض الواقع، بمعني تنمية قدراته على التعامل الإيجابي مع وسائل الإعلام المختلفة التي تلاحقه ليلاً ونهاراً.

ولقد جاء مفهوم "التربية الإعلامية" ليعكس جانباً من جوانب التكامل الضروري بين المؤسسة التربوية والمؤسسات الإعلامية بحيث يكون تطبيق هذا المفهوم مدخلاً يضمن الاستخدام الأمثل لوسائل الإعلام بما يتفق وغايات التربية في تحقيق النمو المتكامل علي المستوي العلمي والأخلاقي والجمالي والديني والبدني، وكذلك تنمية الجدارة والقوة المعرفية والمعنوية وذلك للمساهمة بفاعلية في بناء الوطن.

ولقد جاء قيام المنظمة الدولية للتربية الإعلامية عام 2004 م بمثابة تلبية لحاجات حقيقية يتطلبها النهوض بالتربية، كما اهتمت المجالس القومية المتخصصة في مصر مؤخراً بالتعرف على أهداف ووسائل مشروع تلك المنظمة، بعد النجاحات التي حققتها علي المستوي الدولي منذ استحداث مصطلح "التربية الإعلامية" عقب أول مؤتمر تم عقدة في ألمانيا عام 1982 م.

وبالنظر إلى تعدد مجالات تأثير وسائل الإعلام في سلوك الجماهير، فإن مفهوم "التربية الإعلامية" يتسع لما هو أبعد من مجرد إكساب المتعلمين المهارات والمعلومات والقيم والاتجاهات التي تساعدهم علي الاستفادة من وسائل الإعلام بما يتفق ومتطلبات النمو السليم وتكامل الشخصية بجانب ذلك تتضمن التربية الإعلامية إكساب كل القائمين علي التربية المهارات التربوية والوعي الكافي لتنظيم علاقة الأطفال والمراهقين بوسائل الإعلام خاصة التلفزيون والإنترنت.