أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-25
448
التاريخ: 2024-07-09
664
التاريخ: 2024-06-15
852
التاريخ: 2024-05-21
850
|
وقد جاءت الكشوف الحديثة بوثيقة أخرى جديدة خاصة بعصر النهضة أو «تجديد الولادات» من عهد الفرعون «رعمسيس الحادي عشر» مثبتة للنتيجة التي وصل إليها الأستاذ «شرني»، كما ذكرنا من قبل (راجع: J. E. A. Vol XV. p. 194). وهذه الوثيقة كما سنرى تضيف سنة جديدة على امتداد هذا العصر. وعلى حسب التاريخ الذي على ظهر ورقة «إبوت» وهو السنة التاسعة عشرة المقابلة للسنة الأولى، فإن الوحي الذي سنتحدث عنه يؤرخ بالسنة الخامسة والعشرين من عهد الفرعون «رعمسيس الحادي عشر» والسنة السابعة من عهد «النهضة». وهذا النقش قد نحت على الجدار الخارجي الشمالي من قاعة العيد «لأمنحتب الثاني» بالكرنك عند النهاية الشرقية، وهذا المعبد الصغير يقع بين البوابتين التاسعة والعاشرة على الجانب الشرقي من الردهة.
وسنورد هنا أوَّلًا المتن ثم نعلق عليه.
الترجمة: (1) حامل المروحة على يمين الفرعون، ونائب الملك في كوش، والكاهن الأول (2) «لآمون رع» ملك الآلهة، والقائد والمرشد «بيعنخي» المرحوم.
(3) الكاهن الثاني «لآمون» المسمى «نسآمون رع «.
(4) الكاهن المطهر كاتب مخزن ضياع آمون «نسآمون «.
(5) «آمون رع» رب تيجان الأرضين المقدم في الكرنك (6) رب السماء، ملك الآلهة، ومن على رأس (7) التاسوع العظيم (8) والواحد الأزلي للأرضين (9) ومن برأ كل كائن.
(10) السنة السابعة من (عصر) «تجديد الولادات» (عصر النهضة) شهر أبيب، اليوم الثامن والعشرون في عهد (11) جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «من ماعت رع-ستبن رع» بن «رع رعمسيس الحادي عشر» (12) يوم ظهور جلالة هذا الإله السامي «آمون رع» ملك الآلهة (13) عند وقت الصباح في عيد «أبت-حمس» (ومنه اشنق اسم شهر أبيب في القبطية).
(14) وقف الإله العظيم على المنصة (التي كانت تحمل) وبعد ذلك (15) كلمة القائد «بيعنخي» المرحوم قائلًا: (16) يا سيدي الطيب قف عند شئون (17) ضيعتك. وعندئذ أشار برأسه بشدة.
وبعد ذلك وضع أمامه كل الموظفين الإداريين التابعين للضيعة، (19) فجعل مراقبي القربان المقدسة ينعزلون، (20) ثم قال ثانية: (بيعنخي) يا سيدي الطيب إن مراقبي القربان المقدسة قد وضعوا جانبًا، (22) فهز الإله العظيم رأسه بشدة.
وبينما كانوا أمامه (23) إذ وقف عند «نسآمون» المرحوم (24) ابن «عشاخت» المرحوم وهو الذي كان كاتبًا لمخزن ضيعة «آمون»، (25) ثم قال ثانية (بيعنخي): «إنه (أي نسآمون) قد عين كاتب مخزن ضيعة «آمون» في وظيفة آبائه وعندئذٍ هز الإله رأسه بشدة.» (أي علامة على القبول).
وهذا المتن فضلًا عن التاريخ الجديد الذي أضافه لنا في تاريخ عصر النهضة كما سبق ذكره يقدم لنا معلومات جديدة عن تاريخ هذا العهد، فقد جاء في هذا المتن ذكر «بيعنخي» الذي لا نعلم عنه إلا الشيء القليل؛ ففي نقوش الردهة الأولى لمعبد «خنسو» ذكر أنه أول أولاد الكاهن «حريحور» الذين يحملون وظائف صغيرة (راجع L. D. III p. 1 237 a) وبعد أن وصل إلى مرتبة الكاهن الأول «لآمون رع» والوظائف الأخرى التي ذكرت في هذا المتن تولى قيادة الجيش على رأس حملة لبلاد النوبة كما ذكر لنا ذلك في بعض الأوراق البردية، فقد ذكر أن «بيعنخي» بالاسم، ومن المحتمل أنه هو الذي قد أشير إليه بلقب قائد في خطابات مختلفة من خطابات العصر المتأخر من عصر الرعامسة (راجع Ibid 627. 1, 9, & 629, 1. 9.) وقد وجدت لوحته الجنازية في العرابة المدفونة، وخلافًا لذلك فإن كل ما نعرفه عنه قد ذكر في نقوش ابنه «بينوزم» الذي خلفه كاهنًا أكبر «لآمون» إلا في حالة واحدة حيث نجد اسم ابنته ووالدها على لفافة مومية.
وقد زعم بعض المؤرخين عند كتابة نهاية العصر الذي نحن بصدده، أي نهاية الأسرة العشرين وبداية الأسرة الواحدة والعشرين، أن «حريحور» قد استولى على عرش الملك بعد موت «رعمسيس الحادي عشر» وأنه بعد موت «حريحور» مباشرة أصبح «بيعنخي» الكاهن الأول «لآمون رع« ولكن في هذا النقش المؤرخ بالسنة الخامسة والعشرين من عهد «رعمسيس الحادي عشر» يظهر أمامنا «بيعنخي» يحمل ألقابه التي من الدرجة الأولى، وقد ظن البعض أن هذا النقش قد كتب بعد الوحي بعدة سنين، غير أن ذلك احتمال بعيد، والواقع أن «حريحور» كان يعد العدة من كل الوجوه ليقفز على عرش الملك بمجرد موت «رعمسيس الحادي عشر»، ومن أجل ذلك قلد ابنه الألقاب التي كانت تؤهله للقبض على زمام الأمور من الوجهة الدينية والحربية. ومما تجدر ملاحظته في هذا الصدد أن «بيعنخي» قد أشير إليه في صلب النقش بوصفه قائدًا وحسب. ولا نزاع في أنه هو الذي خاطب الإله بوصفه قائد الجيش لا «نسآمون» الكاهن الثاني الذي كان حاضرًا. وذلك مما يقوي الرأي القائل: بأن صعود «حريحور» في مدارج القوة هو وأسرته، وتملكه عرش البلاد يرجع إلى نفوذه وسلطانه الحربي لا إلى قوته الدينية وحسب.
وعلى أية حال فإنا لا نجد في نقوش معبد «خنسو» الخاصة بأولاد «حريحور»، حيث نجده في المناظر المتصلة بهذا النقش، يظهر بوصفه ملكًا، أن «بيعنخي» كان يحمل ألقابًا عالية أو غيرها. ولكن من المحتمل أن هذه النقوش كانت تختلف في تاريخ نقشها.
أما الوحي الذي هو موضوع هذا النقش، فإنه مهما كانت الكلمات التي فُقدت من أوله (السطر السابع عشر) فإن الموضوع الوحيد الهام فيه كان تعيين كاتب مخزن ضيعة «آمون» المسمى «نسآمون» خلفًا لوالده. وكانت الطريقة المتبعة في ذلك على ما يظهر هي أن يقبل الإله الفصل في الموضوع، وبعد ذلك كان يستعرض الموظفين الإداريين للمعبد أمامه في مجاميع، كل على حسب وظيفته، ومن بين هذه المجاميع انتخبت مجموعة المراقبين، ومن بينها اختير «نسآمون«.
وفي هذا المتن نجد أن الطريقة في الاختيار هي أن يُسأل الإله أن يقف عند الشخص، الذي يريد أن يعينه في الوظيفة عند سرد أسماء المراقبين أمامه، وذلك يعني أن الإله عندما يكون محمولًا في القارب المقدس، فإنه يقف عند الشخص الذي يختاره في أثناء تلاوة الكلمات التي ينطق بها السائل للإله. ولدينا في مصدر آخر (Pap. B. M. 10335) عن لص كشف عنه بتلاوة أسماء سكان أهل قرية بوساطة المجني عليه، فقد هز الإله رأسه عندما ذكر اسم هذا الجاني (راجع J. E. A. Vol. XI p. 25 & P1. XXXN).
وتأكيدًا لمعرفة الجاني وأنه هو الشخص الذي يقصده الإله كانت تكرر العملية.
وقد ذكرنا من قبل أن تعيين كبار الموظفين في الوظائف العالية، سواء أكانوا ملوكًا أم كهنة عظام كان بوساطة الوحي (راجع مصر القديمة ج4، وج6). حيث نجد كيف تولى «تحتمس الثالث» عرش الملك بالوحي، وكيف اختير «نسب وننف» كاهنًا أعظم في عهد «رعمسيس الثاني» بالوحي أيضًا. ويلاحظ هنا أن تعيين «أوسركون» بوساطة الوحي كاهنًا أكبر «لآمون»، ليس بالأمر المؤكد كما ذكر ذلك «بلاكمان «(J. E. A. XXVII p. 92, Note 5) حيث يقول: إن «نب وننف» في عهد «رعمسيس الثاني» و«أوسركون» في عهد «تاكيلوت «قد عين كل منهما كاهنًا أكبر «لآمون» بوساطة الوحي.
ومن بين الأسئلة التي توجه للوحي مما كتب على «الإستراكا» واحد خاص بالتعيين في وظيفة، فقد سئل الإله: هل يعين سيتي كاهنًا؟ والظاهر أن جوابًا بالإثبات كان ينفذ به التعيين. وهذا يماثل الجملة الأخيرة في المتن الذي نحن بصدده الموجهة إلى الإله. ومن المحتمل أن التعيين في الوظائف الكبيرة والصغيرة كان يعمل غالبًا بوساطة الوحي، وفي الواقع قد تكون هذه الطريقة هي العادية في عهد الدولة الحديثة وما بعدها.
ولا نعلم السبب الذي من أجله نقش «نسآمون» هذا النقش، هل كان في أمر تعيينه شك، أم كان ذلك لمجرد الفخر والظهور كما هي عادة الموظفين المصريين الذين ينالون حظوة عند رؤسائهم؟ وما أشبه البارحة باليوم. وعلى أية حال فإنا مدينون للكاتب «نسآمون» بتلك الحقيقة التاريخية القيمة التي قدَّمها لنا عن عصر النهضة وعن قوة «حريحور» في تلك الفترة، هذا بالإضافة إلى المعلومات الجديدة التي حدثنا عنها بالنسبة إلى الوحي وكيفية إيحائه.
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|