المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ماهي صفات او مميزات الحشرات الاجتماعية الحقيقية؟
23-2-2021
زيس ، كارل
11-11-2015
اقسام الكلام
14-10-2014
علاقة الجغرافيا بالعلوم الأخرى
29-10-2018
دلالة الاوامر الاضطرارية والظاهرية على الاجزاء
26-8-2016
تداول وتخزين الكوسة
29-4-2021


ترجمة ابن باق  
  
190   02:42 صباحاً   التاريخ: 2024-12-04
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:263
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

وقال لسان الدين في ترجمة أبي عبد الله ابن  باق  من التاج  ما 

صورته: مدير أكؤس البيان المعتق  ولعوب  بأطراف  الكلام  المشقق انتحل

لأول  أمره   الهزل  من أصنافه فأبرز  در معانيه من أصدافه  وجنى   ثمرة   الإبداع

لحين    قطافه  ثم تجاوزه   الى المغرب  وتخطاه   فأدار   كأسه  المرع  وعاطاه

فأصبح   لفنيه جامعا  وفي  فلكيه  شهابا   لا معا  وله   ذكاء  يطير   شرره  وإدراك

تتبلج  غرره   وذهن   يكشف   الغوامض   ويسبق   البارق  الوامض  وعلى  ذلاقة 

لسانه   وانفساح  أمد  إحسانه  فشديد  الصبابة   بشعره   مغل  لسعره   انتهى

والمذكور   هو محمد  بن إبراهيم    بن علي   باق  الأموي  مرسي  الأصل

غرناطي  النشأة   مالقي  الاستيطان 

وقال  في  عائد  الصلة   كان  رحمه  الله  تعالى   كاتبا  أديبا  لو ذعيا  يجيد

                                                      263

الخط  ويرسل  النادرة  ويقدم   على العمل  ويشارك  في الفريضة   وبذ  السباق  في

الأدب  الهزلي  المستعمل  بالأندلس   غبر  زمانا  من عمره  ومحارفا  للفاقة  يعالج  بالأدب  الكدية  ثم  استقام   له  الميسم   وأمكنه   البخت   من امتطاء  غاربه  فأنثبت

الحظوة   فيه  أناملها   بين  كاتب وشاهد  وحاسب  ومدير  تجر  فـأثرى  ونما  ماله 

وعظمت  حاله   عهد  عندما   شارف  الرحيل  بجملة  تناهز  الألف  من العين 

لتصرف  في وجوه  من البر  فتوهم  أنها  كانت  زكاة  أمسك بها انتهى

وقال أيضا:  أخبرني الكاتب  أبو عبد  الله  ابن  سلمة  أنه خاطبه  بشعر  أجابه  عنه  بقوله  في رويه

أحرز الخصل  من بني  سلمه               كاتب  تخدم الظبى  قلمه

يحمل  الطرس  من  أنامله                   أثر  الحسن   كلما  رقمه

وتمد  البيان   فكرته                           مرسلا   حيث  يمت  ديمه

خصني  متحفا  بخمس إذا                       بسم  الروض  فقن  مبتسمه

قلت  أهدى  زهر الربى خضلا                    فإذا  كل  زهرة  كلمه

أقسم   الحسن لا  يفارقها                             فأبر  انتقاؤها   قسمه

خط  أسطارها  ونقها                                  فأتت  كالعقود منتظمه

كاسيا  من حلاه  لي  حللا                          رسمها   من بديع  ما رسمه

طالبا  عند  عاطش  نهلا                             ولديه  الغيوث  منسجمه

يبتغي  الشعر من أخي  بله                              أخرس  العي  والقصور فمه

أيها الفاضل  الذي  حفظت                            ألسن  المدح  والثنا  شيمه

لا كتلف  أخاك  مقرحا                               نشر  عار لديه  قد كتمه

وابق  في عزه   وفي  دعة                            ضافي  العيش واردا  شبمه

ما ثنى  الغصن عطفه  طربا                            وشدا  الطير  فوقه  نغمه

ورأيت  على هامش  هذه القصيدة  بخط  أبي  الحسن  علي بن لسان   الدين  ما صورته:

                                                  264

نعم  ما خاطب  به   شيخنا   وبركة أهل  الأندلس  وصدر  صدورهم  أبا عبد الله  ابن

سلمة ومن لفظه سمعتها  بالقاهرة   وإنها   لمن  النظم العالي  المتسق  نسق  الدر في

العقود  رحمه  الله  تعالى   قاله   ابن  المؤلف  انتهى

وقرأ  ابن  باق المذكور  على الأستاذ  أبي  جعفر  ابن  الزبير  والخطيب أبي عثمان

ابن عيسى وتوفي  بمالقة  في اليوم  الثامن  والعشرين  لمحرم  فاتح  عام اثنين وخمسين وسبعمائة  وأوصى  بعد أن  يحفر  قبره   بين شيخيه  الخطيبين  أبي  عبد الله الطنجالي  وأبي  عثمان ابن  عيسى  أن  يدفن  به أن  يكتب   على  قبره   هذه  الأبيات :

ترحم  على  قبر  ابن  وحيه                 فمن  حق ميت  الحي  تسليم  حيه

وقل  آمن  الرحمن  روعة  خائف                لتفريطه في الواجبات  وغيه

قد اختار  هذا  القبر   في الأرض  راجيا          من الله  تخفيفا  بقدر  وليه

فقد يشفع  الجار  الكريم  لجاره                     ويشمل  بالمعروف  أهل  نديه

وإني  بفضل  الله  أوثق  واثق                        وحسبي  وإن  أذنت  حب   نبيه

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.