أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-09-2014
1162
التاريخ: 23-09-2014
1391
التاريخ: 23-11-2014
1235
التاريخ: 10-12-2015
1243
|
من الدلائل على نبوة النبي محمد
قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [آل عمران : 23، 24].
قال الشيخ الطبرسي : لما قدم تعالى ذكر الحجاج ، بين أنهم إذا عضتهم الحجة فروا إلى الضجة ، وأعرضوا عن المحجة فقال : أَلَمْ تَرَ معناها : ينته علمك إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً أي : أعطوا نصيبا أي : حظا مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ . اختلف فيه فقيل : معناه التوراة ، دعا إليها اليهود ، فأبوا لعلمهم بلزوم الحجة لهم لما فيه من الدلالات على نبوة محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وصدقه . وإنما قال : أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ لأنهم كانوا يعلمون بعض ما فيه . وقيل : معناه القرآن ، دعوا إلى القرآن لأن ما فيه موافق لما في التوراة ، من أصول الديانة ، وأركان الشريعة ، وفي الصفة التي تقدمت البشارة بها . لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ يحتمل ثلاثة أشياء أحدها : إن معناه ليحكم بينهم في نبوة محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . والثاني : إن معناه ليحكم بينهم في أمر إبراهيم ، وأن دينه الإسلام والثالث : معناه ليحكم بينهم في أمر الرجم . فقد روي عن بن عباس أن رجلا وامرأة من أهل خيبر زنيا ، وكانا ذوي شرف فيهم ، وكان في كتابهم الرجم ، فكرهوا رجمهما لشرفهما ، ورجوا أن يكون عند رسول اللّه رخصة في أمرهما ، فرفعوا أمرهما إلى رسول اللّه ، فحكم عليهما بالرجم ، فقال له النعمان بن أوفى ، وبحري بن عمرو : جرت عليهما يا محمد ، ليس عليهما الرجم فقال لهم رسول اللّه : بيني وبينكم التوراة . قالوا قد أنصفتنا .
قال : فمن أعلمكم بالتوراة ؟ قالوا رجل أعور يسكن فدك يقال له ابن صوريا .
فأرسلوا إليه فقدم المدينة ، وكان جبرائيل قد وصفه لرسول اللّه ، فقال له رسول اللّه : أنت ابن صوريا ؟ قال : نعم . قال : أنت أعلم اليهود ؟ قال : كذلك يزعمون . قال : فدعا رسول اللّه بشئ من التوراة فيهما الرجم مكتوب ، فقال له : إقرأ . فلم أتى على آية الرجم ، ثم قرأ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعلى اليهود ، بأن المحصن والمحصنة إذا زنيا ، وقامت عليهما البينة رجما ، وإن كانت المرأة حبلى ، انتظر بها حتى تضع ما في بطنها . فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم باليهوديين فرجما . فغضب اليهود لذلك . فأنزل اللّه تعالى هذه الآية . ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ أي : طائفة منهم ، عن الداعي وَهُمْ مُعْرِضُونَ عن اتباع الحق ذلِكَ معناه : شأنهم ذلك ، فهو خبر مبتدأ محذوف . فاللّه تعالى بين العلة في إعراضهم عنه ، مع معرفتهم به ، السبب الذي جرأهم على الحج والإنكار .
بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ أي : لن تصيبنا النار إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وفيه قولان أحدهما : إنها الأيام التي عبدوا فيها العجل ، وهي أربعون يوما . إلا أن الحسن قال سبعة أيام . والثاني : إنهم أرادوا أياما منقطعة . وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ أي : أطمعهم في غير مطمع ما كانُوا يَفْتَرُونَ أي : افتراءهم وكذبهم . واختلفوا في الافتراء الذي غرهم على قولين أحدهما : قولهم نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ، والأخر : قولهم لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ ، وهذا لا يدل على خلاف ما نذهب إليه من جواز العفو ، وإخراج المعاقبين من أهل الصلاة من النار ، لأنا نقول إن عقاب من ثبت دوام ثوابه بإيمانه ، لا يكون إلا منقطعا ، وإن لم يحط علما بقدر عقابه ، ولا نقول أيام عقابه بعدد أيام عصيانه ، كما قالوا « 1 » .
_________________
( 1 ) مجمع البيان : ج 2 ، ص 265 .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|