المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



من الدلائل على نبوة النبي محمد  
  
141   09:22 صباحاً   التاريخ: 2024-12-04
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج1، ص322-324.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / أصول / النبوة /

من الدلائل على نبوة النبي محمد

قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [آل عمران : 23، 24].

 قال الشيخ الطبرسي : لما قدم تعالى ذكر الحجاج ، بين أنهم إذا عضتهم الحجة فروا إلى الضجة ، وأعرضوا عن المحجة فقال : أَلَمْ تَرَ معناها : ينته علمك إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً أي : أعطوا نصيبا أي : حظا مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ . اختلف فيه فقيل : معناه التوراة ، دعا إليها اليهود ، فأبوا لعلمهم بلزوم الحجة لهم لما فيه من الدلالات على نبوة محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وصدقه . وإنما قال : أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ لأنهم كانوا يعلمون بعض ما فيه . وقيل : معناه القرآن ، دعوا إلى القرآن لأن ما فيه موافق لما في التوراة ، من أصول الديانة ، وأركان الشريعة ، وفي الصفة التي تقدمت البشارة بها . لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ يحتمل ثلاثة أشياء أحدها : إن معناه ليحكم بينهم في نبوة محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . والثاني : إن معناه ليحكم بينهم في أمر إبراهيم ، وأن دينه الإسلام والثالث : معناه ليحكم بينهم في أمر الرجم . فقد روي عن بن عباس أن رجلا وامرأة من أهل خيبر زنيا ، وكانا ذوي شرف فيهم ، وكان في كتابهم الرجم ، فكرهوا رجمهما لشرفهما ، ورجوا أن يكون عند رسول اللّه رخصة في أمرهما ، فرفعوا أمرهما إلى رسول اللّه ، فحكم عليهما بالرجم ، فقال له النعمان بن أوفى ، وبحري بن عمرو : جرت عليهما يا محمد ، ليس عليهما الرجم فقال لهم رسول اللّه : بيني وبينكم التوراة . قالوا قد أنصفتنا .

قال : فمن أعلمكم بالتوراة ؟ قالوا رجل أعور يسكن فدك يقال له ابن صوريا .

فأرسلوا إليه فقدم المدينة ، وكان جبرائيل قد وصفه لرسول اللّه ، فقال له رسول اللّه : أنت ابن صوريا ؟ قال : نعم . قال : أنت أعلم اليهود ؟ قال : كذلك يزعمون . قال : فدعا رسول اللّه بشئ من التوراة فيهما الرجم مكتوب ، فقال له : إقرأ . فلم أتى على آية الرجم ، ثم قرأ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعلى اليهود ، بأن المحصن والمحصنة إذا زنيا ، وقامت عليهما البينة رجما ، وإن كانت المرأة حبلى ، انتظر بها حتى تضع ما في بطنها . فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم باليهوديين فرجما . فغضب اليهود لذلك . فأنزل اللّه تعالى هذه الآية . ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ أي : طائفة منهم ، عن الداعي وَهُمْ مُعْرِضُونَ عن اتباع الحق ذلِكَ معناه : شأنهم ذلك ، فهو خبر مبتدأ محذوف . فاللّه تعالى بين العلة في إعراضهم عنه ، مع معرفتهم به ، السبب الذي جرأهم على الحج والإنكار .

بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ أي : لن تصيبنا النار إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وفيه قولان أحدهما : إنها الأيام التي عبدوا فيها العجل ، وهي أربعون يوما . إلا أن الحسن قال سبعة أيام . والثاني : إنهم أرادوا أياما منقطعة . وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ أي : أطمعهم في غير مطمع ما كانُوا يَفْتَرُونَ أي : افتراءهم وكذبهم . واختلفوا في الافتراء الذي غرهم على قولين أحدهما : قولهم نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ، والأخر : قولهم لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ ، وهذا لا يدل على خلاف ما نذهب إليه من جواز العفو ، وإخراج المعاقبين من أهل الصلاة من النار ، لأنا نقول إن عقاب من ثبت دوام ثوابه بإيمانه ، لا يكون إلا منقطعا ، وإن لم يحط علما بقدر عقابه ، ولا نقول أيام عقابه بعدد أيام عصيانه ، كما قالوا « 1 » .

_________________

( 1 ) مجمع البيان : ج 2 ، ص 265 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .